أسطول الصمود العالمي
عبد الستار رمضان
مهما طال اليل فلا بد ان تشرق شمس الصباح ويطرد النور الظلام، ومهما طال الظلم وتجبر فلابد للحق ان يعلو وينتصر، وإذا ما عجز المظلوم وانعدمت في يده اية وسيلة لدفع الظلم فان الظلم ذاته يتحول إلى اكبر سلاح.
عزة المحاصرة بالقتل وابشع أنواع الأسلحة وكل قوى الشر والقتل والتي حولت أراضيها إلى اكبر منطقة مدمرة بالعالم، بل وتحولت الى مقبرة او قبر كبير للموتى والأحياء المحاصرون بالجوع والركض وراء المساعدات وقليل الطعام، والذين يتم قصفهم وقتلهم في المستشفيات ومراكز المساعدات والطرق والمساجد وبقايا البيوت وخيم الطوارئ.
ومع استمرار الحصار والقتل والتجويع والإجرام الصهيوني الذي تجاوز كل الحدود والخطوط والقياسات والموازين، يظل شعب غزة صامدا قويا يرعب الاسرائليين بضعفه وجوعه وأنين أطفاله وشيوخه فينتصر عليهم قبل ان يتم إعلان النصر.
دول اسلامية
وهاهو العالم الحر وشعوبه التي لها مساحات من الحرية والتعبير نفتقدها نحن (العبيد) في بلادنا (العرب اوطاني) والممتدة على22 دولة عربية وعشرات الدول الإسلامية، والذين جميعا ننظر وننتظر ونناشد وندعو ونأسف وووو غيرها من عبارات العجز والتعبير عن تضامننا الصوري مع اهلنا المحاصرين اولاً من اخوانهم وأبناء عمومتهم من دول الجوار والمعابر المحمية من الأهل قبل العدو فتمنع وصول الماء والطعام والدواء.
لكن دوام الحال من المحال كما يقال. فمن شواطئ برشلونة الإسبانية تحركت عشرات القوارب الصغيرة والكبيرة، ومن موانئ تونس انضمت 7 سفن جديدة، ليصبح العدد أكثر من 70 سفينة.
وهي أكبر قافلة بحرية في التاريخ تتجه نحو غزة المحاصرة.
أسطول الصمود العالمي ليس مجرد سفن صغيرة تتحرك في امواج البحر القاسية، بل هي موقف وكلمة وصرخة نشطاء واحرار من 44 دولة، يحملها أشخاص عاديون عمال وشباب وموظفون وأطباء وحقوقيون ونواب سابقون وسياسيون وناشطون وإعلاميون، يرفعون راية واحدة(غزة ليست وحدها) والعالم الحر كله معكم يااهل غزة.
وسيكون الموعد قريبا في
في 11 أيلول/سبتمبر، حين تقترب هذه السفن من المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، وعندها سيكون العالم كله أمام امتحان حقيقي بين قوة الحق ومنطق العدالة والتعاون والشعور الإنساني والتضامن من آلاف المتضامنين مع شعب غزة وقضية فلسطين، و بين قانون القوة وقوة الظلم والغطرسة والاحتلال وخرق وانتهاك كل القوانين والشرائع السماوية والأرضية والقانون الدولي العام والقانون الإنساني.
تضامن عالمي
نحن والعالم ننتظر يوم وصول أسطول الصمود العالمي: فهل يُسمح للأمل أن يصل؟
أم ينتصر الحصار والقوة العمياء؟
ومع اتساع مساحات ومواقف وصور التضامن العالمي والانساني (قبل العربي والإسلامي) يدرك قوات الاحتلال أهمية و خطورة هذه الــــــــــــقافلة وبدئوا بالتــــــــــــصريح والتـــــهديد باحتجاز الناشـــــــطين في السجون، وحرمانهم من الطعام وضروريات الحياة.
هذه التهديدات تكشف حجم الرعب الذي يزرعه الأسطول في قلب الكيان الغاصب والذي اهتزت أركانه وقادته المجرمين بمجرد إبحار سفن بسيطة تحمل اعلام فلسطين وشخصيات مدنية لا تحمل اي سلاح لكنها تنقل رسالة عالمية إنسانية عنوانها التضامن ورفض القتل والتجويع وكانّ لسان حالهم يردد أبياتا من قصيدة الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ