راني رحمو .. عرض موجز
الهندسة المقدّسة .. جذور الماسونية
حاكم الربيعي
كتاب لمؤلفه السيد راني حمو حول جذور الماسونية ب 433 صفحة ,أشتمل على مدخل, ثم مقدمة وثلاث فصول كان الاول حول نشوء الماسونية والثاني حمل عنوان سر روسلين وفرسان الهيكل , أما الثالث والاخير فكان حول نشوء الماسونية الحديثة وتطورها , ومما ورد في المدخل , أصل الماسونية سؤال يؤرق حتى الكثير من الماسونيين أنفسهم ,فقد حاول الكثير منهم خلال الاربعمائة سنة الماضية وضع جذور لجمعيتهم السرية , و قد كتب الكثير في هذا الشأن من الكتاب الماسونيين و غير الماسونيين منهم والكثير من هذه الدراسات محض خيال تام , والبعض الاخر له ثوابت تاريخية واضحة .
طقس سري
التراث الماسوني متعدد الثقافات ويحوي الكثير من الاثار لبعض الديانات, ومن الجدير بالذكر عندما تسأل عابر سبيل عن الماسونية سيكون جوابه هو «الغموض والاسرار « أ و في البلاد العربية غالبا « يهودية « الاعتقاد السائد أننا نجد في الماسونية « طقس سري « أو ديانة خاصة بها قد رافقت البشرية منذ مائتي سنة وهذا ميل طبيعي للبشر عندما يشعرون أن هناك شيئا ما يخفى عنهم , وهناك تصور ان الماسونيين يحفظون سرا فيما بينهم لايزال هو الشائع بين الناس حتى ان جريدة الديلي تليغراف ذكرت في احدى مقالاتها عام 1995 م أن رغبة الماسونية في الحفاظ على سرية أعضا ئها أنما يدل على سر ما يتداولونه .
يقدر عدد الماسونيين في العالم كما ورد في الكتاب طبعة 2022 حوالي 12 مليون حول العالم منهم مائتي الف في انكلترا وويلز , يتحكم بهم المحفل البريطاني الكبير ويعتبر هذا المحفل المرجع الاساسي لكل المحافل المعترف بها في العالم , أما الاستاذ الاعظم لهذا المحفل منذ أكثر من قرن من الاسرة المالكة البريطانية وهو اليوم واحد منها , في حين لم يكن الامر قبل ذلك هكذا , وكان المحفل البريطاني قد أنشئ عام 1813 م ,عندما اتحد محفلين كبيرين في لندن ادعى كل منهما انه الوريث الشرعي للماسونية ( الجمعية الملكية ), التي فتحت وتمت الوحدة بينهما من قبل أمير من الأسرة المالكة عين أستاذا أعظم على هذين المحفلين ,ان نشوء الماسونية أقدم من نشوء المحافل الكبيرة في لندن حيث كان السير روبرت موراي منتسب للماسونية عام 1646 م في وارينغتون وكذلك أبرام موريس دخل الماسونية في المستعمرات الاميركية عام 1656م , وكانت المغامرات الاولى في التجارب العلمية لماسونيين كالسير روبرت موراي والياس أشمولي أدت الى انشاء « الرويال سوسييتي « الجمعية الملكية التي فتحت باب المكتشفات العلمية وفي هذا الوقت الذي شجعت فيه الماسونية العلوم الحديثة كانت محاكم التفتيش تضع العالم الفلكي غاليليو في الاقامة الجبرية لا نه تجرأ على أدعاء الكون ليس كما تدعيه الكنيسة .
كتاب وباحثين
أما الفصل الاول والذي اهتم بنشوء الماسونية , سؤال يقلق الكثير من المفكرين والكتاب والباحثين في الامور الانسانية والسياسية والتاريخية , الا ان الجواب على هذا السؤال ليس سهلا , بل هو محط أساطير وترهات الكثير من الكتاب وخصوصا العرب منهم الذين أكثروا من الكتابة في هذا المجال , بالرغم من كونهم الاقل معرفة أكاديميا في موضوع الماسونية ونشأتها وتاريخها ,. وتعود الصعوبة في انه لا أحد عاشر نشأتها وكتب عنها او ان الزمن أزال ماكتب عنها أثناء ذلك ,ويقول ( ماريوس لا بارج ) من الناحية التاريخية لانستطيع أن نجزم بثقة كاملة من أين أتت الماسونية , فهي ظهرت في القرن الرابع عشر الا ان معظم الخبراء يتفقون على انها موجودة قبل هذا التاريخ , الحياة في القرون الوسطى المظلمة لم تكن كما هي اليوم , فالمطالبة بالحرية والمساواة كانت خطرة على الحياة وتتعرض للقمع بشدة على يد حكام يرون الحق الالهي في حكمهم وليست محاكم التفتيش الكنسية الا مثالا صغيرا على ذلك , حيث تعرض المفكرون الاحرار الى الملاحقات والذين اضطروا للعمل في الخفاء وكثير من الاحيان العمل تحت اسماء مستعارة حفاظا على سلامتهم , وبقيت وثائقهم طي الكتمان أو انها فقدت أو أتلفت عمدا وتمتلك الكنيسة اليوم عددا كبير من هذه الوثائق والتي تخفيها عن أعين الباحثين بعناد شديد ,
ومما هو جدير بالاشاره ان الكثير من كتاب الاساطير من كتب عن منشأ الماسونية التي الصقت مره بابي البشر واخرين بالمسيح وبهذا وذاك , كما كانت هناك طروحات متعدده عن منشأ الماسونية حيث الحقت بمحافل حصل عليها اجماع , ولكن الدراسات الحديثة دحضت هذه الافكار منها محفل ( أساتذة كومو ) حيث كانت والى وقت قريب من أكثر النظريات قبولا , ولكن الدراسات الحديثة دحضتها أيضا .
ويدعي عوض الخوري في كتابه( أصل الماسونية ) الصادر عن مطبعة الاجتهاد عام 1929 في بيروت حصوله على وثيقة غامضة باللغة العبرية , حيث قام بترجمتها الى اللغة الفرنسية وفحواها قصة تأسيس جمعية سرية تسمى» القوة الخفية يعتبرها أصلا للماسونية , «
يقول صاحب كتاب « أصل الماسونية « لابد من ايراد بعض أسماء المؤسيسين , فيذكر منهم , الاول الملك أغريبا وهو المؤسس والرئيس الاول , والثاني حيرام أبيود مبتكر الفكرة وتكريما لذكراه لقبه الملك أغريبا المؤسس لجميع الخفيين , أي الاخوان في جمعية القوة الخفية , أما أهداف هذه الجمعية فهي سحق العقائد الدينية, وجعل العالم كله يهوديا
ويرى البعض ان مافيها من ألفاظ عبرية فهي أذا روادها من اليهود وقيل بانها لاتسمح للمسلمين بالانتماء الى محافلها , ولكنها كفكر وحركة انتشرت بشكل واسع ضمت أعضاء من كل الديانات والملل, ويقول مؤلف كتاب الاصل البروتستاني للماسونية , وهي نظرية كسابقاتها لا تستند الى واقع تاريخي, لانه ثبت وجود الماسونية في اوسكتلندا قبل نشوء البروتستانية , ويقول مؤلف الكتاب ان الماسونيين لقبوا أنفسهم في البدء « بالمتساوين : ولكنهم بعد عدة سنوات تبنوا لقب « البنائين الاحرار « اولئك البنائيين والحجارين الذين قامو ببناء الكنائس في القرون الوسطى , يلاحظ في مؤلفات أكثر المؤرخين عزو الماسونية لجمعيات البنائين في المانيا , ان جمعية الكوليجا
collegia
وهي رومانية لقب أعضاؤها أنفسهم collegia وقد تم اعفائهم خلال عهد الامبراطورية الرومانية من الكثير من الواجبات المترتبة على غيرهم من المواطنين, وكان لهذه الجمعية قوانبنها الخاصة بالمقارنة مع الحرفيين العاديين الذين لم يعطهم الرومان أية أعتبارات خاصة فان الكوليجا
أصبح لها مع مرور الزمن قوة ونفوذ كبيرين , مما دفع الاباطرة في بعض الاحيان الى منعها , وكان في بريطانيا جمعية شهيرة باسم جمعية البنائين الاحرار, في بداية القرن الثامن عشر أصبحت الماسونية الحرفية في الظلال وبرزت الماسونية ذات الاعضاء من غير الحرفيين , وأصبحت هي أساس المحافل , وعند البحث عن أصول الماسونية يذكر الباحثان الماسونيان كريستوفر كنايفت و روبرت لوماس أصحاب كتاب ( تحت معابد القدس ) أن احتمال نشوء الماسونية لايمكن أن يكون الا من مصادر ثلاث :
1- أما ان تكون الماسونية قديمة كما تدل طقوسها الى عهد انشاء معبد سليمان ولاسباب غير معلومة بقيت حية الى يومنا هذا .
2- أو ان تكون نشأت من جمعيات البنائين والحجارين في القرون الوسطى الذين حولوا عملهم الحرفي فيما بعد الى عمل معنوي وأخلاقي , وقد أوضحت بعض تفاصيل هذه الفرضية سابقا ,
3- أو ان الطقوس الماسونية تجد أصولها لدى محفل جنود المسيح الفقراء ومعبد سليمان المعروفين اليوم باسم محفل فرسان الهيكل . الاحتمال الاول رفضه الباحثان, أما الاحتمال الثاني - فانهما يرفضان ذلك أيضا بسبب بحثهما الدؤوب وغير المجدي عن جمعيات للبنائين في انكلترا في القرون الوسطى بالرغم من وجودها في دول اوروبية أخرى , ويريان أن الحرفيين في القرون الوسطى لم تكن لهم السعة لتكوين جمعيات كتلك التي قد تنشأ منها الماسونية , بعد سقوط الامارات الصليبية انتقل مركز الفرسان الى ليماسول في قبرص ومن ثم الى جزيرة رودس عام 1309 وبعد مائتي عام انتقل الى جزيرة مالطة , ومن ثم أنشئت الولايات المتحدة فيما بعد من قبل الماسونية كما يستند الدستور الامريكي على مبادىء الماسونية , وينظر الاستاذ الماسوني الجديد في محفله الى نجمة الصباح كما تشكل النجمة دائما أهمية خاصة لدى الولايات المتحدة الامريكية . , كما شكلت أهمية كبرى لدى كل من المندائيون ولدى النصارى , وللدخول الى المحفل كان الشرط الوحيد أن يكون صاحب الطلب رجلا حرا ذا أخلاق حميدة , كما هي الحال اليوم بالمحافل الماسونية , يقول المؤرخ الماسوني ادوارد فيلليبس في مقال كتبه بعنوان « الماسونية تأتي من بريطانيا « نشرها في مجلة ماسونية تشيلية, ويذكر فيها ان جيمس أندرسون الذي كان ممن وضع كتاب الدستور الماسوني , ادعى ان واجبات وقوانين المحافل , جاءت الى انكلترا من فرنسا بمخطوطة قديمة , تعود لعهد ادوارد الرابع 1442- 1443م,
الماسونية كانت ومازالت جمعية سرية وللحفاظ عليها أخفت دساتير الماسونية أصلها , ونسبتها لمجموعة من الاساطير وادى ذلك مع الزمن الى فقدان المعاني الاساسية التي تعبر عنها الطقوس , ولم يعد الماسوني مدركا لمسعى محفله و التعاليم القديمه التي نشأ من أجلها , الماسونية في القرن السابع عشر كانت لها أهمية في أخفاء التاريخ الحقيقي للماسونية وكذلك أهدافها ولهذه الاسباب أظهرت للعالم الخارجي انها ناد ذو اصول معمارية , وتبنت بالتالي شعارات البنائين وهو ماتبناه المحفل البريطاني الكبير واستمر في التبني لشعارات البنائين , وعند ظهور الدستور الماسوني عام 1723 لم تكن شعارات الماسونية المعروفة اليوم وبالتالي لايمكن الحكم على قدم الماسونية بظهور هذه الشعارات , ولتحديد الاصول القديمة
(Free mason) للماسونية يتخذ اللقب
أي « البناء الحر « دورا توضيحبا وتعددت النظريات في أصل هذه التسمية دون الدخول في تفاصيلها وانما من الضروري الاشاره الى انه قبل القرن الثامن عشر تألفت هذه التسمية من كلمتين منفصلتين وتبين ان هاتين الكلمتين تم دمجهما لتصبحا كلمة واحدة وتعود أصولهما الى الفرنسية ) Frere macon)
, وتم دمجهما ككلمة واحدة أي الاخ البناء
حيث تمت ترجمتها للانكليزية في انكلترا للمرة الاولى في القرن الرابع عشر على الرغم من كون الماسونية الاسكتلندية أقدم عهدا من الانكليزية , الا ان الاصل الفرنسي لهذا اللقب واضح ويظهر أن مصدره الوحيد هو جمعية معمارية تتبع لفرسان الهيكل وتسمى « أبناء سليمان « وهي الجمعية التي بنت الكاتدرائيات الكبيرة في فرنسا ككاتدرائية نوتردام وكاتدرائية شارتر , وهذه هي الاهم من بين زميلاتها وقد وضع على نوافذها الكبيرة شعارات الماسونية كالفرجار والزاوية وكل ذلك يعود للقرن الثاتي عشر عندما بنيت الكاتدرائية .وهناك محفل ( يورك ) ويقال هذا المحفل منشىء دون أي تأثير من محافل أخرى على الاغلب عام 1693 , بالرغم من وجود وثائق ماسونية لهذا المحفل وتعود لعام 1630 م , الا ان الكثير من يشكك في صحتها , لكن هناك من يعتبره أقدم المحافل الانكليزية , يؤكد ذلك أندرسون أحد مراجعي الدستور الاساسيين ولقب محفل يورك بالمحفل القديم, مما شكل دليلا على ذلك, ولمنطقة يورك تعود اسطورة الملك : أثلستان « التي أشير اليها والتي يعزو البعض نشوء الماسونية الى هذه الاسطورة .
الماسونية الاسكتلندية – يذكر غولد في مؤلفه « عائلة أهسانت كلير بارونات روسلين « تشير الدراسة الى ان العائلة كانت تقيم سنويا اجتماعا يضم رجالا من النبلاء وكانوا يشكلون النواة الاولى للماسونية الاسكتلندية , كما تعرف اليوم عام 1598 , ظهر مايعرف بقانون وليام شو الذي عمل استاذ الاعمال لملك اسكتلندا , وضع قانونا للمحافل الاسكتلندية يتضمن اقامة اجتماعات دورية مع كتابة تقارير عنها وهذه الوثيقة تعتبر من أقدم الوثائق الاسكتلندية والتي دلت على وجود نشاط وفكر روحاني للمحافل ويقول غولد أن اغلب اعضاء الماسونية الاسكتلندية عند القرن السادس عشر من النبلاء والمثقفين وتذكر سجلات محفل كيلفينينغ عام 1634 م الى انتساب اللورد كا سيلليس الى رئاسة المحفل كاستاذ أعظم , كيلفينينغ هي مدينة في منطقة أير شاير الاسكتلندية تبعد حوالي 40 كم عن مدينة كلاسكو , وكما هو الحال لمدينة يورك في انكلترا تعتبر , كيلفينينغ المدينة الام للماسونية في اسكتلندا , ويذكر غولد ان اندرسون واضع الدستور الماسوني العام , كان عضوا في الماسونية الاسكتلندية قبل أن يغادر الى انكلترا لكونه هو نفسه اسكتلنديا ولم يكن انتقاله للماسونية الانكليزية سهلا فلم يصبح عضوا قبل عام 1721 م.
الدستور الماسوني لسنة 1723 م
------------------------------
يعتبر الدستور الماسوني من أهم الوثائق الماسونية التي وصلت من القرن الثامن عشر ولعلها أهم وثيقة ماسونية على الاطلاق وكان كتبة الدستور هم , جورج بابين وهو الاستاذ الاعظم الثاني للمحفل البريطاني الكبير عام 1718 م وجون تيو فيلوس ديزا غو ليير الذي ولد عام 1683 في فرنسا ثم اتجه الى انكلترا وجيمس اندرسون ولد في عام 1680 في أبرديين .
لم يحصل اليهود في انكلترا على حقوق اساسية الا في عام 1629 م وفي 1858 م دخل أول عضو يهودي في مجلس العموم البريطاني , وهو من أسرة روتشيلد الشهيرة , وهي عائلة يهودية من أصول ألمانية توزع أبناء هذه العائلة في العديد من الدول الاوربية لتسهيل الاعمال , فيما بينهم وعرفت العائلة بثرائها الفاحش ونفوذها الواسع في السياسة الاوربية ,
ومن الجدير بالاشارة ان المقصود في فن البناء ليس حرفية الكلام بل المقصود به هو العلوم السرية الا ان كتاب الدستور الماسوني أقتبس هذه الاسماء والالقاب بشكلها الظاهري وليس بمعناها الباطني
وللحفاظ على السلطة السياسية في اسكتلندا قام الانكليز عام 1707 م على البرلمان المحلي في أدنبرغ والخلاف الاساسي هو ان الاسكتلنديون فضلوا تعيين ملك من ابناء الملك جيمس المتوفي ولكن الانكليز لم يشاطروهم هذه الرغبة وعند وفاة أوف عانوفر تم تنصيب ابنها جورج نلكا على انكلترا وبعد حل البرلمان الاسكتلندي قام الانكليز باستلام جميع المحافل الاسكتلندية الماسونية وغير الماسونية وقاموا باعادة تشكيلها وهو مادفع الماسونية البريطانية للامام لتصبح أكثر نفودا من الاسكتلندية وتحت رعاية الاسرة الهانوفيرانية الى اليوم ,
انتشرت الماسونية في فرنسا بسرعة كبيرة , حتى انها أصبحت حديث القصر الملكي عام 1737 , ومما ساعدعلى انتشارها بساطة البيروقراطية في انشاء محافل جديدة مقارنة مع زميلتها في انكلترا , ولكن الفارق هو ان ملوك انكلترا وضعوا الماسونية تحت حمايتهم بينما نظر اليها ملوك فرنسا نظرة عدائية حتى ان ملك فرنسا منع النبلاء من الانتماء اليها , وفي المانيا ابتدأت بوقت متاخر فليلا عن جاراتها الاوربية وكان اول محفل فيها كان في عام 1727 في مدينة هامبورغ, ثم انتشرت في العديد من المدن, لم ينظر الى الماسونية بعين الرضا في كل الدول الاوربية , ففي أمستردام هاجم متعصبون مسيحيون محرضون من قبل راهب ديني المحفل الماسوني في المدينة وذلك عام 1735م , و في أسبانيا تعرض الماسونيون الى اضطهاد شديد وخاصة تحت حكم الملك فيلليب الخامس وخليفته فرديناند السادس وفي عام 1776اعلنت الولايات المتحدة أستقلالها وهي البلد الوحيد الذي لعبت الماسونية دورا كبيرا في نشؤئه , وفي المبادىء الانسانية التي نادى بها المؤسسون كحق الانسان في العيش الكريم والحر , ولم يكن انفصال هذا البلد عن انكلترا سوى لاسباب السياسة البريطانية المتحجرة ,
وقد واجهت الماسونية تحديات من قبل بعض الرهبان , وفي مختلف الدول ومنها الدول العربية التي قرنت الماسونية باليهودية , ووصفت باعتبارها كسحرة وعبدة الشيطان , وفي مؤلف صدر عام 1880م بعنوان (الماسونية واليهود )للمؤلف أندريه , وحسب ماجاء في هذا المؤلف فان الماسونية تسعى الى تحقيق ثلاثة أهداف , وهي تدمير الدين والكنيسة الكاثوليكية وتدمير المجتمع المسيحي وسيطرة اليهود على العالم , وقد واجه اعضاء الماسونية عقوبة الاعدام في بعض الدول مثل السويد وأسبانيا ومالطا وبعض الدول الاخرى , كما ظهرت كتب متعددة مناوئه للماسونية , كما في فرنسا . وهناك مؤلفات تدافع عنها , وفي عام 1738 م أصدر البابا كليمنس قرارا بابويا تحت أسم ( انيمينينتي ) يمنع فيه اختلاط الكاثوليك بالماسونيين وينعتهم بالطائفة الدينية, وذكر البابا فيه ولاول مرة أن ألماسونية خطرة على نظام الدولة , ونتيجة لهذا القرار منعت الماسونية في هولندا , أما في السويد ومالطا فأصبح الانتماء للماسونية يكفي للحكم على الشخص بالاعدام , ولكن عام 1974 صرح الكاردينال فرانيو سيبير المسؤول عن التعليم الديني في الفاتيكان لبطارقة الولايات المتحدة أن قرار الحرمان والمنع للماسونية لايشمل سوى الكاثوليك الذين تأمرو على الكنيسة , أما لغيرهم فتم الغاء قرار الحرمان مع السماح لاتباع الكاثوليكية الانتساب للماسونية ان شاؤوا . كما وصلت الى البلاد العربية وانتمى اليها البعض وكانت هناك قرارات تمنع الانتماء الى الماسونية في بعض الدول العربية , كما أصدر مجمع علماء المسلمين في احدى الدول العربية قرارا يدين الماسونية ويكفر من ينتمي اليها ,وتبقى الماسونية محظوره في اغلب الدول العربية رغم انتساب البعض اليها من مواطني الدول العربية بمختلف مواقعهم الوظيفية والاجتماعية .