الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الدلالات الحداثوية في حواريات جبرا إبراهيم جبرا


الدلالات الحداثوية في حواريات جبرا إبراهيم جبرا

نجم الجابري

 

من السذاجة بمكان ان يعتقد بان جبرا ابراهيم جبرا الأديب الكبير يمكن اختزال اشتغالاته ورؤيته النقدية وتوظيفه للفكر الغربي الذي درسه وتعلمه تحت يد أساطين النقد الغربي ولو فرضنا جدلا ان البيئه تخلق الابداع دائما ف جبرا الذي احتل بلده و عاش مغتربا وعانى عذابات الاحتلال والهجرة وضياع الوطن لابد ان تنتج عنه اعمال في الشعر والقصة والرواية لان من البديهي ان تكون شخصيات الكاتب تعيش إرهاصات المؤلف وانفعالاته وحتى ضياعه ان صح او جاز ان نسمي ذلك الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

كتبوا عنه

كتب كثيرون عن جبرا ابراهيم جبرا الإنسان الروائي الأديب الشامل عاشق الموسيقى ومقارب الفنون التشكيلية وأجريت معه حوارات كثيرة صحفية تارة وتلفزيونية واذاعية تارة أخرى

تلمس المتلقي فيها امكانيه جبرا وحسه الشفاف العالي في استبصار محيطه الثقافي ورؤيته النقدية لأعمال الأدباء وإن كان متشائما في موضوعة مستقبل الشعر العربي مؤكدا ان الروايه هي الباقية وهي مستقبل الأدب وقد صدقت رؤيته فالشعر المجدد اليوم فقد إيقاعه الموسيقي وغدى تهويمات لغوية وطلاسم رمزية افقدت العربي ذائقته في استيعاب النص الشعري ومع أن جبرا دعم  الشباب وكتب نقدا دون النظر الى شخص المؤلف بمعنى ولادة النص موت المؤلف وفق النظرية البنيوية الحديثة الا انه انتج نقدا موضوعيا ويمكن القول إن جبرا المهاجر الشاعر والروائي أنشأ مدرسة نقدية واضحة المعالم في المشهد النقدي العربي وان كان يساير نقاد امريكا و بريطانيا وآخرون نظرته التاريخانية المقتبسة من تلك المدارس الغربية

فنون اخرى

اما الموسيقى فكان بيته كما يقول الفرطوسي الذي اجرى معه حوارات في مقتبل دراسته الجامعية في بغداد عندما كان طالبا في كلية الآداب -صحافه ف بيته عباره عن إيقاعات موسيقية لدرجة ان زائره يجد صعوبة في الاستئذان بزيارته لانشغاله بصخب الموسيقى الروحية المسيحية الارثوذكسية كما ذكره في صفحات كراسه او كتابه حوارات مع جبرا ابراهيم جبرا ويستطرد أنه كان يستمع للقارئ عبد الباسط  عبد الصمد في مواقف مختلفة.

اما الفن التشكيلي فقد اخذ حصته من وقت وتفكير اديب شامل المستوى جبرا فكتب انطباعاته عن الفن التشكيلي ومدارسه الفنيه ونقاد الفن التشكيلي وتنبأ بمستقبل الفنون في العراق والمنطقه العربيه لان ريشة الفنان ترسم هموم الشعب برؤى مختلفة حسب ثقافة واختصاص كل فنان  من الفنون المختلفة.

نافع الفرطوسي وجبرا

يذكر الفرطوسي انه نشر لقاءات مع جبرا في صحيفة الجامعة ووسيلة اخرى وتساؤلات الفرطوسي في تلك الكتابة كبيره واكبر من مستوى طالب جامعي غير مختص بالنقد والرواية والشعر لكن حذاقة الفرطوسي وثقافته الشامله تلغي تلك الشكوك في ذهن المتلقي فهو بارع واديب ومثقف ويقرا كثيرا حتى في ايام الاعدادية كان يخصص وقتا لقراءة الروايات والقصص فقرأ مؤلفات( دوستويفسكي ,وماركيز, واجاثا كريستي ,وكتاب الرواية والقصة العراقية.

كراس الفرطوسي

قسم الكتاب  (الكراس) الى عدة محطات عدا المقدمة كتب عن جبرا المثقف وكرم الكبار الذي يتحلى به وجبرا عاشق الموسيقى وقصته مع زوجته لميعة العسكري وأشار لفتنة جبرا بالحياة وفي محطة أخرى دعا الى اعادة قراءة جبرا ابراهيم متعدد افاق ومضى يوضح ثقافة وأخلاقيات العلاقة الإبداعية من وجهه نظر محاوره ومؤكدا ان الروايه سيد الفنون وأشار الى رغبة المؤلف بالعودة الى التراث وما هو المطلوب من الروائي العربي والشاعر في زمن التردي والحضاري ونوه بأسباب عن علاقة الشعر بالرواية

وختم بأن جبرا يرى مستقبل الرواية واضح وبين مشيرا الى تردد جبره باعتبار أن النقد غير المسؤول يستهدف المؤلف قبل النص جازما بأن الرواية وحدها تحقق كل شيء ويعد أسلوب جبرا في الآداب

ثورة أسلوبية لخصوصيتها الواضحة في المشهد الثقافي

المؤلف في سطور

في البدايه توقعت بان المقصود هو جبرا لكن اتضح ان نافع الفرطوسي وضع ال (CV) في نهاية الكتاب يتحدث عن كل مراحل حياته رغم اني اتحفظ على ذلك (CV)  الطويل الا انه حق مشروع المؤلف في أن يضع المتلقي في امكانية الكاتب ودراسته وخصوصيته ان اقتضى الامر

الخلاصة

حوارات مع جبرا اضافة للمشهد الثقافي السماوي رغم ان وسائل التواصل مليئة بلقاءات جبرا الفيديويه لكنها قدمت محاورا فطنا استطاع ان يساير قامة أدبية بمستوى جبر ابراهيم

رغم ان الفرطوسي بوب مطبوعة الى محطات مختلفة نجح في جذب القارئ الى مؤلفه بلغته الشفيفة وأسلوبه المميز

في البداية اردت ان اضع نقدا مماثلا كما هو الحال في قصائد وروايات وقصص قاربتها وحددت مسمياتها الدلالية لكني وجدت ان الفرطوسي اقفل علي أن أجد ثغرة واحدة في مؤلفه يمكنني ان اكتب عنها سلبا كون النقد يفكك طلاسم النص أما في حواريات في هذا المستوى لا يمكن لناقد ليس محترفا مثلي الا ان يستمتع بهذا الاصدار والاستمتاع بمحتواه.

 


مشاهدات 168
الكاتب نجم الجابري
أضيف 2025/09/03 - 2:43 PM
آخر تحديث 2025/09/05 - 10:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 30 الشهر 3742 الكلي 11421615
الوقت الآن
السبت 2025/9/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير