القوات الاحتلال تواصل اعتقال الفلسطينيين في عمق المدن والأحياء
حماس تبث شريط فيديو يظهر رهينتين إسرائيليين محتجزين
رام الله - لارا احمد
نشر الجناح العسكري لحركة حماس امس الجمعة مقطع فيديو يظهر فيه رهينتان إسرائيليان محتجزان في قطاع غزة منذ الهجوم الذي شنته الحركة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في إسرائيل واندلعت على إثره الحرب.
ويظهر الفيديو الذي تزيد مدته عن ثلاث دقائق ونصف الدقيقة رهينة في سيارة تجول بين مبانٍ مدمرة، ويطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باللغة العبرية عدم تنفيذ الهجوم العسكري المخطط له للسيطرة على مدينة غزة.
ويقول الرهينة الذي يظهر في نهاية الفيديو وهو يلتقي برهينة آخر، إنه موجود في مدينة غزة وإن الفيديو صُوّر في 28 آب/أغسطس. ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحة الفيديو أو تاريخ تسجيله.
وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية في الآونة الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في عمليات المداهمة والاعتقال التي تنفذها القوات الخاصة الإسرائيلية داخل الأحياء والبلدات الفلسطينية. وبحسب شهود عيان، فإن هذه العمليات لم تعد تقتصر على مناطق محددة أو أطراف المدن، بل باتت تمتد إلى العمق، مستهدفة مراكز سكانية مكتظة، في أوقات غالبًا ما تكون مفاجئة للسكان.
اعتقالات سريعة
ويروي الأهالي أن هذه المداهمات تجري بوتيرة متزايدة، إذ يقتحم الجنود المنازل ليلًا أو فجرًا، وينفذون اعتقالات سريعة تستهدف شبانًا وناشطين، في ظل انتشار أمني كثيف يثير حالة من القلق والخوف بين السكان. ورغم أن الأوضاع في قطاع غزة ما تزال مشتعلة نتيجة الحرب المستمرة، إلا أن ذلك لم يحد من قدرة الجيش الإسرائيلي على توسيع عملياته في الضفة الغربية.مراقبون يرون أن تكثيف هذه الاعتقالات يهدف إلى إرسال رسالة واضحة بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ما زالت قوية وفاعلة، وأنها قادرة على العمل في أكثر من جبهة في الوقت نفسه. فبينما يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات كبيرة في غزة، تؤكد عملياته في الضفة الغربية استمرار حضوره الأمني والسياسي، وكأنه غير متأثر بتداعيات الحرب هناك.كما يشير آخرون إلى أن هذه الاعتقالات قد تحمل أبعادًا استراتيجية، حيث تسعى إسرائيل إلى إضعاف أي تحركات أو احتجاجات قد تتسع في الضفة الغربية نتيجة ما يحدث في غزة، وذلك عبر استهداف البنية الاجتماعية والسياسية الفلسطينية وحرمانها من عناصرها الفاعلة.وبينما تستمر هذه الحملات، تتصاعد المخاوف بين الفلسطينيين من اتساع دائرة الاعتقالات، خاصة في ظل غياب أفق سياسي للحل، ما يعمق حالة التوتر ويزيد من احتمالية انفجار الأوضاع في أي لحظة.بهذا، تبدو الضفة الغربية أمام مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تتحول الاعتقالات اليومية إلى أداة مركزية في يد الاحتلال لإحكام السيطرة، في وقت لا تزال فيه الأنظار مركزة على الحرب الدائرة في قطاع غزة.