هدوء حذر مشوب بالقلق وتدهور حالة رئيس الجيل الجديد داخل المعتقل

صدمة محلية ودولية بسبب إشتباكات السليمانية وإجتماع مرتقب يبحث الأزمة

بغداد - قصي منذر

السليمانية - الزمان

تسببت الاشتباكات الدامية التي شهدتها مدينة السليمانية في سقوط قتلى وجرحى، بإثارة صدمة واسعة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث أدانت رئاسة الجمهورية وهيئة حقوق الإنسان في إقليم كردستان، إلى جانب بعثة الأمم المتحدة ومختلف السفارات، أعمال العنف، فيما طالبت جميع الأطراف بضبط النفس والالتزام بالقوانين والإجراءات القضائية بعيداً عن الفوضى، في وقت يعتزم ائتلاف إدارة الدولة، عقد اجتماع بحضور رئيسي البرلمان والوزراء لمناقشة آخر التطورات في السليمانية. ونقلت تقارير عن مصادر قولها أمس إن (قادة ائتلاف إدارة الدولة وبحضور رئيسي البرلمان والوزراء سيعقدون يوم الأربعاء المقبل، اجتماعاً مهماً في القصر الحكومي ببغداد، لمناقشة اخر التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية والعملية الانتخابية المرتقبة)، وأضافوا إن (الاجتماع سيركز تطورات الأحداث الأخيرة في السليمانية، كما ستتم مناقشة ملف تمرير قانون الحشد والتهديدات الامريكية بشأن القانون، وإمكانية فرض عقوبات أمريكية صارمة ضد العراق في حال تمريره)، وأشارت المصادر إلى إن (الاجتماع سيناقش أيضاً ملف تصدير نفط الاقليم والحلول في ما يخص استمرار دفع رواتب موظفي كردستان، إضافة الى شرح مفصل بشأن العملية الانتخابية من مختلف جوانبها). فيما دانت كل من ورئاسة الجمهورية العراقية وبعثة يونامي والسفارة الأمريكية، الأحداث الدامية التي جرت في السليمانية.  وقالت رئاسة الجمهورية في بيان أمس إنها (تتابع بقلق الأحداث التي شهدتها مدينة السليمانية، التي أسفرت عن مقتل عناصر في الأجهزة الأمنية في المدينة وإصابة آخرين)، وشدد البيان على (ضرورة ضبط النفس والركون إلى الإجراءات القانونية والقضائية وفقاً للدستور وبعيداً عن العنف، وبما يرسخ مبادئ العدالة ويحفظ أمن المواطنين واستقرارهم). بدورها، رفضت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في إقليم كردستان، عمليات العنف في تنفيذ القرارات القضائية. وأشارت في بيان أمس إن (قوة أمنية كبيرة من وحدات مختلفة مزودة بأسلحة خفيفة وثقيلة، تحشدت  في أحد أحياء مدينة السليمانية المعروف باسم بلاله زار، وذلك بهدف اعتقال عدد من المطلوبين وهم ل.ج.ب وپ.ج.ب ور.ح.غ، الذين كانوا يقيمون في ذلك المكان)، مشيراً إلى إن (العملية تحولت إلى مواجهة عنيفة استمرت نحو أربع ساعات، متواصلة حتى الساعة الثامنة صباحاً، وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، وقد أحدثت الحادثة حالة من الاضطراب في مدينة السليمانية وأثارت مخاوف وقلقاً واسعاً بين سكان المنطقة)، مؤكداً (رفض الهيئة العنف والفوضى بكل أشكالها). من جانبه، طالب الحزب الشيوعي الكردستاني، بوقف فوري للاقتتال في السليمانية. وشدد بيان أمس على (وقف فوري للاقتتال، وإبعاد الخلافات السياسية والقانونية عن دائرة العنف واللجوء إلى القوة)، وأضاف (إننا نعد هذا الوضع خطيراً وغير شرعي، ومخالفاً للقوانين النافذة في الإقليم والعراق، ونطالب بوضع حد له بجميع الوسائل). في وقت، اعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي في بيان أمس عن (قلقها إزاء التطورات الجارية في محافظة السليمانية، وتأسف لسقوط قتلى وجرحى نتيجة الاشتباكات التي وقعت مؤخراً). كما دعت السفارة الأمريكية لدى العراق في بيان أمس (جميع الأطراف إلى ضبط النفس والابتعاد عن اية أعمال قد تعرّض حياة المدنيين للخطر). وأبلغت القنصلية البريطانية بأربيل في بيان أمس (قلقها بشأن مقتل مواطنين في السليمانية، وأنها تراقب الوضع في المدينة عن كثب). وأعلنت تركيا، اتخاذ تدابير عبر قنصليتها في أربيل لـحماية مواطنيها في السليمانية. في تطور، أفادت مصادر من داخل سجن تسفيرات السليمانية، بتدهور الحالة الصحية لرئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد داخل المعتقل. وأكدت المصادر أمس إن (سوء المعاملة وتردي نوعية الطعام، أديا إلى تعرضه لحالة يُعتقد أنها تسمم حاد، الأمر الذي استدعى التدخّل الطبي بشكل عاجل). كما اكد مصدر اخر، اطلاق سراح عضو جبهة الشعب ژينو محمد بعد اعتقالها في السليمانية. وشهدت المدينة قبل يومين، اشتباكات عنيفة، لتنفيذ مذكرة قبض صدرت بحق رئيس جبهة الشعب لاهور شيخ جنكي. وحتى الآن، ثلاثة سياسيين محتجزون في سجون السليمانية، وهم الرئيس السابق لحزب التحالف الوطني ورئيس حراك الجيل الجديد، ورئيس حزب الشعب.