رئاسة الإقليم تبدي قلقاً بعد إشتباكات دامية إنتهت بإعتقال شيخ جنكي
خلافات عائلية تفجّر أزمة بالسليمانية وسط دعوات للتهدئة وضبط النفس
أربيل - فريد حسن
السليمانية - الزمان
شهدت السليمانية، توترا أمنيا غير مسبوق بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة لرئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل الطالباني، ومسلحين موالين لابن عمه لاهور شيخ جنكي، الرئيس السابق المشترك للحزب ومؤسس جبهة الشعب، استخدم فيها مدرعات وأسلحة ثقيلة، فيما استمرت الاشتباكات في مناطق عدة بينها حيي شكركه وسرجنار، ما أدى إلى تضرر منازل مواطنين، وأكد شهود عيان إن (عوائل من بغداد كانوا يقيمون في فنادق قريبة من موقع القتال ناشدوا السلطات إنقاذهم مع اشتداد إطلاق النار). فيما شدد صباح النعمان، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، على إن الحفاظ على أمن المواطنين في الإقليم والمحافظات واجب وطني وأخلاقي. وقال النعمان في بيان تلقته (الزمان) أمس انه (بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت في محافظة السليمانية، تؤكد الحكومة الاتحادية على ضرورة التزام الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية وفقاً لأحكام الدستور، وبما ينسجم مع مبادئ العدالة وسيادة القانون)، داعياً إلى (تنفيذ هذه الإجراءات بحيادية تامة وشفافية كاملة، بعيداً عن أي مظاهر مسلحة أو محاولات لترهيب المواطنين، فإنفاذ القانون يجب أن يتم بما يضمن حفظ كرامة الإنسان وحقوقه). كما أصدرت رئاسة إقليم كردستان، بياناً بشأن الأحداث التي شهدتها السليمانية وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا. وأكدت الرئاسة في بيانها أمس (سيادة القانون وحماية أمن واستقرار المدينة وحفظ أرواح وممتلكات المواطنين)، مشددة على إن (جميع الخلافات والمشاكل ينبغي أن تُعالج في إطار القانون وبعيداً عن العنف). وأعرب رئيس حكومة الاقليم مسرور البارزاني، عن قلقه من أن هذا التصعيد قد يزعزع ركائز الأمان في الإقليم. وقال البارزاني في بيان أمس إن (التوترات والاشتباكات في السليمانية تستهدف أمن واستقرار كردستان)، وتابع إنه (على الجميع أن يدركوا ذلك ويوقفوا هذه الاشتباكات فوراً، ويتجنبوا أن يكون شباب هذا البلد ضحايا، ويجب حل أي مشاكل أو خلافات بالطرق القانونية). في وقت، نقلت تقارير عن مصادر قولها أمس إن (الخطة الانقلابية في السليمانية على عائلة الطالباني الحاكمة، كُشف عنها في اللحظة الأخيرة بتخطيط شيخ جنكي وعدد من رفاقه على مدى أشهر)، على حد وصفهم، وأشاروا إلى إن (الخطة تتضمن تحريك وحدات خاصة من القوات الموالية لشيخ جنكي، لتسيطر على المقر الحزبي المركزي في بيرهمام، وتزامن ذلك مع خطة موازية لإغلاق مبنى مجلس المحافظة، ووضع اليد على القناة الإعلامية الرسمية للحزب، بهدف إعلان المجلس القيادي الجديد في بيان متلفز يعلن إزاحة الطالباني من رئاسة الاتحاد)، وأوضحت المصادر إن (الرئيس السابق، وفق ما تسرب من اعترافات، يؤدي دور الواجهة السياسية للانقلاب، إذ جرى الترتيب لأن يعود إلى المشهد بصفته الرئيس الأسبق وصاحب شبكة علاقات دولية، وانه سيسوق الانقلاب بإيجابية لدى واشنطن، بينما عُهد إلى بختيار شاويس مهمة تأمين الغطاء العسكري عبر اتصالاته مع ضباط في الجيش والشرطة المحلية)، على حد قولهم. وأضافوا (إذ خطط الانقلابيون لإنزال عناصرهم داخل مطار السليمانية تحت غطاء ليلي، لمنع أي محاولة لإخراج الطالباني من المدينة أو إدخال تعزيزات حكومية، كما تضمنت الخطة قطع الطريق الرابط بين كركوك والسليمانية لحرمان بغداد من إرسال وحدات اتحادية). وهبطت الطائرة المروحية وسط ظلام معتم فوق تلال السليمانية، لتتطاير الأتربة وتتصاعد أصوات الرصاص في محيط منزل شيخ جنكي، في مشهد أقرب إلى لقطات أفلام المطاردة. ويقول مواطنون إن (القوات الخاصة التي قفزت من الطائرة، كانت مدججة بالسلاح، وتحركت بخطوات سريعة، بينما علت أصوات الصراخ وأضواء الكشافات تبحث عن شيخ جنكي). وتزامن الإنزال مع حملة واسعة لدهم منازل شخصيات بارزة في الاتحاد الوطني الكردستاني، أبرزها منزل رئيس الجمهورية السابق والقيادي في الحزب الملا بختيار شاويس. بينما افاد شهود عيان بإن (مركبات الدفع الرباعي حاصرت المنطقة، وأن الضباط أبلغوا الجيران بضرورة البقاء في منازلهم، بينما تتردد الانباء عن صدور أوامر قضائية بالقبض على أسماء أخرى). على حد قولهم. ويرى مراقبون إن (الصراع تفجّر بعد تراكم خلافات قديمة). وأوقفت قوات الأمن في كردستان، فجر الجمعة السياسي المعارض لاهور شيخ جنكي، وهو ابن عم قياديَي أسرة الطالباني النافذَين في الإقليم، المتمتع بحكم ذاتي، بعد ساعات من اشتباكات مسلحة، أسفرت عن مقتل ثلاثة من قوات الأمن بحسب مسؤولَين أمنيين. وقال مسؤول أمني إن (شيخ جنكي، سلّم نفسه فجر الجمعة، بينما جُرح شقيقه بولاد في ساقه وتم اعتقاله بعد عدة ساعات من اشتباكات بأسلحة ثقيلة). وكان الرجلان، محصّنَين مع مقرّبين منهما في فندق يملكانه في حي راق في السليمانية، قب ان يتصاعد دخانا أسود بعد حريق اندلع جراء الاشتباكات. في وقت أظهرت مقاطع فيديو مصورة، تصاعد أعمدة الدخان من الفندق واحترق موكب للمركبات داخل مرآب الفندق. وقال شيخ جنكي في المقطع المصوَّر قبيل اعتقاله (نحن واقفون على أقدامنا وسنموت ونحن واقفون، ويبدو أنهم قرروا الهجوم، قد تكون هذه رسالتي الأخيرة لشعبي كردستان، لكنني بقيت هنا من أجل أهلي وناسي، برغم أن الفرصة كانت متاحة للعيش في أوربا بعد أحداث الثامن من تموز، إلا أنني اخترت البقاء مع انصاري).