العراق يعوّل على الموجات القادمة في تعزيز الخزين
الموارد تؤكّد: تأمين مياه الشرب وسط قلق متزايد من تراجع المناسيب
المحافظات - مراسلو (الزمان)
اكدت وزارة الموارد المائية، حرصها على تأمين مياه الشرب للمواطنين، متوقعة تساقط الأمطار خلال الشهر المقبل٬ ما يعزز الخزين المائي ورفع مناسيب نهري دجلة والفرات.
وقال المتحدث باسم الوزارة٬ خالد شمال، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (الوزارة تعتمد أربع أولويات رئيسة في إدارة الموارد المائية، تبدأ بتأمين مياه الشرب، تليها مياه الاستخدامات المنزلية والصحية، ثم الخطة الزراعية، وأخيراً الجوانب البيئية المرتبطة بالأهوار)، مبيناً ان (المرحلة الحالية تُعدّ من أكثر المراحل تعقيداً من حيث شح المياه)٬
وأضاف شمال انه (يستوجب تكثيف الجهود الحكومية والضغط الدبلوماسي على دول الجوار، بشأن الإطلاقات المائية)٬ لافتاً الى ان (العراق يعمل على مسارين أساسيين٬ هما المصالح والجغرافيا المشتركة، ومعطيات هذين المسارين تتيح فرصاً للتفاهم والتعاون)٬ بحسب تعبيره.
واكدت الوزارة، ان ورود موجة من السيول إلى دجلة عبر إيران تغذي النهر. وقال مسؤول شعبة الموارد المائية في علي الغربي٬ سعدي مهدي صالح، في تصريح امس ان (هذه الموجة من السيول والأمطار وصلت العراق عبر مهرب الشماشير الشمالي جراء تساقط كميات كبيرة من الأمطار خلال اليومين الماضيين في المناطق الحدودية بين البلدين)٬
تدفقات مياه
مبيناً انه (تدفقت المياه من أودية الجفتة، تليل، الزعفران، وجباب)، وأوضح صالح انه (تصب جميعها في مهرب الشماشير الشمالي، ومنه إلى نهر دجلة، بكمية تُقدّر بأكثر من 25 متر مكعب في الثانية)٬ وأضاف ان (هناك سيولاً أخرى وصلت عبر الجفاج في محافظة واسط، لكنها بكميات أقل، تقدر بين 5 إلى 6 أمتار مكعبة في الثانية عن طريق وادي الجلباب، في المقابل، شهد مهرب الشماشير في علي الغربي تدفقات جيدة جدًا بلغت 25 متر مكعب في الثانية، مع استمرار تزايدها)٬
وفقاً لما ذكر. ويشهد الخزين المائي في سد الموصل تنامياً بفعل الأمطار الأخيرة٬ بحسب مدير مشروع سد الموصل٬ حاتم طيب فتحي. واوضح فتحي، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (الامطار عززت مياه السدود الكبيرة مثل سد الموصل، دوكان، ودربندخان)٬ مشيراً الى ان (الأمطار في وسط وجنوب العراق أسهمت في تقليل الضغط على سد الموصل والسدود الأخرى، كما عززت الموقف الزراعي وحسّنت إمدادات الري)٬ وتابع فتحي ان (سد الموصل استفاد من وارداته المائية خلال العام الماضي، فضلاً عن الكميات المتزايدة من الأمطار الأخيرة التي حسنت الإطلاقات المائية). وتستمر الوزارة٬ بمعالجة الاختناقات في المبازل الرئيسية في مناطق شرق القناة. وذكر بيان امس ان (فرقها مستمرة بتنفيذ أعمال فك الاختناقات في المبازل الرئيسة لمنطقة شرق القناة، ومن بينها المبزل الرئيسي، لضمان تصريف مياه الأمطار بكفاءة عالية)٬ مبيناً ان (الحملة تشمل أعمال تنظيف المبازل وفتح الانسدادات في المبزل الرئيسي وفروعه خاصة في مناطق السريدات، الثعالبة٬ سبع قصور، الحميدية، واحياء طارق، والرشاد والبتول، لضمان انسيابية جريان المياه وتقليل مخاطر الفيضانات)
٬ ولفت الى ان (الحملة تهدف الى تصريف مياه الأمطار٬ بما يضمن استمرار الماء الى المبازل٬ في إطار خطة الوزارة للحفاظ على مستوى أداء منظومة التصريف المائي في العاصمة). الى ذلك٬ يشهد مشروع خراب ديمي في محافظة دهوك٬ عملية توسعة تهدف إلى تعزيز قدرته الإنتاجية٬ لتلبية الطلب المتزايد على المياه في المنطقة، ضمن خطة استدامة المياه)٬
وبين مدير مشروع سد مياه دهوك، بختيار محمد، في تصريح امس ان (نحو 570 ألف شخص يستفيدون من مياه المشروع حالياً، إلا أن زيادة أعداد السكان فرضت الحاجة إلى تسريع العمل على توسعته لتلبية الاحتياجات المتزايدة)٬ على حد قوله٬ مشيراً الى ان (مواصلة العمل على توسعة المشروع، حيث دخل في مرحلة الاستكشاف الفني)، وتوقع محمد ان (ترفع الطاقة الإنتاجية الى 14 ألف متر مكعب بالساعة٬ من اجل تأمين المياه لمدينة دهوك)٬
مرحلة استكشاف
من جهته أوضح مدير المياه والصرف الصحي في دهوك٬ فكير أحمد، انه (يمر المشروع حالياً بمرحلة استكشاف الجوانب الفنية ثم موافقة وزارة البلديات)٬ معرباً عن (امله في ان تحظى هذه الخطوة بدعم حكومته، بما يضمن تلبية احتياجات دهوك من المياه لعقود قادمة)٬ وأضاف انه (تأتي هذه التوسعة في وقت حرج، نظراً للحاجة الملحّة لتأمين مصادر مياه مستدامة٬ والضغط المتزايد على الموارد المائية)٬ يذكر ان (مشروع خراب ديمي ليس مجرد بنية تحتية مائية، بل يُعد صمام أمان لضمان استدامة الموارد الحيوية في دهوك والمناطق المحيطة بها، في ظل تحديات ديموغرافية وبيئية متزايدة٬ وأُنشئ خلال عام 2010 بتكلفة بلغت 246 مليون دولاراً، بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 آلاف متر مكعب من المياه في الساعة، ومصمم لتلبية احتياجات نحو 570 ألف مواطن في المدينة حتى 2033). وفي ذي قار٬ يتزايد القلق من ازمة المياه٬ وسط تحذيرات من تزايد الجفاف. واظهرت مشاهد مؤلمة اطلعت عليها (الزمان) امس٬ (نشرها ناشطون في مدينة الشطرة، لشط البدعة وهو يصارع الجفاف٬ بعد ان كانت مقترباته مركزاً لاستقطاب العائلات والشباب)٬ مشددين على (ضرورة إيجاد حلول فورية لمعالجة الازمة).