الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لو‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬الاهلية؟

بواسطة azzaman

لو‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬الاهلية؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

‭ ‬هناك‭ ‬حقائق‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬والديمغرافي‭ ‬والسياسي،‭ ‬باتت‭ ‬اكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهنا‭ ‬الكلام‭ ‬ليس‭ ‬عاطفياً‭ ‬ولا‭ ‬سياسياً‭ ‬ولا‭ ‬معنياً‭ ‬بأية‭ ‬قضية‭ ‬داخلية‭ ‬او‭ ‬خارجية‭ ‬لكنه‭ ‬توصيف‭ ‬لواقع‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انتقاص‭ ‬من‭ ‬دولة،‭ ‬أو‭ ‬شعب،‭ ‬أو‭ ‬جهة،‭ ‬أو‭ ‬مذهب‭.‬

فلبنان‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أصغر‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬السكان‭ ‬والمساحة‭ ‬والانتاج،‭ ‬لكنه‭ ‬الأكثر‭ ‬في‭ ‬اثارة‭ ‬الاحداث‭ ‬المقلقة‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الخمسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لأسباب‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مقحمة‭ ‬عليه‭ ‬كالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انه‭ ‬لم‭ ‬يشترك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬كبيرة‭ ‬جرت‭ ‬بين‭ ‬العرب‭ ‬وإسرائيل‭ ‬في‭ ‬1967‭ ‬او‭ ‬1973‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للبنان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ولا‭ ‬يتوقع‭ ‬العرب‭ ‬منه‭ ‬الان‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬دور‭ ‬تنموي‭ ‬أو‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬تجارية‭ ‬مهمة‭.‬

ميزة‭ ‬لبنان‭ ‬الأساسية،‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬المكان‭ ‬الامثل‭ ‬للاستثمار‭ ‬الاستخباراتي‭ ‬العربي‭ ‬لتصفية‭ ‬الصراعات‭ ‬العربية‭ ‬البينية‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬وكان‭ ‬ارضاً‭ ‬للمطاريد‭ ‬والملاحقين‭ ‬سياسياً،‭ ‬وانتهت‭ ‬تلك‭ ‬الميزة‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تسقط‭ ‬وتتلاشى‭ ‬أنظمة‭ ‬استثمرت‭ ‬هناك‭ ‬طويلا‭ ‬كعراق‭ ‬صدام،‭ ‬وليبيا‭ ‬القذافي‭ ‬وسوريا‭ ‬الأسد‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السعودية‭.‬

غير‭ ‬انَّ‭ ‬لبنان‭ ‬منذ‭ ‬الاجتياح‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لبيروت‭ ‬وخروج‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منها‭ ‬العام‭ ‬1982،‭ ‬تحول‭ ‬الى‭ ‬برميل‭ ‬بارود‭ ‬مستمر‭ ‬بقذف‭ ‬اللهب‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬نظام‭ ‬خارجي‭ ‬يستثمر،‭ ‬سياسيا،‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬المثقل‭ ‬بالأزمات‭ ‬سوى‭ ‬ايران‭.‬

‭ ‬بعد‭ ‬زيارة‭ ‬المسؤول‭ ‬الإيراني‭ ‬الكبير‭ ‬علي‭ ‬لاريجاني‭ ‬الى‭ ‬بيروت،‭ ‬اختلفت‭ ‬لهجة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الداخلية،‭ ‬وصار‭ ‬الكلام‭ ‬علناً‭ ‬في‭ ‬التلويح‭ ‬بمعركة‭ ‬كربلائية‭ ‬ثانية‭ ‬مضمونة‭ ‬النصر‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبنانية‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬قرار‭ ‬حصرية‭ ‬السلاح‭ ‬بيد‭ ‬الدولة‭ ‬فقط‭. ‬وجرى‭ ‬تفسير‭ ‬كلام‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬التهديد‭ ‬بحرب‭ ‬أهلية‭. ‬وهنا‭ ‬التساؤل‭ ‬الأساسي،‭ ‬هل‭ ‬ان‭ ‬الأطراف‭ ‬اللبنانية‭ ‬الأخرى‭ ‬ستستجيب‭ ‬للتهديد‭ ‬وتستعد‭ ‬لحرب‭ ‬لم‭ ‬تنسها‭ ‬بعد‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أحرقت‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬بعد‭ ‬أذار‭ ‬1975؟

وهل‭ ‬ستكون‭ ‬استجابة‭ ‬العرب‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بنفس‭ ‬استجابتهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬طرف‭ ‬ضد‭ ‬اخر‭ ‬كما‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الاهلية‭ ‬السابقة،‭ ‬أم‭ ‬انّ‭ ‬العرب‭ ‬سيغلقون‭ ‬ابوابهم‭ ‬لتأكل‭ ‬النيران‭ ‬لبنان‭ ‬وحده،‭ ‬فما‭ ‬حاجتهم‭ ‬للبنان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬تخصهم،‭ ‬فالحياة‭ ‬العربية‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬ولن‭ ‬يتأثر‭ ‬أحد‭ ‬بما‭ ‬سيحل‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وحتى‭ ‬هيفاء‭ ‬واليسا‭ ‬ومريام‭ ‬ونجوى‭ ‬لديهن‭ ‬اقامات‭ ‬ذهبية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬ولن‭ ‬يغبن‭ ‬عن‭ ‬الساحة،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬أصلاً‭ ‬معتمداً‭ ‬على‭ ‬منتوج‭ ‬لبناني‭ ‬أو‭ ‬مصلحة‭ ‬لبنانية‭ ‬معينة‭ ‬،‭ ‬وليست‭ ‬هناك‭ ‬كفاءة‭ ‬لبنانية‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تعويضها‭ ‬عربياً؟

النار‭ ‬إذا‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬لن‭ ‬تنال‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬اهل‭ ‬البلد‭ ‬ومستقبله،‭ ‬واذا‭ ‬كانت‭ ‬إرادة‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬أسوأ‭ ‬الخيارات‭ ‬هي‭  ‬الغالبة‭ ‬والمتغلبة‭ ‬عند‭ ‬اللبنانيين‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فذلك‭ ‬خيار‭ ‬النهاية‭.‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 47
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/08/16 - 10:56 PM
آخر تحديث 2025/08/16 - 11:27 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 69 الشهر 11682 الكلي 11406768
الوقت الآن
الأحد 2025/8/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير