لا قرار فوق المصلحة العليا
مجاشع التميمي
في لحظة إقليمية حبلى بالتوترات، على الجميع أن يعي أن مصلحة العراق يجب أن تعلو على الشعارات، والمزايدات، والصراعات بالوكالة. فالعراق ليس في موقع يؤهله لخوض مغامرات سياسية أو عسكرية، ولا يملك المقومات التي تجعله طرفاً في حروب دولية أو إقليمية، خاصة مع دول كبرى كالولايات المتحدة.
ما يزيد عن عشرة ملايين مواطن عراقي يتقاضون رواتب شهرية تشكل ثلثي موازنة الدولة، في وقتٍ تعاني فيه شرائح واسعة من الفقر، وتحتاج إلى سلة غذائية ودعم اجتماعي حقيقي. بلد بلا زراعة منتجة، ولا صناعة مؤثرة، تحاصره آفات الفساد والسلاح المنفلت، ويعاني من هشاشة في مفهوم المواطنة وشك متبادل بين مكوناته.
من هنا، فإن القرار السياسي لا يجب أن يُختطف من قبل أي جهة حزبية أو فئوية. قرار الحرب أو السلم يجب أن يكون نتاجاً لإجماع وطني، لا مزاجاً سياسياً عابراً. وعلى رئيس الوزراء وجميع القوى الوطنية أن يقفوا وقفة مسؤولة أمام لحظة الحقيقة، وينأوا بالعراق عن أية مواجهة كارثية لا طاقة له بها.
العراق بحاجة إلى سلامٍ داخلي، لا طبول حرب جديدة.