الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المندلاوي يجعل من بغداد جسرا برلمانيا بين اسيا وافريقيا

بواسطة azzaman

المندلاوي يجعل من بغداد جسرا برلمانيا بين اسيا وافريقيا

 

علي السامرائي

 

تتسارع التحولات في النظام الدولي، بشكل مضطرد ،مما يضع الدول النامية في موقف مسؤول، لتثبيت حضورها في معادلة التأثير العالمي ،لاسيما ان العالم اصبح ساحة لبروز تكتلات جديدة ،تاخذ على عاتقها مهمة تعزيز فرص التعاون المشترك، لتحقيق التنمية الشاملة،

وفي خضم التطورات الدولية، تمثل العلاقة بين قارتي اسيا وافريقيا ،واحدة من القضايا الاستراتيجية، بالغة الاهمية لما لها من ابعاد اقتصادية، سياسية، ثقافية وامنية، فالعلاقات بين شعوب القارتين، تعود إلى قرون خلت عبر، الهجرات والتجارة، والبعثات العلمية والدينية والنضال المشترك، و التحرر من قبضة القوى الاستعمارية ،الامر الذي يجعلها حاليا بحاجة لمواجهة التحديات، التي تواجه القضايا المهمة ،خاصة القضية الفلسطينية ،و انفراد القوى الدولية الكبرى، بصناعة القرار على حساب شعوب دول الشرق والجنوب.

ووسط هذه الاجواء ،جاءت فكرة صياغة العلاقات، بين قارتي اسيا وافريقيا،برلمانياً، انطلاقا من الواقع البرلماني، لتكون لبنة اضافية في بناء تحالفات ،اوسع واشمل عبر مشروع "المجلس البرلماني الاسيوي الافريقي" بمبادرة من عدد من البرلمانيين والشوريين من القارتين، بعد عدة لقاءات جمعتهم ليكون خزان فكري، يجمع الخبرات البرلمانية، والشورية والنقابية، ويشكل مرجعية علمية وفنية، وبنك معلومات لتبادل المعرفة البرلمانية والشورية ،ضمن اعلى المستويات ومعايير الحوكمة الرشيدة ،لخدمة الدول الأعضاء في المجلس.

ويساهم انشاء المجلس، في تدعيم الدبلوماسية البرلمانية والشورية، بين الدول الاعضاء، وتحجيم الاختلافات، وانشاء بوابات جديدة، لدعم العلاقات بين الدول ،وعامل رديف مهم وضروري، للسلطات التنفيذية الوطنية ،وصولا الى السلام والاستقرار، الى جانب تكوين منصة جماعية لطرح، الآراء ووجهات النظر الوطنية، وإكسابها الزخم اللازم للتأثير، دون تجاوز الثوابت الوطنية للدول الأعضاء، ليكون منبرا لطرح القضايا التي تهم القارتين ،من خلال الحوار البناء والتآلف الإنساني.

وعندما تكون بغداد مقرا للمجلس، فان ذلك يعكس، بعدا رمزيا مهما لمكانة العاصمة ،دوليا فضلا عن دعم تطلع العراق لاستعادة دوره، بوصفه دولة عابرة للمحاور، تتبنى منطق التقريب، لا الاصطفاف والتكامل لا التنافس.

وجاء اختيار النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي ،محسن المندلاوي ليكون رئيسا للهيئة التأسيسية ،للمجلس البرلماني الاسيوي - الافريقي، بمثابة انطلاقة جديدة ،لواقع جديد كون المندلاوي، استطاع خلال السنوات الماضية ،من اثبات وجوده لاعبا مهما، على الساحتين البرلمانية والسياسية، يمكن له ادامة الزخم الذي حققه في تحقيق مكاسب جديدة، لهذا التكتل الجديد.

فمواقف المندلاوي، بالمحافل الدولية ارتكزت على، مفاتيح مهمة يمكن من خلالها ،الولوج الى مساحات نجاح كبيرة فهو ،يؤمن بان بناء شراكة استراتيجية طويلة الامد، ترتكز على صوت الشعوب وتحمي مصالحهم، في عالم متغير يمثل استثمارا في التعاون المستدام، والتشريع المتوازن والمساءلة العادلة، وان العراق بما يملكه من موقع جغرافي وتاريخي، مؤهل ليكون جسر تواصل بين اسيا وافريقيا، اضافة الى قناعته بان البرلمانات، تمثل اليوم ركيزة اساسية للدبلوماسية الشعبية ،وقوة دفع نحو بناء شراكات عادلة ومتوازنة بين الشعوب.

كما تعكس رئاسة المندلاوي، لهذا المجلس الوليد دلالات سياسية عميقة، تظهر توجها عراقيا نحو تموضع جديد، ينأى عن الاستقطابات الحادة، ويؤمن باهمية تكتل بلدان الجنوب العالمي ،كقوة تغيير محتملة في النظام العالمي ،مما يفتح الباب امام تحالف برلماني، دولي جديد يدافع عن العدالة ،والحق بالتنمية وحق الشعوب، في تقرير مصيرها بعيدا عن الإملاءات الخارجية.

ويمثل الاستعانة بأسم مثل " فايز الشوابكة " الذي شغل لسنوات طويلة منصب الامين العام للاتحاد البرلماني، العربي ،مكسبا كبيرا للمجلس الجديد، فاناطة مهمة الامانة العامة للمجلس البرلماني الاسيوي - الافريقي، تمثل تعزيزا لعمل المجلس ،ولدور الشوابكة المؤثر في الدبلوماسية البرلمانية باعتبارها ،اداة للحوار والتقارب ،وامتلاكه اسرار العمل الطويل ،الذي يمكنه من بناء جسور الثقة، بين نواب الشعب في القارتين ،وايجاد ارضية للتفاهم السياسي.

ومع قرب انطلاق المجلس البرلماني الاسيوي - الافريقي، يقع على عاتق كل من المندلاوي والشوابكة، مسؤوليات جسام لانجاح المحلس، وان يكون له موطئ قدم ووحود وتاثير، في زمن تتراجع فيه الثقة بالمؤسسات الدولية التقليدية، وتتصاعد فيه الأصوات المطالبة، بنظام عالمي أكثر توازنا .

ويبدو ان وجود المجلس البرلماني الاسيوي - الافريقي، في بغداد سيكون نافذة امل سياسية وتشريعية ،تعيد للبرلمانات دورها الجوهري بوصفها لسان حال الشعوب، ويمكن لها ان تتطور لخطوات عملية ،نحو ولادة محور برلماني عابر للقارات ،يتحدث بلغات متعددة لكن بلغة مصالح الشعوب اولا.


مشاهدات 67
الكاتب علي السامرائي
أضيف 2025/07/13 - 3:06 PM
آخر تحديث 2025/07/14 - 8:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 267 الشهر 8512 الكلي 11162124
الوقت الآن
الإثنين 2025/7/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير