قطع ممنهج يخنق أحياء العاصمة دون رادع حكومي

سكّان بغداد يطالبون الحكومة عبر (الزمان) بإنقاذ ماتبقى من الأشجار

بغداد – ابتهال العربي

شكا أهالي منطقة اليرموك في بغداد٬ من القطع المستمر للأشجار٬ الذي تقوم به جماعات وصفوها بالنفعية٬ مطالبين الحكومة بانقاذ ماتبقى من الأشجار. وأثارت عمليات قطع الأشجار قلق الأهالي وخبراء البيئة على حد سواء، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الغطاء النباتي بالعاصمة. وقال عدد من المواطنين لـ (الزمان) امس ان (منطقة اليرموك وباقي المناطق الأخرى في العاصمة أصبحت ضحية القطع العشوائي المتعمد من قبل جهات غير معروفة٬ تسعى الى إزالة الأشجار والتوسع بالبناء)٬ محذرين من (التلاعب المستمر وايقاع الضرر بالواقع البيئي من اجل مصالح ذاتية٬ دون محاسبة حكومية)٬ بحسب تعبيرهم٬ وقال مواطن من أهالي اليرموك امس ان (عدداً من مناطق بغداد، ومن بينها حي اليرموك، يشهد عمليات مستمرة لقطع الأشجار دون تعويضها أو إعادة زراعتها)٬ مبيناً ان (فرقاً تابعة لدوائر خدمية أو جهات مجهولة تقوم بقطع أشجار الشوارع والأرصفة والأحياء السكنية٬ لأسباب وصفها بغير المقنعة، مثل تضرر الأرصفة أو توسيع الطرق، دون وجود خطة لزراعة بدائل عنها)٬ وذكرت احد سكنة المنطقة امس ان (الأشجار توفر الظل والجمال وتخفف من حرارة الصيف القاسية، لكن قطعها بهذه الطريقة يزيد من معاناة الأهالي، لاسيما كبار السن والمرضى)٬ وأضافت ان (المنطقة أصبحت تعاني من تزايد الغبار وغياب المساحات الخضراء٬ التي كانت تمنح راحة نفسية للسكان)٬ من جانبها، أعربت الباحثة البيئية، هند العزاوي، عن (أسفها لاستمرار قطع الأشجار في بغداد دون دراسة بيئية أو خطط تعويضية)، مشيرة إلى أن (فقدان الغطاء النباتي يعني ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة التلوث الهوائي، وتفاقم مشاكل الصحة العامة). واظهر تقرير تابعته (الزمان) امس ان (بغداد خسرت كثير من الأشجار خلال عشرين عاماً تصل الى 90 بالمئة)٬ لافتاً الى ان (هناك كناطق أخرى مثل الوزيرية والمنصور والعطيفية والجادرية تعاني من قطع مستمر للاشجار التي قطعت لزيادة اعمال البناء٬ في ظل غياب سياسات حكومية وتراجع عمليات التشجير).

فوائد الاشجار

 وشدد مختصون في البيئة٬ على (ضرورة وقف هذه الظاهرة التي تحرم العاصمة من فوائد الأشجار في تنقية الهواء وتخفيض درجة الحرارة وتقليل آثار العواصف الترابية)، داعين إلى (وضع سياسة حكومية صارمة تمنع قطع الأشجار إلا للضرورة القصوى وبإشراف بيئي دقيق مع التشجير الفوري للبدائل)٬ وحذر الخبراء من (تزايد موجات الغبار في العراق٬ والتي أصبحت تثير القلق نظراً لزيادة الجفاف والتصحر ونفوق الحيوانات٬ بفعل تغيرات المناخ. وذكروا عبر (الزمان) امس انه (لابد من مواجهة التصحر وتزايد الغبار لكونها تهدد قطاعات المياه والزراعة والبيئة والصحة)٬ منوهين الى ان (استمرار الازمة يؤدي الى ارتفاع نسبة الهجرة من المناطق الجنوبية لاسيما الاهوار)٬ داعين الحكومة والجهات ذات العلاقة الى (تحرك عاجل محلي وإقليمي لتفادي كارثة بيئية وصحية مستقبلية جراء تزايد شح المياه بمرور الزمن)٬ واكدوا اهمية (مقاومة تغيرات المناخ٬ بحلول فورية ابرزها توسيع الغطاء النباتي والعوازل الخضراء٬ تحسين إدارة المياه وتقليل الهدر٬ التعاون الإقليمي لتثبيت التربة٬ رفع قدرة الامكانات البيئية). وفي إطار جهود تحسين الواقع البيئي والجمالي في العاصمة، أوضحت أمانة بغداد٬ أسباب إزالة الأشجار في منطقة الأربع شوارع٬ مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن حملة تطوير شاملة للمنطقة. وذكرت الأمانة في بيان امس ان (تلك الأشجار مصابة بحشرة الأرضة (النمل الأبيض)، مما يهدد سلامة المارة٬ نظراً لاحتمالية سقوطها، مما استدعى إزالتها حرصاً على السلامة العامة).

ممارسات عشوائية

وبينما يطالب سكان اليرموك وبقية المناطق بوقف هذه الممارسات العشوائية، تؤكد المنظمات البيئية ان (الحفاظ على الأشجار وتشجير المدن بات من أساسيات مواجهة التغير المناخي وتحسين حياة الإنسان في المدن المزدحمة)٬ مؤكدة ان (حجم الاضرار الصحية التي يتعرض لها أهالي بغداد مستقبلاً بسبب التلوث الكبريتي٬ يأتي قلة الغطاء النباتي).