الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماهو تعريف السرقة الأدبية؟


ماهو تعريف السرقة الأدبية؟

رحيم الشاهر

 

سُئلتُ هذا السؤال:

وبالمباشر ، ماهو تعريف السرقة الأدبية؟

ج/ لن تكون قادرا على إجابة هكذا سؤال، مالم تكن (قناصا) محترفا في لُغة (مااسميه معنى المعنى) ، (فالسرقة الادبية) بضاعة الجميع: المستفيدين، والمفيدين، والمغفلين ، الكل يتبضع منها ، ولكنه لايعلم من أين تنتج البضاعة ، ومن الناقل ، ومن المسوق، وليس لها قاضٍ ، ولا محامٍ ، ولا ساحر(وهي لاتمتلك سوى شاهد الزور) والسرقات الأدبية تتحدى القضاء ، كما تتحدى ( العدالةُ القضاء)، ويموت القضاء وفي نفسه (شيء من السرقات الأدبية)، وجنود السرقة الأدبية ، وأشباحها يعملون في الليل، ويختفون في النهار فلا تُقبلُ شهادة النهار على الليل، ولاتُقبلُ شهادةُ الليلِ على النهار، استفاد منها المجادلون ، والمزيفون، ودفع ثمنها المبتكرون ، والموهبون بأمر السماء،(فللسرقات الأدبية) (مغاراتٌ مترامية الأطراف ) تشبه (مغارات النمل)،لاتعلمُ من اين بدأت ، والى اين تنتهي، وهذا مادعاني إلى الإجهار بمقطعي الشعري الذي أقولُ فيه:

أنا(نبي) الكلامْ

تُسرقُ كلماتي

فأستعيدُها وحُجتي

حُجة الضياءِ على الظلامْ

وهذا كذلك ماجعل (أبا القاسم الزعفراني) ،يطلقُ بيتَه الشهير:

لي لِسانٌ كأنه لي مُعادِ

ليس يُنبي عن كنه مافي فؤادي

أي أن لسانك أحيانا يخونك ، أو يسرقك أحسن ماتريد قوله 00في معركة السرقات الأدبية، تتداخلُ الخنادق، وتشتد الشبهات، وتتساوى القمم مع المنحدرات ، ويصبحُ الباطلُ أقوى شوكة وجدلا من الحق،ويُفتح البابُ على مصراعيه ليتدخل من يعنيه الأمر ، ومن لايعنيه الأمر ، ( وكل يغني على ليلاه) ، فهذا يدس أنفه على سُنة (خالف تعرف)، وذاك يدُس أنفه على سُنة( لايدري، ولا يدري انه لايدري) ، وذا يدسُ انفه على سُنة ( ويبغونها عوجا) ، وذاك يدسُ انف على سُنة( طبع الله على قلوبهم) ، وهناك من يدسُ انفه على سنة بيت المتنبي الشهير:

ومن يك ذا فمٍ مُرٍ مريضٍ

 

يجدْ مُرا ًبه الماءَ الزُلالا

ويحتاج منك في هذه المعركة أن تجيد استخدام مقولة الإمام علي ع : ( كلمة حق يراد بها باطل) اداة للاستكشاف ، وكُل هذا يعود إلى أننا لانفرق- في إيقاعاتنا البنيوية- بين المبتكر، والقائل، والسارق، والمتداول، والصائغ، والشاهد(ومتشابه المعنى)، (ومتشابه اللفظ)،(ومتشابه اللفظ والمعنى) ، ( فالأذن تعشق قبل العين أحيانا) ( الأذن تسرقُ قبل العين أحيانا)عندما اعتادت آذاننا على عبارة (قال فلان) ، واستنكرت عبارة ، (قلتُ أنا) ، فهذا نوع من السرقة الأدبية ، تكفل (بشرعنتها) المثل المعروف: ( مغنية الحي لاتطرب) ، اعتاد فلاسفة السرقة ، ونقادها وحكماؤها ، أن يخبرونا ( بمعجزة أن اللاحق في طرق المعنى سارقٌ من السابق)، وبقينا قرونا طويلة ونحن نهدم الصرح بهذه المقولة متناسين ، أن العقل بإمكانه أن يسعفنا بأداة أخرى أكثر إنصافا ، هي أداة ( معنى المعنى) ( كثافة المعنى) ( أصل المعنى ، وفرع المعنى) ، واليك التطبيق العملي لهذه الفكرة، قال دعبل الخزاعي:

ولستُ أرجو انتصافا منك ماذرفتْ

عيني دُمُوعا ، وأنتَ الخصمُ والحكمُ

ثُم جاء المتنبي بعده ليقول:

يااعدلَ الناس الاّ في معاملتي

فيكَ الخصامُ ، وأنتَ الخصمُ والحكمُ

فلو جرينا على المعيار القديم ، يصبح بيت المتنبي سارقا من بيت (دعبل) ، وبيت المتنبي أجملُ بكثير من بيت دعبلُ ، والبيتُ الأجمل ، لايسرق ، من البيت الأدنى، إذن لابد من توسعة مداركنا لتلقي (إخبار) ، انه كما للالفاظ قاموس يحق للجميع استخدامه للمعاني قاموس يحق للجميع استخدامه ، وانك إذا أردتَ الحكم بالحق والذوق ، فعليك ان تستبدل مفردة (سارق) ، (ومسروق) ، بمفردة (جميل) ٍ (وأجمل) ، (وقبيح)( وجميل )، (واصل المعنى) ، (وفرع المعنى) ، (الكلاميون) ،والمحللون، والنقاد، والباحثون، يتقاذفون الاتهامات ، عندما (يفاجَؤون) أن بعضهم يطرح ذات الفكرة التى طرحها غيره ، مع اختلاف بسيط ، فيشم من ذلك (رائحة السرقة) ، رغم ان هذا لم يقرأ لهذا ، ولم يلتق به ، متناسين أن الأفكار الحرة تدور في جميع العقول ، ولكن التفوق يتم بجودة الصياغة ، (وسحر النقش) ، وهذا لايعرف الاّ،من دربة (معنى المعنى) ، (واصل المعنى) ، (وفرع المعنى) ، فهنالك حكمٌ ، وأفكار حازَ أصحابُها على ميزة( السبق الزمني) ، ولكن ومن منطق ( أن ماهو محدث من مُفجآت اللغة والإبداع ، قد يعجزُ ماسبقه) لانستبعد أن نرى من المحدثين من يستطيع أن يفكك تلك الحكم والأفكار ، بأخرى تفوقها جودة ومحاسنا( تفكيك الفكرة بالفكرة، والحكمة بالحكمة) 00 نعم هنالك علاقة بين السارق والمنافق، والسارق والكاذب، والمنافق والكاذب،قال تعالى :" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خُشُبٌ مُسندة يحسبون كُلَّ صيحة عليهم هم العدوُّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون" (المنافقون:4) قوله تعالى: (00تعجبك أجسامهم)( يسرقون بصرك من حيث لاتدري) ، وقوله تعالى( وان يقولوا تسمع لقولهم يعني أنهم يسرقون سَمعكَ) ، وقوله تعالى(يحسبون كُلّ صيحة عليهم أنهم يسرقون من كُلّ كلام ، فهم معك وعليك)، وهنالك وجوهٌ أخرى للسرقات استنبطتُ شواهدها القرآنية بجهدٍ خاصٍ حثيث، قال تعالى: "افتمارونه على مايرى" ( النجم 12:)  فالمجادل هنا ، يسرق بصرك)، قال تعالى: " وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاءُ لقلنا مثل هذا إن هذا ألا أساطير الأولين"( أنفال:31) ( فالمجادل هنا يسرق سمعك) ،ومن يحسدك يسرقك ، قال تعالى : " ام يحسدون الناس على ماأتاهم الله من فضله ( النساء:54)

"قد بينا الآيات لقوم يوقنون"(بقرة:118)


مشاهدات 109
الكاتب رحيم الشاهر
أضيف 2025/07/12 - 2:23 AM
آخر تحديث 2025/07/12 - 3:56 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 494 الشهر 7311 الكلي 11160923
الوقت الآن
السبت 2025/7/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير