ما أقبح الإتهامات الباطلة
حسين الصدر
-1-
قلَّ أنْ تجد موهوباً لا يعاني من كيد حسّاده وخصومه ، وما أكثر الاتهامات التي تثار حوله زوراً وبُهتانا ، حتى تصل الى درجة اتهامه بالمروق من الدين وفقدان الايمان ..، كل ذلك تمهيداً لاستحلال دمه .
-2-
خُذْ أبا العلاء المعري مثلاً
فقد وشى وزير ( محمود بن صالح ) صاحب حلب اليه بانّ المعري زنديق لا يعترف بالمعاد والنشور ...
في حين يقول يوسف بن علي :
دخلتُ على المعري وهو يقول :
زعموا أني زنديق ،
ثم أمرني بالكتابة وأملئ عليّ أبياتاً من قصيدة مطلعها :
استغفرُ اللهَ في أمني وأوجالي
مِنْ غفلتي وتوالي سوءِ أفعالي
واسترسل بالقصيدة وهو يبكى حتى قال :
أُقيمُ خمساً وصومُ الدهر آلفُهُ
وأُدمنُ الذِكْرَ ابكاراً بآصالِ
والسؤال الأن :
أليست الصلاة والصوم دليلاً على الايمان ؟
-3 –
وقد هجاه الزوزني ( محمد بن إسماعيل ) فقال :
كلبٌ عوى بمعرّة النعمانِ
لما خلا عَنْ ربقَةِ الايمانِ
أمعرَّة النعمانِ ما أنجبتِ إذْ
أخرجتِ منكِ مَعرّةَ العميانِ
وهو هجاء تضمن اتهامات باطلة، وخلا من الانصاف والأدب، واتصف بقلة الحياء .
-4-
وقد سمعني أحدهم أخطب في تجمع للمعارضة العراقية بلندن في أواخر القرن الماضي – والخطاب مرتجل – فقال :
مَنْ الذي كتب له الخطاب ؟
مع أنّه راى بعينه وسمع بأذنيه الخطاب ولم يكن مكتوبا ..!!
وهكذا كشف عن غبائه وجهله فضلاً عن فقدان القدرة على التمييز بين المكتوب والمرتجل ..!!
Husseinalsadr2011@yahoo.com