الإنتخابات عنوان التغيير
جواد العطار
لم يتبق على انطلاق الانتخابات التشريعية في العراق سوى اربعة اشهر ، وما زال الغموض يلف التحالفات والبرامج الانتخابية ، بل كل شيء يدور في الخفاء وكل يغني على ليلاه. فالظاهر الى السطح هم اقطاب المثلث الذي ابتلانا به بريمر قبل أكثر من عشرين عاما ، الحزبيين الكرديين في الشمال ويحاولون اليوم احتواء الجماعة الاسلامية والجيل الجديد ، والاطار التنسيقي في الوسط والجنوب وهو بذات القيادات ومرتاح جدا لمقاطعة التيار ، وفي بغداد والمناطق المحررة ما زال الخنجر والحلبوسي العائد حديثا الى العمل السياسي يعملان بلا كلل ولا ملل على استمالة اكبر جمهور ممكن. الملاحظة المهمة ان لا تضارب بين المكونات وكل منهم يعرف خريطة عمله ومنطقة نفوذه بدون اي اتفاق مسبق. محصلة الكلام ان الانتخابات القادمة لن تفرز او تؤدي إلى جديد وفق المعطيات الحالية والنشاط المحموم للقوى السياسية والشخصيات المخضرمة ، لان المتواجدين حاليا بالساحة يعرفون اللعبة وامتهنوا العزف على اوتارها ويمسكون بتلابيبها بقبضة من حديد وليسوا على استعداد تحت اي ظرف مع ما يملكوا من امكانيات ضخمة التفريط بها حاليا او مستقبلا. لكن هذا لا يمنع المفاجئات لو توفرت اجواء المنافسة الانتخابية النزيهة والشريفة... وهذا ما نتوقعه جزئيا في الانتخابات القادمة او التي بعدها لان الشعب تواق للتغيير ويسعى اليه ولن تنطلي عليه اللعبة الطائفية او العشائرية او المناطقية مرة اخرى.