فاتح عبد السلام
أين هو التطور الأساس في الصراع الإيراني مع الولايات المتحدة عامة، ومع إسرائيل خاصة؟
بعيدا عن بنك الأهداف المقصوفة، أو التي تنتظر التدمير، هناك أمر جوهري ملازم لكل عملية قصف، اتناوله هنا.
تغيير عقيدة الحكم في إيران هو المطلب الأساس الذي تجري التسويات حوله لبقاء النظام الإيراني الحالي في السلطة، وبحسب اجماع المصادر المعنية فانّ الملف النووي ليس العنصر الأساس الذي سينجو من خلاله الحكم الإيراني أو لا ينجو، وانما هناك اشتراطات لا يمكن ان يتراجع عنها الغرب في جعل طهران تغير عقيدتها السياسية الحاكمة المتضمنة امتلاك القوة الصاروخية المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وجنوب أوربا أيضا، فضلا عما يجري الحديث عنه حيال الطموح النووي. كما انّ المطلوب هو تحويل بوصلة عين إيران وجعلها منعكسة الى داخلها فقط وليس الى طموحات خارجية، وإعادة ضبط اعدادات الخارطة الدولية النفوذ بحيث تكون إيران تحت منطقة نفوذ دولية تقليدية، وليست منطقة ذاتية النفوذ ولها أذرع خارجية، فضلا عن التوقف عن جعل إسرائيل هدفا للقتال. بالتأكيد يدرك الغرب ضرورة وجود مرجع ديني اعلى في إيران، وسيغض النظر عن مبدأ الحكم من خلال ولاية الفقيه لكن بالمعنى الداخلي السياسي فقط، كما شخصية المرشد الجديد، بحسب المصادر المطلعة، لن تكون من قيادات المؤسسات المتشددة والحرس الثوري، فالمرشد الحالي له شخصية عميقة الماضي الحربي من قيادة الحرس الثوري الإيراني في فترة الحرب مع العراق في ثماني سنوات من القرن الماضي، وهذا يشكل جزءاً غير قابل للتطويع السياسي في التكوين العقائدي.
في حال المضي الى الطريق المسدود فإنّ ذلك سيكون مؤشراً على انّ هناك ثوابت معينة تتفوق على أي تعامل سياسي قابل للأخذ والرد، وهذا سيكرس إمكانية الدخول القوي للولايات المتحدة على خط تغيير النظام السياسي، ليس بالقوة العسكرية التدميرية لمرتكزات الحرب والاقتصاد وانّما من خلال الداخل.
كلام الرئيس الأمريكي ترامب عن انّ وقت المحادثات انتهى وانّ صبره نفد، هو تعزيز لدعوته الى ايران بالاستسلام أي العودة للمفاوضات النووية من دون شروط والموافقة على المقترحات الامريكية بشأن البرنامج النووي، وهو امر يريده ترامب فوري التنفيذ، أي جلسة توقيع على الشروط.
الحكم في إيران لم يواجه الخطر طوال عمره الا اليوم، حيث الحرب بالأصالة وليس بالنيابة كما كانت تحدث في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن.
خيارات نظام الحكم في ايران صعبة تماماً ، وفيها نجاته او هلاكه .