حرب مسيّرات طويلة الأمد
عبد الجبار الجبوري
يشهد العراق بقلق شديد،حرب مسيرات على مطاراته ومنشآته ومواقع حساسة أخرى، تقف خلفها أجندة واضحة، لإجبار العراق على أن يكون ساحة حرب في المنطقة، من جهة ومن جهة أخرى إشغال العراق وإبعاد ايران عن الحرب ونقلها الى العراق.
قصف مسيرات
فإختلقوا المسيرات لإرباك العراق ، وإدخاله عنوّة في الحرب، هذه رؤية الشارع العراقي، وأضيف أن قصف المسيرات والصواريخ، ربما تقف خلفها الصهيونية، لتبرر تنفيذ أجندتها ،في خلط الاوراق، وقصف الحشد الشعبي ومقرات الفصائل، وتنفيذ حملة اغتيالات، لزعماء الفصائل والإطار وغيرها، فقصف مطار كركوك ومطار اربيل، ومصفى بيجي ، والقنصلية الامريكية، وقاعدة عين الاسد ومعسكرات البيشمركة في السليمانية، ماهي إلاّ مقدمات لحرب أقسى وأقوى على هذه الجهات، ولكن مَن له مصلحة في حرب المسيرات الآن، هو السلاح المنفلت، والخارج عن القانون، والذي لم يستطع رئيس الوزراء السوداني، من ضبط إيقاعه ،ولجم عناصره المنفلتة، المتقاتلة ،على مصفى بيجي وغيره،لذلك تعمل على خطين هما، الاول هو إعلانها الوقوف مع إيران ،وثانيها الوقوف بوجه أمريكا التي تعمل إدارتها بإصرار على نزع سلاحها ،وحل الحشد الشعبي، مبتدئة بإيقاف رواتب عناصر الحشد ،إذن هناك أكثر من أجندة تعمل لمصلحتها في خلق فوضى خلاقة في العراق، مستخدمة أذرعها في اشعال حرائق طائفية أهلية، (شاهدناها في المحاكم)، مستغلين مراسم عزاء أيام عاشوراء، ومنابره وفضائياتها، ووسائل إعلامها، وصولاً لحرب أهلية قذرة يرفضها جميع العراقيين، وحرب مسيرات وصواريخ على المطارات والمواقع،سواء كانت إسرائيلية ام إيرانية، لذلك نقول أن من يقف وراء المسيرات لأي سبب كان، يريد إشعال حرب أهلية في العراق، وتدمير العراق وإعطاء سبب لإسرائيل وامريكا في جعل ارض العراق ،ساحة حرب، تدمّر مدنه ويقتل شبابه ونساؤه ،وتسوى المدن بالتراب ،كما حصل في جنوب لبنان،من يريد إدخال العراق في حرب أمريكا اسرائيل – مع ايران، هو من يقف خلف المسيرات والصواريخ، لحجة – وحدة الساحات- التي فشلت اليمن ولبنان وسوريا وغزة ، بعد تخلي إيران عنها.
عمل مشروع
لايمكن أن نسمح بحرب لاناقة للعراقيين فيها ولا جمل، ومن يريد ويصرّ على ذلك ، فليذهب ويقاتل داخل إيران ومدنها، وهذا عمل مشروع ومبرر له، ولكن لا أن يجعل العراقيين وقوداً لحرب ليست له فيها أي مصلحة، بعد أن شبعنا حروباً عبثية خاسرة، والجميع يعلم أن الحرب بين أمريكا والصهيونية وحلفائها الاوربيون ضد ايران ، هي حرب خاسرة سلفاً، وستدفع ايران ثمناً باهضاً جداً، كما دفعه حزب الله وبشار الاسد، لسبب بسيط هو، التفوق الهائل عسكرياً وتكنولوجياً لأمريكا وإسرائيل، وطائرات لاتراها حتى الرادارات ،وصواريخ مدمرة وقنابل لم يشهدها التاريخ، لاتمتلكها ايران، بمعنى الحرب غير متكافئة عسكرياً ومنطقياً ،بكل المقاييس، وشهدنا التفوّق الكبيرـ وسيادة إسرائيل وامريكا على السماء الايرانية ،وتدمير منشاتها ومقرااتها العسكرية ومنشاتها الحساسة ومعامل تصنيع صواريخها ومسيراتها، وقتل زعماء الخط الاول العسكريين وعشرات علماء النووي، دون ان تقتل صواريخ ومسيرات ايران جندي امريكي أو اسرائيلي واحد،وهناك من يقول ، وكيف ما الحل ومواجهة الغول الصهيوني والامريكي، نقول له بالانحناء للعاصفة الهوجاء، وتنفيذ شروطها بتعهدات دولية ، ستكون الخسائر أقل وأستر، وبغيرها ستكون النتيجة معروفة مسبقاً ومن يراهن على غيرها.
فهو على خطأ جسيم يدفع ثمنه شعب ايران وشعب العراق، هذه هي الحقيقة المرّة والعلقم،اتعظوا من سيناريو العراق وخيمة صفوان فهي درس لايفوتكم ، وتأخذكم العزّة بالإثم وستندمون، ولكن بعد خراب البصرة، أقول هذه كعراقي،لايريد الدمار والخراب والحرب الأهلية لبلده العراق،ولايريد الابرياء أن يلقوا مصيرأهلنا في لبنان واليمن وغزة، فلات ساعة مندم، والعاقل من إتعظ بغيره،وعلى حكومة السوداني والإطار التنسيقي ،الذي يتحكّم بالسلطة،ان تدرك خطورة الوضع وإصرار العدو الصهيوني والامريكي ،من تنفيذ مخططه التدميري للمنطقة، وتفتيتها وتدميرها واشعال حرب أهلية لاتبقي ولا تذر، وعليكم تقع كل المسؤولية أمام التاريخ،والأمر بيدكم فوتوا الفرصة ،على امريكا واسرائيل، وإبتعدوا عن الحرب ،وإبعدوا الشعب العراقي عنها، ولاتدفعوا ثمن أخطاء وعنجهية غيركم ، ولا تجعلوا مصلحة الآخرين متقدمة على مصلحة ،ومصير شعب العراق،فالمنطقة كلها في قلب عاصفة هوجاء، وآلة حرب جهنمية..