إقبال نعيم..غرام الخشبة
نعيم عبد مهلهل
1
عندما يفقد العراق بهجة الأداء وعطر من وردة هاملت وأيامنا الممسرحة في ذاكرة الوردة المؤنثة بغرام الخشبة التي عليها يتنادم الهة الاغريق وبابل والفنيق وسومر ...
يصبح الحزن ارثا مبكرا في حنين هذه البلاد ..
بلاد تتوارث فيها بطاقات السفر المبكر دمع طرقات نحيب الممثل والكومبارس والمخرج وبائع الشاي في باب المسرح الوطني ...
كل هذا ...بطقوس عزاء صامت لأن فنانة مجتهدة رحلت...ومن يرحل والنجوم لم تزل تعزف بناي الليل ..
النخل يتسابق لتوديعة وقصائد من ورد وارغفة خبز واوان من نذور عاشوراء..
ماتت أقبال نعيم ...
والمسرح اول من سيتقبل العزاء...
2
مرة واحدة تعاونت معها أبداعيا ..
كلفتنا فيه الشاعرة القطرية وداد الكواري
كان النص لطفولتنا وسعادتها المفترضة بعيدا عن عواء الدبابات
اتذكر حين اناقشها في الهاتف قبل عصور الموبايل ،كانت مبتسمة في كل لحظة نقاش
صوتها المبتسم ،أيجابيتها الناعمة وتصوراتها الذكية ،لكن المشروع توقف ..لسبب ما ...
غير ان ضحكة أقبال نعيم بقيت مشرقة كموجة ماء..
3
ماتت هذه الوردة العراقية ..
ذبل شيء عطري في حدائق هذا المسرح
ما عادت عواطف تفرح ،ولا عزيز ينتظر من نسيبته خاطرة او مقترحاً ..
كانت صديقة طيبة ..
لم نلتقي لكننا في التراسل اخوة ومتى تحادثها تشعر أن الراحلة وردة تحب الحياة ولأي كلمات مجاملة تفرح ....
هذا الفرح ..
توقفت خطوات المشي لديه في شوارع حدائق دنياه..
ظل وحده وجه أقبال يرثينا بصدى حزن الموت وآه....