الطلاق
نوفل الراوي
مهما حاولنا أن نقلل من خطورتها تبقى قضية ارتفاع نسب الطلاق من الملفات الساخنة المنظورة اليوم في محاكمنا ..ان ارتفاع نسب حالات الطلاق له أسبابه.. بعضها أسباب جوهرية و أخرى حالات تندرج ضمن ( الاستهتار الصبياني) ، وقصور في إدراك مقاصد الزواج وبخاصة لدى الشباب ..دراسة لطيفة او جزء من رسالة ماجستير نوقشت مؤخرا في جامعة الموصل أكدت أن النسبة الأعلى لحالات الطلاق كانت لدى المتزوجين حديثا من الشباب .. و هناك جملة من الأسباب التي تقود إلى إنهاء الحياة الزوجية وفك الشراكة ما بين الشريكين في مقدمتها الظروف المادية ، وعدم رغبة الزوجات تحمل ظروف حياتية قاسية مثل فقر الزوج ، وعدم امتلاكه لأي مورد مالي يحقق تطلعات الزوجة و لا سيما إذا ما قارنت واقع حال زوجها مع المحيط الذي تتعامل معه .. والى هذا الحد يمكن تقبل الأمر؛ لكن الطامة الكبرى بحسب الدراسة فأن أكثر من 75 % من حالات الطلاق المسجلة هي لفئة الشباب الذين لم يمض على زواجهم أكثر من ثلاث سنوات !! .. وهذا ما يعطي إشارات واضحة على قصور الكثير من الشباب في إدراك فلسفة الزواج ، والغاية منه .. يعتقد الكثير منهم أن الزواج يخضع لمزاج صاحبه يتخلص منه متى ما شاء مثلما يتخلى عن القميص الذي يرتديه .. قصور واضح في الفهم .. شباب لم ينضجوا بعد . . وأمهات لم تجهز بناتهن كي يشاركن في إنشاء أسر تقوم على المحبة و التعاضد و التكاتف من أجل ديمومة الحياة الزوجية ؛ و الا بماذا نفسر تسجيل أكثر من عشرين حالة طلاق يوميا في مدينة محافظة مثل الموصل ، الأمر يعكس حقيقة أن المجتمع بحاجة ماسة للإصلاح الجذري وهنا يبرز دور المؤسسة الدينية و التربوية و الاجتماعية وغيرها كي تأخذ دورها في إعادة ترميم ما أصاب الأسرة من طباع وسلوكيات غريبة عن مجتمعنا ؛ وهي بالتأكيد سلوكيات طارئة على حياتنا ، و لتتأكد جميعا أن سلامة المجتمع ورقيه تبدا من سلامة العائلة الواحدة .