صوت هورن القطار لا يُخيف الجوار
صفاء الفريجي
كلنا نتذكر رحلات القطار بين محطات الجنوب، وخصوصاً من البصرة.
في تلك الأيام، كنت أعيش في بيت جدي، «أبو عباس — رحمه الله — الذي ما زلنا نغرس حبّه في ذاكرتنا حتى اليوم.
كان بيت جدي قريبًا من سكة القطار، نسمع صوت مروره ذهابًا وإيابًا... ذلك الصوت الطويل: «طووووووط
يمرّ علينا في توقيتات محددة، في حين كان بعض الزائرين يستغربون ذلك الصوت، بينما كنا نعدّه أمرًا طبيعيًا.
اليوم، تحوّل هورن القطار إلى تصريحات سياسية، في محاولة لإقناع الناس بسرعة فارغة، لا تقدر حتى على دهس نملة!
حتى لا يطول بنا المقام، نقول إن الجمهور العراقي، وخصوصًا البصري، اعتاد على صوت القطار قبيل كل موسم انتخابي.
لكن مساعي البعض لرميه بالحجارة تشبه تصرفات أطفالٍ مشاغبين، يكسرون زجاج العربات لا لشيء... فقط بهدف التخريب.
وهنا، صار لزامًا على الواعين، الراغبين باستمرار مسيرة القطار، أن يطردوكم ويمنعوكم من تكسير الزجاج.
ليمضِ القطار..
وليبقَ الجوار يمنعون الحجارة.