الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جناغ الساهر

بواسطة azzaman

جناغ الساهر

سناء وتوت

 

الجناغ.. شعر الغرة، التي نسميها الكذلة، إنسياقاً مع غناء مسعود العمارتلي «منعثر ولم بيه.. يجناغ الأشكر يابوية».

والآن ينام كاظم الساهر، ملء جفونه عن شواردها، يسهر الناس جراء كذلته ويختصموا.

كذلته وليس فنه، كما لو أنه عارض أزياء يطيع كوافير الشركة التي يعمل موديلاً في حفلاتها، وليس قيصر الغناء العربي، بكل ثقل عطائه الفني الراسخ في عمق رصانة الموسيقى الأصيلة وتطلعاتها الى تجديد ذي بناء ملتزم السياقات، أثناء تحليقه في فضاء حداثة تناغم ذوق الأجيال الشابة، على حد سواء مع الأجيال السابقة.

إذن الساهر تجربة نغمية نسيج وحدها، تفرد متميزاً في تاريخ الغناء، الى جانب أساطين الموسيقى الخالدين في الذاكرة الأكاديمية والشعبية، عبر المراحل والحقب.

و... هنا تسكب العبرات... إختصم الناس ساهرين بشأن تسريحة كاظم، ناسين أنه فنان كبير محترم.. زاهد بالمظاهر حرصاً على التفرغ لألحان عبقرية، ولا يريد منافسة ملوك الوسامة، إلا بالحد الأدنى الذي يليق بنجم!

لكن وضعوه في موضع ثقافة التفاهة، منذ عشرة أيام أو ما ينوف زائداً عن ذلك، متحدثين على مواقع التواصل الإجتماعي، عن إرجاع كذلته خلف رأسه وكأنه ظهور السيد المسيح أو الأعور الدجال، وبهذا يسيؤون لرصانة مكانته حينما يزجونه في خضم محتوى لا يليق بنجم عراقي وريث حضارة عظيمة وحاضر إجتماعي ملتزم، فهل كاظم الساهر، كيم كيردشيان مثلاً لنسلط الضوء على تسريحته وكم قميصه أو ياقة بدلته.. كاظم قدم محتوى فنياَ عظيماً.. إنه عملاق فلا تقزمونه، بإسقاط تفاهة ناس شغوفة بالأمور الماتسوة.. يؤجلون يومهم بإنتظار وهم لن يجيء، وإذا جاء فلن يلامس حياتهم بمنفعة ثقافية أو مادية.

نتذوق فن كاظم الساهر، ونحترم خياراته الغنائية.. كلماتٍ وألحاناً؛ لذلك أتمنى ألا ينسى العراقيون المصائب الموارة التي ينوؤن بها، ولو صبت على الأيام لصرن لياليا، ويحتارون بتسريحة كاظم الساهر، الذي.. أظن جازمة.. لن يرضى بمن يصفن تائهاً في شكله الذي لا يراهن عليه بل يراهن على التأمل جمالياً بغنائه؛ لأنه مطرب أصيل.. حامل رسالة جمالية، وليس موديلاً.. عارض أزياء يجلس تحت منشفة الكوافير... كاظم يحلق في فضاءات سمفونية وألحان ساحرة؛ يصنع منها أغنيات ترتقي بالذائقة، فلا تحطوا من قدره بتحويله الى مجرد... كذلة.. أي جناغ، بالتعبير الجنوبي.


مشاهدات 76
الكاتب سناء وتوت
أضيف 2025/05/26 - 1:33 PM
آخر تحديث 2025/06/05 - 2:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 323 الشهر 5207 الكلي 11139861
الوقت الآن
الجمعة 2025/6/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير