الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حماية الأطفال والمراهقين من أخطار النت

بواسطة azzaman

مسؤولية الأسرة والمدرسة والبرلمان

حماية الأطفال والمراهقين من أخطار النت

قاسم حسين صالح

 

بعيدا عن الكلام الصحفي فأن البحوث العلمية توصلت الى ان  سوء استخدام هذه التكنولوجيا يعرّض الاطفال والمراهقين الى الأصابة بأمراض نفسية وعقلية وجسدية..ومخاطر تهدد الدولة والمجتمع! ومع أننا لا نمتلك دراسات ميدانية تعطينا ارقاما لاستخدام الأطفال والمراهقين والشباب للأنترنت ووسائل التواصل الأجتماعي ، فأن الأرقام العالمية تشير الى ان معدل استخدامهم لها بلغ نسبة 79بالمئة ممن أعمارهم بين( 15 و 24 )عاما عبر منصات التواصل في الإنترنت..واظن ان استخدام الأطفال والمراهقين في العراق..اكثر من اقرانهم في الدول المتقدمة، لسببين في الأقل: ضعف ثقافة الأسرة لهذه الأخطار وعدم تعريفها لهم بوسائل الاستخدام الآمن لها ، و الضغوط النفسية التي يتعرضون لها.

ادوات رقمية

وتفردت منظمة اليونسكو في كونها رائدة في تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية، خلال تشجيع التفكير النقدي بين مستخدمي الأدوات الرقمية لمواجهة المعلومات المضللة. وفي الوقت نفسه، تسعى جاهدة لتزويد الشباب بمهارات الدراية الإعلامية والمعلوماتية ليصبحوا قادة ومرشدين لأقرانهم في إنشاء ونشر المعرفة والموارد في هذا المجال. ومنذ عام 2016 تعقد المنظمة منتديات أعمال لمساعدة ملايين الشباب للتعرف على آخر التطورات في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، في إطار أسبوع الدراية الإعلامية والمعلوماتية، الذي ينظم سنويا للاحتفاء بالتقدم المحرز نحو التثقيف الإعلامي والمعلوماتي الشامل للجميع..وهذا ما نفتقده في العراق.

ويرى علماء النفس والمهتمون بوسائل التواصل الأجتماعي أن الأضرار التي تسببها هذه الوسائل تعدّ اكثر من منافعها..نوجز أخطرها بالآتي:

التنمر الألكتروني : اشارت الدراسات الى ان اكثر من ثلث الشباب عبر ثلاثين دولة أفادوا بأنهم تعرضوا للتنمر عبر الأنترنت ، وانه تخلى شاب من بين كل خمسة شباب عن المدرسة بسبب وقوعه ضحية ذلك.

ونقصد بالتنمر الألكتروني..كل سلوك متكرر يهدف إلى تخويف الأشخاص المستهدفين أو إغضابهم أو التشهير بهم. .من خلال نشر الأكاذيب أو نشر صور محرجة لشخص ما ،على وسائل التواصل الاجتماعي او إرسال رسائل أو مقاطع فيديو مؤذية أو مسيئة أو تهديدات عبر منصات التراسل.وننوه الى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد اصدرت في العام 2022 تقريرا حول منع العنف المرتكب على الإنترنت ضد الأطفال، والاعتداء الجنسي على الأطفال وما يتعلق بذلك من استدراج الأطفال لأغراض جنسية وإساءة استخدام الصور والاعتداء عبر الإنترنت والتحرش، ويسلط الضوء على أهمية تنفيذ البرامج التربوية الموجهة للأطفال والأولياء، ولا نعرف ما اذا كانت وزارة الصحة ووزارة التربية قد أخذت به أم لا.

اخطر الأضرار

نوجز في الآتي أخطر أضرار الأنترنت ومنصات التواصل:

اشاعة الكراهية: يتعرض الأطفال والمراهقون والشباب لخطابات الكراهية بما في ذلك الرسائل التي تحرض على إيذاء النفس وحتى الانتحار،فضلا عن خطر التجنيد من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية. .وينبه الباحثون الى ان المنصات الرقمية اصبحت اليوم من الوسائل المستخدمة لنقل المعلومات المضللة و خطاب الكراهية ونظريات المؤامرة ذات التأثير الضار على الأطفال والشباب ، من اقبحها ما توصلت اليه دراسة بأن حوالي 80 بالمئة  من الأطفال عبر 25 دولة صرحوا بتعرضهم للشعور بخطر الاعتداء الجنسي أو الاستغلال عبر الإنترنت.• الأضرار النفسية والعقلية. توصلت الدراسات الى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى رفع معدلات الإصابة بالاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة والأنتحار، وتفاقمها لدى الأطفال والمراهقين. وبناءا على أبحاث شملت آلاف المشاركين اصدرت الجمعية الأميركية لعلم النفس إرشادات إلى الآباء والمعلمين ومقدمي الرعاية الصحية وصنّاع السياسات وشركات التكنولوجيا في كيفية الأستخدام الأفضل لوسائل التواصل الاجتماعي.

الاتجار بالبشر. يعدّ الاتجار بالبشر أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها المجتمع العالمي حاليا، وتتمثل في استغلال البشر لتحقيق الربح. وأصبح تجار البشر بارعين في الاستعانة بمنصات الإنترنت لتجنيد الضحايا وجذبها، وصار الأطفال والمراهقون عرضة للخداع من قبل المتجرين بالبشر على منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

تجربة استراليا..لنستفد منها

حظرت استراليا  على الأطفال دون سن 16 عاما استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن وافق برلمانها على أكثر القوانين صرامة في العالم، وأقره مجلس الشيوخ بأغلبية 34 صوتا مقابل  16.  وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز إن هذا التشريع ضروري لحماية الشباب من «أضرار» وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أكدته العديد من مجموعات الآباء والأمهات. مضيفا بأننا نريد أن يحظى أطفالنا بطفولة طبيعية سليمة وأن يعلم آباؤهم أننا ندعمهم.». ولم تكترث باحتجاجات شركات التكنلوجيا الذي سيؤدي الى تغريمها مبالغ  تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي (32.5 مليون دولار أميركي؛ 25.7 مليون جنيه إسترليني) إذا لم تمتثل.

وقد تعهدت النرويج مؤخرا بالأخذ بتجربة استراليا ،فيما  اعلن وزير التكنولوجيا في المملكة المتحدة إن حظرا مماثلا «مطروح على الطاولة» . اعلم ان البرلمان العراقي لا يهتم بامور علمية كهذه ،ولكن ضغوط الصحافة والاعلام وعلماء النفس والاجتماع سيضطرهم ان اخذت دعوتنا هذه الى ..حملة!..تتبناها كليات التربية واقسام علم النفس والاجتماع في الجامعات العراقية ، والمثقفون الحريصون على سلامة جيل ستكون أمور اجمل بلد في المنطقة..بايديهم.

 مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

 


مشاهدات 43
الكاتب قاسم حسين صالح
أضيف 2025/05/14 - 4:33 PM
آخر تحديث 2025/05/15 - 12:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 826 الشهر 18711 الكلي 11012715
الوقت الآن
الخميس 2025/5/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير