الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إجماع أكاديمي على الحاجة إلى رجال دولة

بواسطة azzaman

الحسان يشيد بالحوارات المعمقة والآراء الجريئة

إجماع أكاديمي على الحاجة إلى رجال دولة

 

بغداد - الزمان

أجمع أكاديميون وباحثون سياسيون على ضرورة وجود رجال دولة في ادارة الحكم وصياغة معايير سياسية ومبادئ اخلاقية وعلمية لبناء دولة المؤسسات، واكدوا في أمسية أقامها ملتقى بحر العلوم للحوار، الثلاثاء، بحضور محمد الحسان ممثل الأمين العام للامم المتحدة في العراق، أهمية بناء الانسان المواطن لاستيعاب جدلية السيادة ومصالح الدولة العليا، بوصفها من اكثر المواضيع التي تثار وتناقش في المحافل الجامعية والسياسية.

وتتبع الخبير في العلاقات الدولية الدكتور محمد القريشي تطور مفهوم رجل الدولة في الاداء السياسي وتجلياته لترجمة عنوان محاضرته (رجل الدولة – تطور المفهوم والتجليات في الاداء السياسي) وادارها الدكتور قاسم الجنابي، مشيراً الى البعد التاريخي للمفهوم الذي قال انه (ليس جديداً وانما هو مفهوم انبثق في القرن السادس عشر الميلادي)، بوصفه مجسداً حاضر الدولة ومستقبلها ويظهر دوره في الازمات والطوارئ). واشار القريشي الى الاختلافات المعروفة بين القائد ورجل الدولة، بأعتبار الثاني يملك رؤية نحو المستقبل، واذا غادر منصبه فأنه (يفتح باباً للتاريخ). وحدد مقومات رجل الدولة بمنظومة قيم اخلاقية وادارة صلبة واحاطة بالبيئة الداخلية والخارجية والاستعانة بأذكياء كمستشارين يرتقون الى عناوين فلسفية.

وقدم القريشي امثلة حية من الواقع الدولي ولاسيما في فرنسا على عهد ديفول وميتران ومن الولايات المتحدة الامريكية مركزاً شرحه على شخصية جورج واشنطن كأنموذج الانسان الذي يؤثر في كل شيء ويصنع كل شيء. كما استرجع القريشي المواصفات التقليدية للحاكم، وبينها التفاني واحترام المال العام والحرص على مصالح البلاد العليا، وتوغل القريشي في شرح المفهوم وابعاده لدى افلاطون والفارابي الذي شرح الصفات المكتسبة لرجل الدولة.

تفاعل سياسي

وقدم القريشي، الذي يحمل الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة ليل الفرنسية والدكتوراه في العلاقات الدولية من المعهد الاوربي للعلاقات الدولية في بروكسيل، باختصار رؤية تتعلق بالفاعل السياسي واشتغاله خارج اطار العقيدة، ضارباً مثلاً بأحد كاردينالات العصر الفكتوري. وأكد ان ضعف اداء المستشارين أسهم في اتساع رقعة الحرب على عهد الملك لويس السادس عشر.

وعد القريشي، ملك العراق فيصل الأول، رجل دولة ينطبق عليه وصف الاباء المؤسسين. وانتهى الى القول ان افلاطون كان يخشى على رجل الدولة من الفساد وسياسات التوريث.

ولفت ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق، الانظار بمداخلة قصيرة بدأها بالاشادة بالملتقى وراعيه الدكتور ابراهيم بحر العلوم نظراً لجهودة المبذولة، واصفاً الملتقى بأنه (اضافة علمية وفكرية نوعية وفضاء يلتقي عنده الجميع)، وأكد (أهمية موضوع الندوة والحوارات المعمقة والاراء الجريئة التي طرحت في محاضرة القريشي).

موسم سابع

وتأتي هذه المحاضرة في سياق استكمال برنامج الملتقى بموسمه السابع الذي يناقش مكانة العراق في النظام الدولي الجديد واليات تامين مكانة العراق، اقليميا ودوليا، حيث تتجلى اهمية رجل الدولة في تامين مصالح العراق العليا في ظل ظروف سياسية وأمنية بالغة الحساسية تمر بها المنطقة .

وقال الجنابي في مفتتح تقديمه المحاضر ان (ملتقى بحر العلوم في موسمه الخامس  ازمة العراق سياديا كان له قصب السبق في طرح مفاهيم رجل الدولة ومصالح الدولة العليا واستحضار الذاكرة الوطنية العراقية وحراستها ودور الآباء المؤسسين في تطور الدول واستقرارها وعمل على تأصيل هذه المفاهيم اكاديميا وترسيخها في العمل السياسي العراقي). وقد شهدت الندوة حضورا نوعيا من الوزراء والمستشارين والشخصيات الحكومية واساتذة الجامعات والإعلاميين والباحثين وأصحاب الخبرة . فضلا عن ذلك شهدت الندوة مداخلات واراء وحورات حوّل رجل الدولة وسماته وصناعته .

من جهته دعا بحر العلوم الى (توطين التجارب العالمية في بلادنا مثلما نوطن الصناعة الدوائية وغيرها). وقال (لا بأس من استيراد المكونات بهدف الافادة منها في هذا التوطين)، واختتم بالقول (نحن بحاجة الى رجال دولة).


مشاهدات 60
أضيف 2025/05/07 - 2:25 PM
آخر تحديث 2025/05/08 - 9:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1100 الشهر 9821 الكلي 11003825
الوقت الآن
الخميس 2025/5/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير