الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الحب المجنون

بواسطة azzaman

قصة قصيرة

الحب المجنون

وليد عبدالحسين

 

دخلَ عيادة الطبيب وهو متردد يتملكه الخجل وكأنه بدخوله إليها قد ارتكب جرمًا مفضوحًا، لأنه رغم ثقافته ترسخ في ذهنه تفكير العامة أن الطبيب النفساني لا يراجعه سوى المجانين!

جلس ينتظر دوره في الدخول إلى الطبيب بعد أن قطع سعر ورقة الدخول من السكرتيرة وانتظر أكثر من نصف ساعة جالسًا بذهن شارد وبالٍ مشتت.

عند أول جلوسه أمام الطبيب الذي كان بشوشًا ومثقفًا ومرحًا وقوي الشخصية ومسيطرًا على من يجلس أمامه بجوارحه وفكره وصوته، سأله: ما بك؟

قال له: فضيلة الدكتور العفو، لستُ أنا من يشكو المرض وإنما زوجتي!

استغرب الطبيب من قضيته، فكيف يستطيع علاج مريض لم يره وإنما من خلال رسول عنه!

ومع ذلك فضّل أن يستمع إلى المشكلة التي تعاني منها زوجة هذا المراجع الغريب بعض الشيء!

ونتيجة أجواء الارتياح والهدوء الذي عمّ غرفة الطبيب، شعر ولاء أنه لأول مرة يجد من يستمع إلى مشكلته بهدوء وقد يساهم في إيجاد الحل لها.

راح يحكي بإسهاب كيف تعرّف على زوجته وكيف تزوج منها ومواصفاتها وسلوكها ومواقفها معه وقسوتها الغليظة في بعض الأحيان وبراءة الطفولة والانكسار في أحيان أخرى!

حتى ابتسم الطبيب حينما أخبره بأنها في بعض الأحيان تلملم ذرات الشيء المنكسر وتصلح الذي يعاني من الإتلاف وفي أحيان أخرى تكسّر كل شيء أمامها ولو كان باهظ الثمن!

بادره الطبيب بسؤاله عن متى تكون شريرة وعصبية المزاج ومتى تكون طفلة بريئة!

ابتسم الزوج معتقدًا أنني أنا السبب!

كيف؟

توصلت إلى نتيجة من خلال حياتي معها أنها تحبني حب تملك وترى أنني ملك لها وتخشى أن يكون هناك ولو طير يشاركها بي!

قد تستغرب حينما أقول لك إنها تغار عليّ من صورة عابرة مع زميلة عمل أو رسالة أو اتصال، أو بعض الهفوات التي تحصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بل تغار حتى من عملي!

وما هو عملك؟

محامٍ.

أوه ابتسم إذن لها الحق في فورة غيرتها لأنكم أنتم المحامين مشكلة وضحك!

ولكن دكتور ليس هناك عمل يخلو من الاختلاط مع الجنس الآخر، حتى هي رغم أنها ربة بيت ولكن تخرج دائمًا لشراء الملابس أو الحاجات النسائية أو ما شاكل وتختلط بأصحاب المحلات أو سيارات الأجرة فهل حبي لها وخوفي عليها يحّتم عليّ أن أسجنها في البيت مثلاً!

لا طبعا، ولكن ما تعانون منه ليس مرضًا يحتاج علاجًا وإنما واقع يحتاج تفاهمًا، أغلب الأزواج يعانون مما تعانون منه ولكن قد يختلفون عنكم في مدى تفاهمهم و وضوح حياتهم ومناقشاتهم المستمرة وبهدوء حول واقع حياتهم.

لذلك أتمنى منك أن تراعي حب زوجتك المجنون لك فإنه من الجميل جدًا أن تحب الزوجة زوجها إلى هذا الحد ولكن ينبغي أن يقّدر الزوج ذلك ويتفهم غيرتها المجنونة فحب بجنون خير من حياة زوجية بلا حب!

الأمر ليس هينًا ويحتاج إلى مزيد من الوقت والتفاهم ولكن بادر بذلك قبل أن تكسّر زوجتك كل أثاث المنزل مبتسمًا!

ابتسم ولاء وخرج بشيء من الارتياح إلى مكتبه مرسلًا رسالة قصيرة إلى زوجته:

قرأتُ في كتب الأدب، قيس مجنون ليلى، ولكن لم أقرأ أن ليلى مجنونة قيس إلا فيكِ فإنكِ مجنونة ولاء مع ضحكة هههههه.

 


مشاهدات 93
الكاتب وليد عبدالحسين
أضيف 2025/06/21 - 2:23 PM
آخر تحديث 2025/06/22 - 4:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 97 الشهر 13794 الكلي 11148448
الوقت الآن
الأحد 2025/6/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير