هل تريد اسرائيل عودة المحور؟
فاتح عبد السلام
الطريق مفتوح امام إسرائيل لكي تقصف أي هدف داخل سوريا التي لا تمتلك دفاعات جوية، ولو امتلكتها فلن يكون لها حق الدفاع عن نفسها وستكون هي المعتدية. هذه المعادلة واضحة حتى الساعة.
وتستطيع إسرائيل اغتيال الرئيس السوري نفسه، لتكن الأمور أكثر وضوحاً. لكن إسرائيل لا تمتلك إمكانية تجنب اثار الفوضى الأمنية ضدها اذا صارت العقدة في المنشار.
لا توجد اية علامة على وجود إدارة سياسية واعية تتفوق على الإدارة الحربية الضاربة في إسرائيل.
انهم لا يكترثون بما أعلنته الإدارة السورية الجديدة في انها تريد الحياة الآمنة للسوريين على ارضهم ولن يدخلوا في صراع ضد إسرائيل. انها فرصة تاريخية لا تقدر إسرائيل أهميتها ابداً، فالسلام مع سوريا المعروض معنوياً في الأفق لا يشبهه سلام اخر مع اية دولة عربية، الا ذلك الذي كان مع مصر لدورها الكبير.
اذا حدثت الفوضى بالتدخل الإسرائيلي الحربي في سوريا، فلن تكون هناك سلطة حكومية قادرة على ضبط المكونات في البلد، وستكون الأقليات أولى الضحايا، وهنا سينقلب دور الأكثرية أيضا الى منطقة سلبية. في المحصلة لن تستطيع القوة الجوية الإسرائيلية ان تفرض أي خيار خارجي على سوريا من دون ان تكون ارتدادات ذلك اقوى من الزلزال الذي تريد عمله.
في السياسة ليس هناك مستحيل، والفوضى التي تسعى لها إسرائيل في سوريا ستمهد في نقطة مفصلية معينة لنسف كل ما تظن انه من منجزات انتصاراتها على حزب الله وحماس، بعودة محور إيران الى الواجهة، فالجغرافيا هي ذاتها مفتوحة من ايران عبر العراق نحو سوريا.
والسبب بسيط، هو أنّ إسرائيل لا تقبل باعلان القيادة السورية وتطميناتها عبر الوسطاء الدوليين في عدم التدخل والانخراط بالصراع والحروب ضد إسرائيل، فماذا تريد اذن؟
كما ان إسرائيل، تبدو كمَن فقد المبرر في قصف سوريا بعد خروج المحور الإيراني، فهل تسرّها عودته؟
ما هي التفسيرات الأخرى غير المرئية لما يحدث؟
fatihabdulsalam@hotmail.com