الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نحو مجتمع واعٍ ومستقبل أفضل.. حسن الاختيار في مفترق الطريق العراقي

بواسطة azzaman

نحو مجتمع واعٍ ومستقبل أفضل.. حسن الاختيار في مفترق الطريق العراقي

عبدالمهدي الشيخ صالح المظفر

 

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية المزمعة، تتعاظم المسؤولية الوطنية لصناعة قرارٍ ناضج يُحدد مصير البلاد لسنوات قادمة. ففي خضم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالعراق، من انعدام الخدمات الأساسية وانتشار الفساد إلى تزايد المطالبات بالإصلاح، يُصبح اختيار الممثلين الشعبيين مهمةً وجوديةً تتجاوز الحقوق الفردية إلى حماية المستقبل الجمعي. فحسن الاختيار ليس مجرد شعار، بل خريطة طريق لبناء مؤسسات قادرة على تجاوز الأزمات المتراكمة. 

---

### *الانتخابات القادمة: اختبار للنضج السياسي* 

تشهد الساحة العراقية تنافساً حاداً بين قوى سياسية تُحاول جذب الناخبين عبر خطاباتٍ قد تخلط بين المصلحة العامة والخاصة. لذا، يجب أن يُدرك المواطن أن صوته هو سلاحٌ ذو حدين: إما أن يُعزز مسار الإصلاح عبر اختيار كفاءات نزيهة، أو أن يُعمق الأزمات بانتخاب من يكرسون المحاصصة والفساد. هذه الانتخابات ليست رفاهيةً، بل محطةٌ لاستعادة الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة. 

---

### *مواصفات المرشح المثالي: بين الحاجة والواقع* 

في ظل الاحتياجات الملحة للعراق، يجب أن يجتمع في المرشح المثالي ما يلي: 

1. *النزاهة والشفافية*: سجلٌ حافل بمحاربة الفساد ورفض التوظيف الطائفي، مع التزامه بتقديم كشوفات مالية علنية تثبت شفافيته. 

2. *الكفاءة والخبرة العملية*: قدرةٌ مثبتة على إدارة الملفات الشائكة (كالمياه والكهرباء وتشغيل الشباب)، وليس مجرد خطاباتٍ رنّانة. 

3. *برنامج انتخابي واقعي*: خططٌ قابلة للتنفيذ خلال فترة البرلمان، مع تحديد مصادر التمويل وآليات المحاسبة. على سبيل المثال: كيف سيعالج أزمة البطالة؟ ما آلية استرداد الأموال المنهوبة؟ 

4. *التواصل المستمر مع الناخبين*: عدم اختزال العلاقة مع المواطن في الانتخابات، بل عبر جلساتٍ دورية لتقييم الأداء. 

---

### *مقاومة فخ الدعاية: كيف نحمي أصواتنا؟* 

تُنفق الأحزاب ملايين الدولارات على حملاتٍ إعلاميةٍ تروج لمرشحيها عبر منصات التواصل ووسائل الإعلام الموالية. لذلك: 

- *تحليل الخطاب الإعلامي*: هل يركز المرشح على إنجازاته السابقة أم يستخدم شعاراتٍ عاطفيةً مثل "ابن الشعب" أو "مدافع عن المظلومين" دون دليل؟ 

- *التحقق من المصادر*: تتبع تصريحات المرشحين في الأرشيف الإعلامي، ومقارنتها بأدائهم الفعلي في البرلمانات السابقة. 

- *تجنب الاستقطاب الطائفي أو العشائري*: لا تسمح لانتماءاتك الاجتماعية أن تُعميك عن تقييم كفاءة المرشح. 

---

### *من الوعود إلى الأفعال: كشف البرامج الوهمية* 

للتمييز بين البرامج الجادة والمجاملات الانتخابية: 

- ابحث عن إجاباتٍ محددة لأسئلة مثل: كم وظيفة سيتم توفيرها؟ ما آلية خفض نسب التلوث في مدينتك؟ كيف سيدعم المشاريع الصغيرة؟ 

- احذر من المرشحين الذين يتحدثون عن "حقوق المكونات" دون ذكر مشاريع قوانين محددة لتحقيق العدالة الاجتماعية. 

- قارن بين وعود المرشح الحالية وتصريحاته في الانتخابات السابقة إن كان من الأعضاء السابقين في البرلمان. 

---

### *الخاتمة: صوتك بصمة في تاريخ العراق*  

ليست الانتخابات القادمة مجرد استحقاق دستوري، بل محكٌّ حقيقي لإرادة العراقيين في كسر حلقة الإخفاقات. كل صوتٍ واعٍ يُقرّب البلاد من تشكيل برلمان كفء قادر على تشريع قوانين تُعيد البناء وتضمن الحقوق. فلنكن أمناء على أصواتنا، ولنختار من يمثل كرامتنا لا من يساوم عليها. مستقبل العراق يبدأ بورقة اقتراعٍ نُدونها بوعي، ونسلمها بأمل.


مشاهدات 139
الكاتب عبدالمهدي الشيخ صالح المظفر
أضيف 2025/05/04 - 3:35 PM
آخر تحديث 2025/05/05 - 3:53 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 238 الشهر 5031 الكلي 10999035
الوقت الآن
الإثنين 2025/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير