مشاهدات من كردستان (9)
شلال ورتي قطعة ساحرة من أحلى المصايف في أربيل
رعد أبو كلل الطائي
مصيف وشلال ورتي يقع في ناحية ورتي التي استحدثت كناحية في عام 2008م، وهو من أحلى المصايف المشهورة والذي يقع ضمن الحدود الإدارية في قضاء راوندوز، جُل مناظره طبيعية هادئة سياحية في غاية الروعة والجمال، واجوائه ونسيمه عليل وممتع ونقي مملوء بالطاقة الإيجابية.
ويبعد المصيف عن مركز محافظة أربيل بواقع 180 كم وبحدود ثلاث ساعات تقريباً، ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من المحافظة فيما يبعد عن قضاء راوندوز بحدود 40 كم وبواقع 50 دقيقة ومنطقة المصيف تسمى (خانقا) وتنتشر في المصيف والشلال وعلى مساحات واسعة كابينات سياحية (وكبرات) ودور سياحية متعددة يمكن للسائح إيجارها فضلاً على انتشار المطاعم واماكن وأسواق للتبضع تلبي متطلبات وأحتياجات العوائل والأطفال، ويكتسب المصيف هدوءاً وجماليةً أكثر لوقوعه بين المرتفعات والقمم الجبلية الشاهقة والأشجار المعمرة الكثيفة كأشجار الصنوبر والجوز واللوز والرمان والكروم والزيتون والحمضيات بأنواعها وغيرها كُثر والمياه المتدفقة من بين الصخور الجبلية والمكونة لسيول من المياه والروافد والأنهار الصغيرة التي تصب في نهري الزاب الكبير (الأعلى) والصغير (الأسفل).
أبو المراجيح
والشئ الملفت للنظر في هذا المصيف، إنه يطلق عليه في بعض الأحيان مصيف (ابو المراجيح)، إذ تنتشر على طول الوديان المليئة بالمياه (مراجيح) تم ربطها بالأشجار العالية والقوية وأسفلُها مياه الوديان، وترى عدداً كبيراً من الأطفال والشبان من كلا الجنسين يستأجرونها ويتمتعون بأحلى وأطيب الأوقات مع عوائلهم.
انطلقتُ من مركز محافظة أربيل نحو مصيف وشلال ورتي واستقليتُ مركبة ذات الدفع الرباعي واتجهتُ إلى الطريق السريع الشمالي، وكالعادة بعد عشرين دقيقة اجتزتُ نفق بيرمام الذي يخترق جبل بيرمام والذي تغفو فوقه ناحية صلاح الدين وهذا النفق يبلغ طوله 2كم و 470 متراُ وتم بناؤه حديثاً، وبعد خروجنا من النفق أصبحنا أمام قرية كبيرة بين سفوح جبلية ومرتفعات تسمى (كوره) والتي تقع سفوح جبل سفين على الجهة اليُمنى من القرية، وبعد عشرة دقائق وصلنا تخوم قضاء شقلاوة فقرية مجمع كاونيان التي تغفو في سفح جبل سفين، وبعد مسيرة حوالي 40 دقيقة كنا قد وصلنا نقطة أو محطة خانزاد في شقلاوةمم وهي تقع ما بين جبلي سفين على يمين المدينة وسورك على يسار المدينة، وهي نقطة راحة وتبضع للسياح، أخذنا قسطاً من الراحة في خانزاد ثم انطلقنا ثانيةً شمالاً حتى اجتزنا نفق ميراوة الذي يبلغ طوله بواقع 620 متراً حتى اصبحت ناحية حرير وجبلُها أمامنا، بعدها اجتزنا مرتفع وعارضة سبيلك من خلال صعودنا ثماني استدارات طويلة حتى أصبح أمامُنا مفترق طريقين احدهما على جهة اليسار يؤدي إلى قلب جبال وقمم ومنحدرات بارزان والآخر على جهة اليمين يؤدي إلى ناحية خليفان وهو الذي يؤدي إلى مضيق شلال كلي علي بيك والذي يقع بين جبلي كورك على اليمين وجبل نواخين على اليسار وعبرنا أول جسر للمضيق وبعدها هناك تقاطعان الأول على اليمين يتجه نحو قمة جبل كورك والآخر نحو بقية جسور المضيق، سلكنا طريقنا نحو المضيق ووصلنا إلى نهايته، فمنطقة بافستيان، والتي هي الأخرى مفترق ونقطة مواصلات، فعلى يسار التقاطع يؤدي الطريق إلى قضاء ميركسور فناحية شيروان مازن حتى منفذ زيت الحدودي العراقي التركي الجديد، والآخر يؤدي إل سوران قضاء ديانا سابقاً وحاليا سوران إدارة مستقلة، سلكنا هذا الطريق ووصلنا سوران ثم أخذنا الطريق الذي يؤدي إلى قضاء جومان الذي يبعد عن الحدود العراقية الإيرانية نحو 20 كم، وصلنا إلى القضاء وهو هادئ ومناظره ممتعة من اشجار وجبال ونهر صغير يجتاز المدينة، وبعد ان اخذنا قسطاً من الراحة في إحدى مقاهي المدينة، اتجهنا إلى غايتنا مصيف وشلال ورتي، واجتزنا محطات وقرى على الطريق وهي على التوالي كوران وذوي وبارسريان ورزاتوك وكانكا وفورتي هذا الطريق الذي يبلغ طوله حوالي 40 كم اجتزناه بواقع ساعة.
طبيعة المسار
يُمكن أن نختصر طبيعة الطريق من جومان إلى مصيف ورتي :
السيارة ذات الدفع الرباعي كانت تسير وسط شوارع ضيقة تحيطها الأشجار والخضرة والأحراش حتى تلونت الجبال بجمال الطبيعة وسحرها، وتلونت المياه بألوان الطبيعة الزاهية وجمال المناظر، ونسمات الهواء البارد يتسلل من النوافذ، وأنا أعجز عن الوصف ولن أتمالك شعوري في قدرتي على أيصال أصل الصورة وأرى كل هذا الجمال الطبيعي الحقيقي الخلاق وأسمع خرير الماء وأتخيل تدفق الصخور وصوت النسيم الذي يعزف كمقطوعة موسيقية حلوة وأشعر بوجود الجمال حتى استوعبت المشهد الجميل، ومن الجانب الآخر نرى أمامنا مراكز حرس الحدود الإيرانية ونقاط ومراكز ومخافر وربايا الجانب العراقي وقوات البيشمركه.
أقول ختامها مسك:
مصيف وشلال ورتي أرض وقطعة ساحرة وهي من أحلى المصايف وأرخصها من ناحية الترتيب والخدمات والإهتمام بالسائحين الزائرين، مدينة بين الجبال والشلالات وأجواؤه مثالية، ومنطقة جذب للأسترخاء وإن أطراف أماكن الأقامة فيها كلها عبارة عن أشجار وجبال ومياه وهي مصممة للجلسات العائلية والشبابية، فهي تُعدُ من أفضل الأماكن السياحية في كردستان.