قصة غريبة
حسين الصدر
-1-
في كتب الادب قصص غريبة تكاد لا تصدق ولكنها لا تخلو من فوائد وعوائد لمن يتأملها ويقف عندها مليا .
-2-
ومن هذه القصص ما رواه ( المبرد ) في كتابه ( الكامل )
وقد جاء فيها :
حدثني رجل من اصحابنا قال :
شهدت رجلا في طريق مكة معتكفا على قبر وهو يردد شيئاً ودموعه تكف من لحيته فدنوت اليه لاسمع ما يقول فجعلت العبرة تحول بينه وبين الابانة فقلت له يا هذا :
فرفع رأسه الى وكانما هب من رقدةٍ فقال :
ما تشاء
فقلت :
أعلى ابنك تبكي ؟
قال :
لا قلت قلت فعلى أبيك ؟
قال لا ولا على نسيب او صديق ولكن على من هو اخص منهما قلتُ او يكون احد أخص ممن ذكرت .
قال :
نعم من اخبرك عنه ان هذا المدفون كان عدوا لي منْ كُل بابٍ يسعى علىَّ في نفسي وفي مالى وفي ولدي فخرج الى الصيد أيأسَ ما كنتُ مِنْ عطبه واكمل ما كان من صحته فرمى ظبياً فأقصده فذهب ليأخذه فاذا هو قد انفده حتى نجم سهمه من صفحة الظبى فعثر فتلقى بفؤاده ظبة السم فلحقه اولياؤه فانتزعوا السهم وهو الظبي ميتان فنمى إلىَّ خبرُه فاسرعت الى قبره مغتبطاً بفقده فانى لضاحِكُ السن اذ وقعت عيني على صخرة فرأيتُ عليها كتابا فلم فاقرأه وأومأ الى الصخرة فاذا عليها .
وما نحنُ الا مثلهم غير أنّنا
أقمنا قليلا بعدهم وتقدموا
فلت أشهد انّك تبكي على مَنْ بكاؤك عليه أحق من النسيب .