الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حقائق روحية في الخليقة الإلهية الكونية
قاسم المعمار

بواسطة azzaman

حقائق روحية في الخليقة الإلهية الكونية

قاسم المعمار

-منذ نشأتها حملت الخليقة سمات وعظمة وجبروت الخالق العظيم تعالى لمخلوقاته بدءاً من السموات والارض حتى البشر والنبات والحيوان والحجر ... هندسة تفصيلية رائعة الدقة والتوصيف والجمال لازال الغموض وسبل المعرفة الاستكشافية ببواطنها يبهر العقول في كل حين .

-اذ سجلت معجزات الخالق بثنائية الخلق اي ما متعارف عليه (الذكر والانثى) في الوجود الانساني والحيواني والنباتي من خلال رحلة التزاوج والتلقيح والتوالد لأجيال متوارثة اللون والشكل والصفات والطعم .

-حتى علت هذه الثنائية التركيبية في حياتها اليومية في التنوع الذاتي لكل فصيلة من المخلوقات ، حيث الضعف والاعتناء والقوي والهزيل والطويل والقصير والخشونة وقساوة بيئية يسحق فيها الضعيف دون ادراك ووعي وايمان بقدرة الله تعالى في محاسبة الظالمين وفجورهم في الحياة الدنيوية... رحلة امتحانية للخير والشر والجزاء سيكون في اليوم الموعود خاصة للبشر .. وما اكرم رب العالمين لعباده حينما خلق الانسان في احسن تقويم .. وفي ظل رسالات سماوية عظيمة خاتمتها الديانة الاسلامية ومبعث نبينا الرسول الاكرم محمد (ص) .. (انما بعثت لأتمم مكارم الأحلاق) . يالها من مقولة كريمة لرجل عظيم .

-سؤال قد يطرح نفسه تلقائياً : لماذا خلقت الحشرات والحيوانات الضارة لحياة الانسان كالذباب والقمل والعقارب والثعابين وغيرها من المفترسات المتوحشة؟ وما مدى جدواها الوجودي في الحياة ؟ 

-الجواب قد اجده سهل المنال لايحتاج فقط الا الى التركيز والتمعن في واحدة من صفات الخالق العظيم (الجبروت) في عظمة خلقه لهذا الوجود وما يحتويه من خير وشر ومفيد ومضر وليحسسك ايها الانسان الظالم والمتجبر بضعفك وارتجافك وتسقيطك وصلافتك وتوسلك الى الله الخالق العظيم لإنقاذك من لسعة ذبابة أو نملة أو دبور اسود أو من ملاقاتك فجأة لأفعى مارد أو عقرب أو اي نوع من انواع الحيوانات المتوحشة أو الزواحف الآكلة للحوم البشر فأنت الضعيف الخائف وقلة حيلتك على المجابهة... فهذا امتحان الهي لتعيد حساباتك ايها المتجبر لكسب رضا الخالق العظيم .. لأن التعويذات والتحاريز والصولا والمباخر لن تطرد الشياطين والآفات الشريرة  والرجوم لأن الاصل في الايمان هو محبة واطاعة وتوحيد الله عز وجل وعلا والاقتداء برسولنا الكريم محمدr (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين).. وهذا هو طريق النجاة والعافية من كل شر وأذى وهذا مبعث الامتحان الالهي لتعريف الطغاة والظالمين بضعفهم وسقوطهم امام مخلوقات صغيرة.

اشـــــــــارات

-ومن مشاهداتي الاعلامية اثناء زياراتي الى جنوب شرق آسيا والصين وجنوب افريقيا والسودان ان العديد من البيوتات تضع في واجهات جدرانها جماجم الحيوانات وجلود الافاعي السامة الكبرى في ظل تصاعد الابخرة المقرونة بتعاويذ السحرة ورجال الدين والموالي والعرافة والمشايخ من اجل طرد الشر والشياطين ونشر الطمأنينة والسلام للإنسان .

-اذا كان هناك خوفاً عائلياً من كلمة مسحور اذا ما اصب احد افرادها نتيجة الحسد والعين وذلك بوضع عظام الموتى تحت وسادة كل فرد لصد الغيره او الانتقام او الاثرة من الآخرين للأسرة .

-اذان نحن في عالم التناقض الحياتي ما بين الخير والشر حتى سمعت ان هنالك قبائل في جنوب افريقيا لا زالت تأكل لحوم البشر بلذة وافراط لا تدين بصلة الى القيم الانسانية او الألهية للتحريم تعاودنا الى همجية العصر الحجري رغم سعي الديانتين الاسلامية والمسيحية والجماعات التبشيرية للتنوير الايماني الصحيح ..هذا ما حدثني به احد اساتذة التاريخ في جامعة الخرطوم . وكذلك من هذه الصور المفزعة ما يقوم به الهنود الشيخ من حرق جثث موتاهم ورمي رمادها في النهر للإستغفار والتبريك ...

-هذه الصور تثير فينا مشاعر الحزن والعطف والاستدراك لسعة هذه الجرائم بحق الانسانية واليقضة والدعوة المتواصلة للتصحيح والمعالجة ونبذها وغرس المحبة والتعليم والبناء الحضاري والتربوي والمجتمعي للأسر وللأفراد والدعوة والايمان بالقيم الروحية السمحاء التي جاء بها الدين الاسلامي الحنيف اضافة الىدور المنظمات الانسانية الدولية في مجابهة هذه الاخطار نتيجة الجهل والمرض والجوع ، فتعاليم السماء السمحاء العظيمة تنص على ان الانسان اخو الانسان احب ام كره لابد من الانقاذ والتصحيح والعمل المشترك لحمايته ورعايته .

-وفي يومنا هذا خاصة في عام 2023 تجسدت اروع الصور الايجابية للقيم الدينية الاسلامية والحضارية الدولية ازاء تلك الاحدجاث المرعبة والكوارث القاتلة لآلاف البشر افراداً واس في عقر مساكنهم ومواقع عملهم جراء الزلازل والعواصف وسيول الانطار وفيضانات الانهر التي دمرت وأكلت اليابس والاخصر ...نعم لقد جاءت همة وتعاون الجميع في تقديم المساعدات العينية والمادة والطبية للعوائل المنكوبة .. فلقد تناخت الاديان والمذاهب والقوميات بكافة نحلها لهذا المسعى الخير الذي دعى اليه الخالق العظيم في الانقاذ واعادة البناء والتعمير ورسم البسمة على وجوه الطفولة ورفع دمعة الكبار وهذه الصور الرائعة ما شاهدناها في تركيا وسوريا وليبيا والمغرب واخريات .. وما خلفه الدمار الصهيوني الغادر في فلسطين الحبيبة .

-وامتداداً وترابطاً روحياً لما عرضنا له في مبحثنا ه1ا ترتسم امامنا عظمة وحكمة الباري عز وجل في شأن خلقه فجعل ثنائية التناقض مجبولة ما بين الجنة والنار والتوحيد والشرك صنوان متلازمان لميزان الروحية القدسية لهذا الكون الذي يعيش ثلاثة مراحل زمنية ومكانية بدايتها الحمل والولادة تليها الحياة العامة وثالثهما الموت واليوم الموعود (يوم القيامة) عسى ان تكون الخاتمة احسنها عملاً واوسعها رحمة ومغفرة.

-هنا كانت للشيطان مواقف لإبعاد البشر عن التوحيد والعبادة والاغواء للنفوس نحو الرذيلة والشهوات والكفر وهنا يأتي دور المقياس الذاتي للمؤمن القوي للتصدي واسقاط كل هذه المرجفات ورجمها بكل ما اوتي من قوة وايمان واخلاص لله عز وجل بالتعويذات وزيادة الايمان والتوبة ومخافة الخالق .

شاهد ومشهود

-نأخذ هنا (الذبابة) حشرة صغيرة تحمل الكثير من صفات العدائية الجرثومية القذرة لحياة الانسان اليومية الملازمة له في حله وترحاله وخاصة اثناء طعامه ، وقد تكون القمامة وتكدس الاوساخ والحلوى مغريات لتجمعها وتكاثرها وانتشار الاوبئة والامراض بواسطتها كي تضعف المناعة الجسدية .. هذه الحشرة الصغيرة حاملة القدرة على التيقظ والازعاج والمراوغة والهروب والنجاة رغم ما يعد لها الانسان من مصائد لقتلها الا ان غبائها في تكرار عودتها قد تحمل الانسان على ضربها وقتلها ، كما ان حاستها الشمية والسمعية قوية من خلال دواليب ارجلها الستة المحاطة بشعيرات التحسس  وسرعة دوران رأسها ورصد عيونها هي اول شريدة للهرب عند الاستشعار بالأذى ، فهي اذن مصدر للهرب عند الاستشعار بالاذى ، فهي اذن مصدر ازعاج للبشر بل من زيادة غضبه واضطرابه النفسي حتى لا يطيق وجودها المنزلي باساليب التعفير والتعقيم كي يعيد راحته النفسية .

-في هذا الموقف الكثير من عظمة الخالق العظيم كونه خلق هذا النوع من الحشرات الصغيرة تجاه كبرياء وجبروت بعض الناس الطغاة المارقين حينما تلسعهم ذبابة صغيرة يقفون صاغرين لاهثين خائفين من عواقبها الجرثومية يبحثون عن الوقاية والمعالجة لحبهم للحياة .. نعم جعل هذه الحشرة مقياساً للتحمل والايمان او الرضوخ امام ضجيجها وبعثرة لسعاتها ومنظرها المقزز .. وان موتها سيكون احتفالاً لفريستها من لدن (النمل) الذي يتصدر لها طعاماً احتياطياً كونه سهل الهضم وجاهز .

-سبحانك اللهم تعالى على عظمة هندسة مخلوقاتك ، فعالم النمل هو الآخر يحمل سمات العدائية للبشرية في ازعاجه وتخريب طعامه وهلوسة حياته اليومية ولسعاته المؤذية الصغيرة بين اجزاء جسم البشر. الا ان لهذه الصغيرة حياتها والفتها الاجتماعية فيما بينها فهي العاملة الدؤوبة على خزن طعامها في مخابئها .. كما تكون الملاقاة الدورية فيما بيها في الطرق سمة بارزة تنطوي على السلام والتعارف وابداء المساعدة الجماعية في حمل الغذاء معاً . وتكون لها ارجل وحواس شم قوية ولها شعيرات صغيرة للتحسس والحذر فحينما نؤشر بأصبعنا امام مسيرة النمل نحس بسرعة تغير مسارها للإختباء للإفلات من الموت .

-واقتراناً لهذه المسيرة الخلقية لإرادة الخالق العظيم تأتي امامنا مجامع الحيات (الافاعي) والعقارب المخيفة لوجودية الانسان وهي المتواجدة بين الانقاض والخرائب وفي المخابئ الصحراوية ، لذا فإن الساكنين دائماً يعتمدون المبيدات لقتها في ظل حذر ومراقبة انسانية طيلة اليوم لأن لدغتها ولسعتها قد تؤدي الى الموت .

-وهنا حقيقة علمية قد اكتشفتها اجهزة المختبرات الطبية في البلدان المتطورة ان امصال حيوية مضادة لجسم الانسان (الملسوع) يمكن معالجته وشفائه من سموم العقرب والثعابين بعد اجراء تفاعلات كيميائية وفيزيائية مستحدثة لهذا المضاد .سبحانك اللهم ما من مخلوق على البسيطة الا وكانت له منافع .. وكيف يجرأ المعالج البشري على امتصاص سموم عظة لثعبان وسموم العقرب وقذفه خارجاً دون ان يتسمم .. ان موت العقرب يكون مباشرة بعد ولادتها حيث يقوم ابنائها بأكل امهم .

-ومن عجائب الخالق العظيم في تزاوج ذكر وانثى الثعابين ويكون بإلتفافهم حول بعضهم وضغط الذكر لإنثاه حتى يبلغ منها رغبته ثم يرتخي تاركاً وحيدته نحو جحرها .. وحين يحين وقت تبديل جلد الثعبان فهو يضع جسده بين فتحتي حجرين ثم يدفع جسده بقوة لإخراج جلده تاركاُ نمو الجلد الجديد خلال فترة وجيزة .

-وانا شاهدت منظراً مقززاً لحالتين عجيبتين ..اولهما كلب ينهش فريسته (جروه) أمام والدته الكلبة الانثى دون امتعاض ، اما الثانية قيام (هر) بأكل احد ابنائه من القطط بشراهة دون اكتراث للوالدة الجالسة امامه .

-عافانا الله ووقانا واياكم شر هذا الجرم والتمثيل والتشويه ومص الدماء والذي شاهدا وسمعنا عنه مباشرة او عبر الافلام والمسلسلات لمصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر وابو طبر وسفاح الجيزة وريا وسكينة .

-كما يستذكر معمروا مدينة الحلة (البابلية) قيام زوجة واختها ابان فترة الخمسينيات من القرن الماضي بذبح وتقطيع اوصال جثة زوجها ورميها في نهر الفرات في اكياس صغيرة لإخفاء معالم جريمتها .. الا ان حوبة المظلوم قد اوقعتهم بيد العدالة امام حكم الله تعالى ...


مشاهدات 220
الكاتب قاسم المعمار
أضيف 2024/03/22 - 10:01 PM
آخر تحديث 2024/04/28 - 7:10 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 278 الشهر 10917 الكلي 9136824
الوقت الآن
الأحد 2024/4/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير