الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
محاولات لطمس الهوية الأصلية بعد تحويل كنيسة مخزناً للمشروبات

بواسطة azzaman

حواضر مسيحيي الموصل في مهب الريح

محاولات لطمس الهوية الأصلية بعد تحويل كنيسة مخزناً للمشروبات

 

الموصل - سامر الياس سعيد

لم تثر صورة نشرتها لكنيسة موصلية  تم تاجيرها لتتحول الى مخزن  تجاري لبيع المشروبات الغازية والمياه المعدنية،  ذلك الحيز  من الاهتمام بدليل ان حواضر الموصل المسيحية لم تعد تثير الاهتمام بعد غياب مستخدميها من المسيحيين عن واقع المدينة لنحو عقد بعد تهجيرهم على يد عناصر داعش، وذلك في صيف عام 2014  واضطرار الاغلبية منهم للهجرة خارج العراق،  مستقرين بدول اوربية  اضافة الى بقاء بعض النازحين في مدن الاقليم ينتظرون الفرصة المواتية للالتحاق باقرانهم ومغادرة العراق نهائيا .وتحولت كنيسة عذراء فاطمة الواقعة بمنطقة الفيصلية  والتي يشير تاريخها لوضع حجر اساسها  من قبل المطران  جرجس قندلا في  عام 1952 واشرف على بنائها  الخوري بولس قندلا  والقس الياس صقال حتى اكتمل بنائها  ليتم افتتاحها  عام 1960 من قبل المطران  الراحل عمانوئيل بني  وكانت الكنيسة مخصصة لمسيحيي السريان الكاثوليك  وتعرضت للتجديد في تسعينيات القرن المنصرم  حيث صمم لها صليب  وضع فوق مجسم للكرة الارضية  مما اثار  انتقاد بعض المتطرفين .

روضة الزهراء

وتعرضت الكنيسة بعد عام 2003 لعدة استهدافات  بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة  حيث كانت الكنيسة تقابل جامعا للطائفة الشيعية باسم روضة الزهراء لايبعد عن جامع نجيب الجادر الذي بناه المحسن الموصلي المعروف . وبعد تحرير الموصل  وبعد ان تعرضت الكنيسة للتخريب من جانب عناصر التنظيم  بازالة الجدار الرئيسي للكنيسة وفتحه على الفناء وافراغ محتوياتها من الكراسي  والاثاث  قصدتها عوائل نازحة من ناحية السلامية جنوب مدينة الموصل للاستقرار فيها  قبل ان تضطر لمغادرتها بتوجيه من مسؤولين  تسلموا ملف افراغ الكنائس والدعوة لتاهيلها .

ترميم كنيسة

واستبشر المسيحيون بتولي  كاهن ينتمي لطائفة السريان الكاثوليك ملف اعمار الكنائس فاكتفى  المذكور  بترميم كنيسته سيدة البشارة وافتتاحها الى جانب تولي اليونسكو وبمنحة مقدمة من  دولة الامارات تعمير كنيسة المحبول بها بلادنس  الواقعة بمنطقة حوش البيعة  التي استغرق العمل فيها لاعوام قبل ان تنتهي اعمال تاهيلها مؤخرا وتحديد موعد لفتحها  امام المسيحيين  الا ان وتيرة الانتقادات لم تخفت تجاه  اخضاع بعض اراضي الطائفة للاستثمار  مثلما كانت هنالك ارض مخصصة للسريان الكاثوليك في منطقة الجوسق  اخضعها متولو الكنيسة للاستثمار بتخصيصها للافتتاح مول تجاري عليها كما طالت انتقادات سرعان ما اخمدت سعي  الكنيسة لتحويل مدرسة تابعة لها باسم مدرسة الاخلاص بعد الاستفادة من منحة اليونسكو لتحويلها الى منظمة خيرية  باسم الخيمة  واخراجها من عائدية  مديرية التربية في نينوى التي تعاني اصلا من قلة المدارس والزخم الهائل فيها من جانب اعداد التلاميذ  حيث كانت اعداد تلاميذ المدرسة المذكورة قبل سقوط المدينة في عام 2014 يربو على الف تلميذ الى جانب مدرسة اخرى  تعود عائديتها  لطائفة السريان الكاثوليك باسم مدرسة الطاهرة  بقيت مهجورة ومتروكة دون ان تمتد يد التاهيل والاعمار اليها  حتى مثلت صورة كنيسة عذراء فاطمة وقد تحولت الى مخزن لبيع المشروبات الغازية والعصائر والمياه لتترك اسئلة عن مصير الحواضر المسيحية وامكانية طمس تاريخها بتحويلها الى منافذ اخرى غير هويتها الاصلية .


مشاهدات 261
أضيف 2024/10/13 - 6:06 PM
آخر تحديث 2024/11/08 - 7:19 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 150 الشهر 3142 الكلي 10046286
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير