هكذا تكلّم ساكو
عبد الجبار الجبوري
أثارت كلمة الكاردينال لويس ساكو حول التطبيع العراقي الداخلي ،أمام رئيس الوزراء بإحتفالية عيد ميلاد السيد المسيح (ع)، حفيظة الذين فهموها حسب مزاجهم ونواياهم ،وليس كما أعلنها الكاردينال وأمام العالم ،بأن (يجب أن يأتي العالم ليطبع مع العراق)،لأنه مهد سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما دعا العراقيين تطبيع الاوضاع فيما بينهم، ونشر المحبة والسلام والتعايش، بدل الفتنة الطائفية ،والإحتراب الطائفي والشحن الذي وصل مدياته عنان السماء،فهل في هذه الدعوة شيء من التطبيع مع العدو الصهيوني، أو حتى التلميح لها، وهل كــــــــلمة (التطبيع)، تعني بالضرورة التطبيع مع إسرائيل، وهي حكراً لها، ولهذا فهمها المغرضون، ممـــن في قلوبهم (مرض) ضد الكاردينال ساكو، ووصلت الأصوات النشازحدّ (تكفيرالرجل وطرده من العراق)، وهو أعلى مرتبة دينـــــــــية في العالم، وهو رمز ديني ووطني عراقـــــي يفتـــــخر به العراقيون.
شخصيات رسمية
وإن الحملة التي تشنها وتقف خلفها ،جهات مشبوهة ومعروفة الاهداف والنوايا،تريد النيل منه ومن سمعته والتشهير به، ولكن قيام بعض الرموز الدينية والشخصيات الرسمية، من مطالبة الكاردينال بالتوضيح ، وقسم منها تطالبه بالإعتذار، وكأنه إرتكب جريمة، لم يقم بها،ومع هذا قام السيد ساكو ،وهو يحمل شهادات دكتوراه ثلاث في الفقه والعلوم والانسانيات،بتوضيح قصده في تصريحه، الذي أثار اللغط ، وفهم على غير مراميه، ونفى نفياً قاطعاً أي هدف يدعو( للتطبيع مع اسرائيل) ،لا تلميحاً وتصريحاً، ومع هذا مازالت الأبواق المأجورة تفسّر التصريح ،على هواها المريض، هنا لا أريد أن أدافع عن غاية وهدف وتوقيت تصريح السيد ساكو، ولكنه هكذا تكلّم ساكو ، وهكذا كان قصده واضحاً، وضوح الشمس، ونقياً نقاء ضوءها، لمن ليس في (حزمته عنز تصيح)، ولا يحتاج دفاعاً مني ومن غيري، ولايستطيع أحد لأن يزايد على عراقيته المتجذرة، والموغلة في التاريخ الآف السنين، ومواقفه الوطنية المشهودة لدى كل عراقي شريف،ما أريد قوله هنا، أن العراق يعيش لحظة تاريخية فاصلة ، وتهديد عالمي، وشحن طائفي غير مسبوق، وقرارات امريكية حاسمة ، يحملها مبعوث الرئيس ترمب سافايا ،يتحدث بها العالم كله،وبلغت حكومة السوداني وإطارها التنسيقي ، بهذه القرارات المصيرية، فاثارت (نعرات عرقية وطائفية)، وتصعيد طائفي ضد شخصية عالمية ، مثل السيد ساكو بطريارك الكلدان على العالم،يقف خلفها ملايين الملايين في العالم ،أمر غير صحيح ومجازفة غير محسوبة العواقب، ولاتدخل في صالح العراق والعراقيين،وأشدُّ مايحتاجه العراق الآن، هو التهدئة والحكمة واشاعة روح التعايش والسلام والإستقرار،وتطبيع الوضع الداخلي الذي عناه السيد ساكو بتصريحه،هذا مايريد كل عراقي ، يحرص على الدم العراقي، والإستقرار في العراق، وإثارة هكذا حملات هدفها سياسي، وتسقيط شخصية دينية .
أهداف مشبوهة
ورمز عراقي وطني كبير،لا يخدم سوى الاجندات الاقليمية ،التي تعمل بكل قوتها ،أن يبقى العراق محترباً مع نفسه، حتى تتحقق أهدافها المشبوهة ومشاريعها السياسية والدينية، بإفتعال الأزمات بين العراقيين ،ومذاهبهم وقومياتهم، وهذه ليست الاولى، فإفتعال المشاكل بين القوميات والمذاهب، وحتى بين الكتل السياسية نفسها، هي أجندة إقليمية منظمة ومقصودة ،لاثارة البلبلة والفوضى، بكل أشكالها السياسية والدينية والمذهبية ، وأزمة السيد ساكو أبرزها وأقرب مثال عليها،إذن يجب إسكات الأصوات النشاز، التي تريد خلط الاوراق قبل مجيء مبعوث الرئيس ترمب سافانا،والتي تغرّد خارج سرب العراق النقي ، الذي يريده كل العراقيين ، وأن نلمّلم جراحاتنا ، ونؤجل مشاكلنا، وخلافاتنا السياسية والشخصية، حتى يتعافى العراق، ولانسمح بالأجندات الخارجية، أن تعبث بمصيرنا، وتشعل حرباً لانستطيع إطفاء نارها بأيدينا، تخطط وتعمل لها جهات دولية وإقليمية، نعم هذا ما أراده السيد ساكو، وتكلم به أمام رئيس الوزراء وأمام العالم،إعتبروها (هفوة عابرة)،يامن أسأتم الظن بالسيد ساكو،وفهمتم كلمته على غير مقصدها،إغفروا له هفوته العابرة (إن حصلت وأشك)،من أجل إستقرار العراق وتعايش أهله بكافة أقلياته وقومياته ،والنظر الى المستتقبل ،لا الى التأريخ وأمراضه وإسقاطاته، نعم هكذا تكلّم ساكو..