حلمُ القيادة في مخيّلة السياسيين
مجيد الكفائي
في الوقت الذي لا يفكّر فيه معظم السياسيين إلا بالقيادة والزعامة وتوسيع مناطق النفوذ، يواجه العراقيون واقعًا يثقل يومهم بتفاصيل الحاجة والبقاء. فبينما تُعقد الاجتماعات خلف الأبواب المغلقة للحديث عن المناصب، والتحالفات، ومن يحق له الجلوس على رأس الهرم، يقف المواطن في الطرف الآخر يبحث عن كهرباء مستقرة تدفئ شتاءه وتخفف حرّ صيفه، وماء نظيف لا يهدد صحته، وبيئة آمنة تتيح لأطفاله الخروج بلا خوف.
السياسيون يتصارعون على الكراسي، وكأن البلد دائرة انتخابية لا تنتهي، بينما العراقيون يحتاجون ما هو أبسط من كل تلك الطموحات: خدمات أساسية تحترم إنسانيتهم، مؤسسات لا تهينهم في طوابير المراجعات، وقرارات تُبنى على احتياجاتهم لا على حسابات التوازنات الحزبية.
ورغم مـــــــرور السنين، ما زال المشـــهد يتكرر بذات الوتيـــــــرة: كل فريق يرى نفسه الأحق بالقـــــــيادة، وكــــــل زعيم يصوّر نفسه المنقذ المنتظر، فيما الشارع يسمع الوعود ذاتها دون أن يرى تحسنًا ملموسًا في تفاصيل حياته اليومية.
هكذا يتسع الفارق بين حلم القيادة في مخيلة السياسيين، وواقع العراقيين الذين لا يريدون سوى حياة تحفظ لهم كرامتهم، وكهرباء وماء وأمان واحترام… وهي أبسط حقوق أي مواطن في أي دولة تحترم نفسها قبل أن تحترم شعبه.