رحيل الصوت الجميل
نجيب الرمضاني
إنتقل إلى رحمة الله قبل ايام بعد صراع مع مرض عضال الفنان قاسم إسماعيل أحمد ألعزاوي، أحد الأصوات التي تركت بصمة واضحة في الموسيقى العراقية. هو مطرب عراقي بدأ نشاطه الفني في سبعينيات القرن الماضي،اشتهر بصوته الريفي والشجي وبأسلوب غنائي تمزج بين الطابع الشعبي والعاطفة الأمر الذي جعله محبوبآ بين جمهور واسع داخل العراق وخارجه دخل إلى الإذاعة والتلفزيون عام 1972وعمل في فرقة الإنشاد العراقية ما أتاح له فرصة نشر أعماله والوصول إلى جمهور كبير.
من أشهر أغانيه (يا عين وتقولين خلي نسامحه) التي حققت شهرة واسعة وجعلت اسمه مألوفآ، كما قدم أنشودة وطنية بعنوان (سلامة يا وطن) والتي لاقت إعجاب واحترام الجمهور خاصة من الذين يحبون الأغنية الوطنية الصادقة. خلال مقابلة صحفية عبر قاسم إسماعيل عن تمسكه بـأصالة الأغنية العراقية وغلب على إحدى تصريحاته أسفه لما سماه غياب الذائقة عند بعض ما وصفهم بـ(مطربي اليوم).
أما عن رؤيته للفن فإن قاسم إسماعيل كان صادقآ في رؤيته لم يكن يطمح إلى النجومية أو الثراء إنما كان يقدر الفن الحقيقي الصوت الجميل الكلمات المعبرة والإحساس.
رغم أن بعض الفترات شهدت غيابه- لظروف قد تكون اجتماعية أو فنية- لكنه ظل محترمآ ومقدرآ وكثيرون ظلوا يعتبرونه نموذجآ للمطرب الوطني الأصيل.
لقد فقدت الأوساط الفنية والثقافية فنان تميز بالأصالة واحترام فمن وأعرب العديد من الجهات الفنية والثقافية عن أسفها لرحيله معتبرة أن الوسط العراقي خسره صوتآ له مكانته وأغاني ستبقى في ذاكرة الجمهور وإرثآ من الأغاني الوطنية والرومانسية سيبقى جزءآ من تراث الغناء العراقي وسيذكر كأحد الأصوات التي حملت هم العراق والمشاعر العراقية بصدق وإخلاص .حاله حال العديد من مثل جيل المطربين الذين حافظوا على أصالة الأغنية العراقية.
في وقت تغيرت فيه الأذواق كثيرآلأن صوته الريفي والشجي طبع أعماله بخصوصية عراقية واضحة فظل قريباً من وجدان الناس.وأخيرآ لأن بعض أغانيه مثل (سلامآ يا وطن) لم تكن مجرد أغنية بل تعبير عن انتماء وحنين لوطن ما يجعلها تحمل قيمة رمزية لأجيال من العراقيين.