الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
سيناريوهات محتملة لمهمة مارك سافايا

بواسطة azzaman

سيناريوهات محتملة لمهمة مارك سافايا

ضياء واجد المهندس

 

تم إعلان تعيين مارك سافايا مبعوثًا خاصًا إلى العراق في 19 أكتوبر 2025.

سافايا رجل أعمال من أصول عراقية يعمل في قطاع التجزئة والزراعة المرتبطة بالقنب الطبي (قنّب/ماريجوانا) في ميشيغان، ولا يمتلك خبرة سابقة حكومية بارزة.

الحاجة الأمنية والسياسية في العراق ما تزال كبيرة:

 تقارير أممية/أوروبية تُظهر وقوع حوادث وعناصر عنف مدنية مستمرة (على سبيل المثال: خلال فترات حديثة بلغ عدد حوادثٍ مسجلة وحتى منتصف 2024 أرقامًا ملموسة في ضحايا مدنيين).

_ وجود قوات أميركية وبعمليات أمنية مستمرة (كمثال: عمليات CENTCOM ضد تنظيم داعش واستمرار وجود آلاف القوات/وجود تنسيقات أمنية).

السيناريو الأول

 نجاح مُقيَّد (السيناريو الأكثر واقعية إذا توافرت شروط معينة)

ماذا يعني «نجاح مُقيّد»؟

سافايا ينجح في تحقيق مكاسب اقتصادية ودبلوماسية محدودة (اتفاقيات استثمار، مشاريع بنية تحتية ثنائية صغيرة، تفاهمات أمنية مؤقتة مع بغداد)، مع تجنّب صدام مباشر مع الفصائل أو الأطراف الإقليمية. النجاح هنا محدود زمنياً وجغرافياً — لا تغيير جذري في بنية السلطة أو نفوذ الفصائل.

لماذا ممكن؟ (شروط التمكين)

_ اعتماد نهج «اقتصادي-تجاري» واضح مع شفافية كاملة، بعيدًا عن تصريحات تصعيدية، واستثمار في مشاريع محلية صغيرة-متوسطة تُدار بشراكة عراقية.

_ تشكيل لجنة عراقية–أمريكية مشتركة تضم خبراء محليين سابقين (دبلوماسيين، خبراء أمن، ممثلين عن محافظات) لتفادي قرارات أحادية.

_ التزام واشنطن بلامساس بالعملية السياسية الداخلية (تجنّب استهداف قوى بعينها علناً).

مؤشرات مبكرة للنجاح (قابلة للقياس خلال 3–9 أشهر)

1. توقيع 2–4 اتفاقيات استثمارية صغيرة إلى متوسطة بحضور مشترك عراقي-أمريكي.

2. بيان مشترك بين مكتب السافايا ووزارة خارجية العراق يحدد جدول تنفيذ مشاريع بنّاءة (إعادة إعمار/طاقة/مياه).

3. غياب مواجهات مباشرة بين الفصائل والقوات الحكومية نتيجة لآلية تفاهمات أمنية مؤقتة (انخفاض وقوع حوادث كبرى ضد منشآت طاقة أو قواعد خلال 3 أشهر). (مؤشر عملي — مقارنة مع بيانات الهجمات على المنشآت: أمثلة حديثة لهجمات الطائرات المسيّرة على حقول طاقة توضح هشاشة البنية التحتية).

_ مخاطر تصغير النجاح

_ أي تصريح أميركي علني قوي ضد «فصائل محددة» قد ينسف المكاسب، ويحوّلها إلى أزمة ثقة.

السيناريو الثاني

  فشل سريع/مبكر (الأسوأ في الأثر السياسي)

ماذا يعني «فشل سريع»؟

خلال أشهر قليلة تتحول مبادرات السافايا إلى أزمة: مواجهات سياسية داخلية، سحب ثقة من بغداد أو نواب، وهجمات على مشاريع مرتبطة بأميركا أو شركات متعاونة، وصولاً إلى إخراج عملي أو سياسي له من الملف.

لماذا ممكن؟ (مسببات مباشرة)

_ خطاب علني متصلّب تجاه «الفصائل المسلحة» أو محاولات فرض تدابير أمنية دون توافق عراقي داخلي.

_ ربط ملفه مباشرة بمصالح شركات أميركية في قطاع الطاقة أو استثمارات مثيرة للجدل، ما يوقظ حساسية «استغلال الموارد».

_ استغلال قوى سياسية داخلية أو إقليمية لتصوير التعيين كـ «تدخل» سيادي أو محاولة فرض أجندة خارجية.

مؤشرات مبكرة للفشل (1–6 أشهر)

1. بيانات رسمية عراقية متوترة أو استدعاء قائم بأعمال/احتجاج دبلوماسي من وزارة خارجية العراق.

2. حوادث أمنية متصاعدة تستهدف منشآت طاقة أو قواعد متعلقة بالقوات الأجنبية أو مصالح شركات — تزايد الهجمات/التفجيرات/الطائرات المسيّرة في مناطق حساسة. (انظر هجمات متكررة على حقول الغاز والبنى التحتية).

3. تراجع واضح في تعاون الأجهزة الأمنية العراقية مع المبادرات الأميركية أو انسحاب رؤوس مالية من المشاريع المشتركة.

4. غياب نتائج ملموسة بعد 6 أشهر مع زيادة خطابات الاحتجاج الشعبي والسياسي.

_ عواقب فورية محتملة

_ تعطّل المشاريع، توتر بين بغداد وواشنطن، وإضعاف النفوذ الأميركي في تسويات إقليمية حول العراق.

السيناريو الثالث

  تجميد المهمة / التجميد العملي (Stalemate)

ماذا يعني «تجميد»؟

الأسابيع والشهور تمرّ، لكن النشاط الرسمي يتقلّص: اجتماعات دعائية، بيانات، و«زيارات» دون تنفيذ مشاريع أو إجراءات أمنية حاسمة؛ المهمة تُعلّق فعليًا إلى حين إعادة تقييم.

لماذا يحصل؟

_ حوار داخلي في واشنطن حول جدوى استمرار مبعوثٍ غير محترف سياسياً في ملف بهذه التعقيد.

_ رفض أو تحفظ من كتل سياسية عراقية على أي خطوات محددة، مع استمرار ضغط أمني إقليمي.

_ تفضيل بغداد إبقاء قناة اتصال ولكن دون تفويضات تنفيذية كبيرة.

مؤشرات مبكرة للتجميد (1–4 أشهر)

1. كثرة المؤتمرات والبيانات الإعلامية مع غياب اتفاقات تنفيذية.

2. تأجيل أو إلغاء زيارات ميدانية أو توقيع اتفاقيات لافتة.

3. مراجعات داخلية أميركية (تقارير صحفية/اعلانات عن «إعادة تقييم المهمة») أو نقل بعض الصلاحيات إلى بعثات أخرى أو دبلوماسيين مهنيين.

نتائج التجميد

نفاد هالة التعيين وتحوله لقصة إعلامية أكثر منه فعلاً دبلوماسياً — تبعاته طويلة الأمد على ثقة الشريك العراقي.

مؤشرات قياس عامة (مؤشرات مبنية على بيانات ونطاق زمني)

الزمن الحاسم: 3 أشهر = مؤشرات مبكرة؛ 6 أشهر = مؤشرات قرارت فاصلة.

مقياس الأمان: عدد الحوادث/الهجمات ضد منشآت مدنية وعسكرية (قاعدة بيانات UNAMI / EUAA / تقارير إقليمية). مثال: خلال فترة مرجعية (1 فبراير 2023 – 31 يوليو 2024) وثّقت جهات أممية/أوروبية وقوع حوادث أسفرت عن إصابات مدنية (تفصيلات وإحصاءات في تقارير). هذا النوع من البيانات يساعد قياس نجاح/فشل آليات التهدئة.

مقياس التعاون السياسي: عدد اللقاءات الرسمية بين السافايا وقيادات أحزاب/قوى برلمانية عراقية (توقيع مذكرات تفاهم أو بيانات مشتركة).

مقياس الاستثمار: قيمة الاتفاقيات الاستثمارية المُعلنة (مبلغ زائد عن حدّ معيّن، مثلاً >50 مليون دولار) وعدد المشاريع التي تبدأ تنفيذًا فعليًا خلال 6–12 شهر.

مؤشر التدخّل الإقليمي: أي إعلان رسمي من طهران أو أنقرة أو فصائل عراقية بارزة يندّد بالتدخل الأميركي أو يهدّد مشروعًا — علامة خطر قصوى.

توصيات عملية (قابلة للتطبيق فورًا لكل طرف)

لِسافايا وفريقه (اقتراحات إن أراد تجنّب السيناريو السلبي)

1. تبنّي سياسة تواصلٍ منخفض التصعيد: تجنّب اللغة العقابية في البيانات العامة تجاه الفصائل، والاعتماد بدلًا من ذلك على حوار مُنسق سريًا مع الوسطاء المحليين.

2. شراكات محلية واضحة: كل مشروع استثماري يعلن عنه يجب أن يكون بمشاركة حكومة/محافظة عراقية مُحددة، مع حوكمة شفافة ومحلية.

3. مجموعة استشاريين عراقية مستقلة: ضمّ خبراء من أوساط دبلوماسية وأمنية عراقية سابقة وممثلين عن المجتمع المدني لإعداد خرائط طريق محلية.

4. خارطة طريق زمنية قابلة للقياس: أهداف شهرية (التوقيع على اتفاقية، بدء عمل ميداني، صياغة اتفاق أمني ثنائي) مع مقاييس أداء.

لبغداد (كيف تحمي مصالحها)

1. إطار قانوني واضح لأي تعاون: اتفاقات ثنائية تُصرّح بملكية عراقية للمشاريع وتحت رقابة محلية.

2. قنوات وساطة محلية: إحضار زعماء عشائر ومراجع دينية في ملفات حسّاسة لتقليل احتمالات الاحتقان.

3. مؤشرات أمنية مشتركة: آلية متابعة للأحداث الأمنية تسمح بالتدخل الديمقراطي ومساءلة الطرفين.

خاتمة موجزة ونقاط يجب مراقبتها خلال 90 يومًا القادمة

1. خطابات السافايا وتغيّر لغته: هل تتجه نحو تعاون بناء أم نحو لهجة عقابية؟ (مؤشّر ملموس).

2. اتفاقات استثمارية موقعة وبدء تنفيذها (نجاح) أو إلغاؤها/تأجيلها (فشل/تجميد).

3. معدل الحوادث ضد منشآت الطاقة/البنى التحتية (انخفاض = جيد؛ ارتفاع = خطر). (أمثلة لهجمات حديثة على حقول الغاز/الطاقة تُظهر حساسية القطاع).

4. موقف القوى السياسية العراقية بعد جولات التشاور (دعما أو رفضا رسمياً).

 

رئيس مجلس الخبراء العراقي


مشاهدات 7
الكاتب ضياء واجد المهندس
أضيف 2025/12/05 - 2:53 PM
آخر تحديث 2025/12/06 - 3:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 167 الشهر 3926 الكلي 12787831
الوقت الآن
السبت 2025/12/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير