الحسّان يقدم إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن ويتوقّع تشكيل الحكومة قريباً

العراق يشرع بشراكة جديدة مع الأمم المتحدة فور إنتهاء مهمة يونامي

واشنطن - مرسي أبو طوق

يستعد العراق لطي أحد أكثر الملفات الأممية حضوراً، مع انتهاء عهد بعثة يونامي، ليفتح الباب أمام مرحلة شراكة جديدة مع الأمم المتحدة ترتكز على التعاون التنموي بدل الإشراف السياسي. وقال المندوب الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير لقمان الفيلي خلال كلمة ألقاها امام مجلس الأمن أمس إن (بعثة يونامي لم تكن مجرد بعثة سياسية خاصة، بل كانت بعثة ديناميكية مؤثرة وفعالة استطاعت التكيف وإعادة توجيه مسارها لتلبية احتياجات العراق المتغيرة حين بدأ بالتعافي والانتقال إلى دولة معتمدة على نفسها)، وأضاف إن (نشاط البعثة شهد تحولاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة ليركز على مساندة الوزارات الحكومية في مواءمة أهداف التنمية الوطنية مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030)، مؤكداً إن (التعاون بين الجانبين أسهم في انتقال العراق من مرحلة إدارة الأزمات إلى مرحلة التخطيط التنموي طويل الأمد)، ولفت إلى إن (بغداد تنظر بامتنان إلى تاريخ التعاون مع يونامي وتفتخر بالشراكة الناجحة التي جمعت الطرفين، وأن إنهاء مهمة البعثة يمثل بداية لمرحلة جديدة من العلاقة عبر برامج مشتركة تدعم مسار التنمية المستدامة)، وأوضح الفيلي إن (هذه البرامج تتسق تماماً مع سعي العراق إلى توسيع أطر التعاون الدولي المتوازن بما ينسجم مع أولوياته الوطنية في الإصلاح الإداري والاقتصادي وبناء القدرات)، معرباً عن (تطلع العراق إلى علاقة تعاون قطاعي جديد مع الأمم المتحدة تقوم على الشراكة المتوازنة والاحترام المتبادل). من جانبه، رجّح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق محمد الحسّان خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، عدم تأخر تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، معرباً عن أمله في حل المسائل العالقة بين حكومتي بغداد وأربيل، وذلك قبيل انتهاء ولاية يونامي في الحادي والثلاثين من كانون الأول الجاري. وأكد الحسّان إن (الإحاطة الحالية تعد الأخيرة قبل انتهاء مهمة البعثة)، مشدداً على إن (مغادرة يونامي لا تعني نهاية التعاون الأممي في العراق بل بداية فصل جديد)، وشدد على القول إن (العراق انتصر على الإرهاب بفضل شعبه والدعم الدولي، ونجح في إقامة انتخابات شفافة بنسبة مشاركة مرتفعة، وأظهر التزاماً واضحاً بإعادة مواطنيه من مخيم الهول)، وأضاف أنه (يتوقع عدم تأخر تشكيل الحكومة الجديدة)، مشيراً إلى إن (العراق تخطى ظروفاً صعبة في طريقه نحو الاستقرار)، معرباً عن أمله (بحل الملفات العالقة بين حكومتي المركز والإقليم)، وابدى الحسان (قلقه من الاعتداءات على المرافق الحيوية والمنشآت، بما فيها الاعتداء الأخير على حقل الغاز في إقليم كردستان)، داعياً إلى (ضرورة تعقب المسؤولين عن الحادثة وتقديمهم للعدالة)، وهنأ الحسّان (العراق على انتخابه عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة)، مضيفاً إن (هذا التطور يعكس ثقة المجتمع الدولي بمسار العراق السياسي والحقوقي). إلى ذلك، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال محمد شياع السوداني، حرصه منذ تسنمه مهام عمله على بناء صداقات تخدم البلاد. وكتب السوداني في منشور له على منصة إكس أمس (مذ تسلّمتُ المسؤولية حرصت على أن أبني صداقات تخدم العراق)، وأضاف (لقد أدركت منذ البداية أنّ علاقات الصداقة، لا العداء، هي التي تكفل استقرار بلدنا ونموّه وازدهاره). وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في وقت سابق، إنه منذ تدمير المنشآت النووية الإيرانية، أصبح العراق بلدًا مختلفًا تمامًا، وتحسنت علاقاته مع الولايات المتحدة.