الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ندوة ومعرض مستوحى من رسوم تتميّز بأسلوب فريد وجريء

بواسطة azzaman

الجمعية العراقية الكندية تستذّكر مؤيّد نعمة

ندوة ومعرض مستوحى من رسوم تتميّز بأسلوب فريد وجريء

بغداد - علي الدليمي

استذكرت الجمعية العراقية الكندية مؤخرا مسيرة رسام الكاريكاتير الشهير مؤيد نعمة بمناسبة الذكرى العشرين لرحيله ولبت دعوة المشاركة زوجته الصحفية مها البياتي، لحضور المهرجان الثقافي. وتحدثت البياتي عن حضورها، قائلة: «افتتح معرض للوحات الفنان مؤيد نعمة، وحضور الندوة الاولى التي أقيمت في قاعة بفندق ارمادا وبحضور جمهور غفير من العراقيين المغتربين. وقد حاورني فيها الزميل العزيز ليث الحمداني الذي لم التقيه منذ خمسة وعشرين عاما وكان حنينه للصحافة طاغيا في حديثه رغم ممارسته لها في كندا، اذ يترأس تحرير جريدة البلاد التي يصدرها، لكن طعم وحلاوة الصحافة العراقية حتما يختلف لديه، هذا الشغف جعله يسترسل وقتا طويلا بالحديث عن تاريخ الصحافة العراقية وخص منها الصحافة الفكاهية مستعيدا أبرز الصحف والأسماء التي لعبت دورا مهما.. متوقفا عند الرسام مؤيد نعمة محور ندوتنا فأتيح لي الحديث عن تجربة الراحل مؤيد الفنية والرد على الاسئلة التي وجّهت لي من قبل الحاضرين، حقيقة كان هناك الكثير مما يستحق الحديث عنه لمؤيد نعمة وتنوع ابداعاته في مجالات فنية مختلفة وتميزه فيها الا ان الوقت المخصص للندوة تجاوز المقرر..». ولد نعمة في بغداد عام 1951 ويُعد مؤسس مدرسة جديدة في فن الكاريكاتير العراقي، وتميز بأسلوبه الفريد والجرئ في تناول المواضيع السياسية والاجتماعية.

أول رسوماته السياسية الساخرة نشرت على غلاف مجلة (المتفرج) الفكاهية عام 1967، وكان موضوع الرسم يمثل تمثال (الحرية) في أمريكا، وقد حمل قنبلة نابالم بدلاً من مشعل الحرية، حيث كان مؤيد وقتذاك، طالباً في الصف الرابع الاعدادي، وكانت رغبة والده ان يكون طبيباً، إلأ أن ذلك الغلاف وهوايته المفرطة للفن ولرسم الكاريكاتير خصوصاً، كان سبباً مقنعاً وحتمياً لدخوله معهد الفنون الجميلة/ قسم الرسم (خريج عام 1971).

وفي عام 1969، دعي نعمة، ومجموعة من الفنانين الشباب للعمل في مجلة (مجلتي) للاطفال، ثم (المزمار) في بداية اصدارهما، وكانت هذه التجربة بالنسبة لمسيرته، جديدة ولذيذة، حيث لعبت دوراً مهماً وبارزاً في تطوير واظهار تجارب وأساليب فنية عديدة، قد طرقها الفنان مؤيد نعمة، ولتضيف له هذه الممارسة رصيداً كبيراً وواضحاً في عمله الصحفي المتنوع، ما بين رسم الافكار السياسية والاجتماعية الساخنة التي تطفو على سطح الساحة المحلية أو الدولية، وبين الولوج في عالم البراءة والطفولة، لينجز عشرات الاعمال الابداعية، ما بين سيناريوهات وكتيبات، التي تخص الاطفال، بل ليكون من أوائل أبرز المؤسسين الجادين لصحافة ورسوم الاطفال في العراق.

رسومات للاطفال

عام 1972، بدأ نعمة يرسم لمجلة (ألف باء) بشكل اسبوعي ومتواصل، بالاضافة إلى رسومه للاطفال والصحافة اليومية، ومنها جريدة طريق الشعب، الذي انتمى لكادرها عام 1973، لحين توقفها عام 1979. وفي عام 1973، ساهم مع كل من الفنانين بسام فرج وأديب مكي، في رسم وتصميم أول فيلم كارتوني عراقي بعنوان (لعبة القدم الأمريكية) الذي أنتجته مؤسسة السينما والمسرح، ومن إخراج الفنان فكتور حداد، وقد حاز هذا الفيلم على الجائزة التقديرية في مهرجان أفلام فلسطين الثاني، الذي أقيم في بغداد.

وكانت لمؤيد، أول مشاركة دولية له في مسابقة (بينالة كابروفو) البلغارية عام 1972، وقد حصد الجائزة الثالثة عام 1979، في نفس المسابقة، وعلى أثر ذلك أصبح للعراق جناح خاص في هذه المسابقة، فضلاً عن مشاركاته الدولية العديدة في كوبا ويوغسلافيا وبلجيكا واليابان وتركيا. شارك في تأسيس أول تجمع (لرسامي الكاريكاتير العراقيين) الذي ضم كل من الفنانين (نزار سليم وبسام فرج ومؤيد نعمة وضياء الحجار وعبد الرحيم ياسر وموسى الخميسي).

لم يكتف مؤيد، بكل هذه النشاطات الفنية اليومية المتواصلة، بل راح يكمل مشواره (الدراسي/ العلمي) في دخوله أكاديمية الفنون الجميلة (بكالوريوس عام 1977)، ولكن هذه المرة أنتسب لقسم الخزف (السيراميك)، وكان لا بدّ أن يطرق باب هذا الفن الجديد لمسيرته ليوظفه أيضاً لصالح فن الكاريكاتير. فكان مؤيد، أول فنان عراقي وعربي، يوظف الكاريكاتير في فن النحت الخزفي، وذلك لصعوبة تمازج هكذا ابداعان في عملية واحدة تقنياً، فقد جسد عدة تماثيل خزفية (بورتريت) لعدد من أساتذته في الاكاديمية كما له مشاركات دولية عديدة بهذا التخصص.

عام 1991، أستقرت رسوماته على الصفحة الاخيرة لجريدة الجمهورية بشكل يومي، فضلاً عن الرسومات الاخرى في مجلة (ألف باء) الاسبوعية، تحت عنوان (طبق الاصل) و (رجال ونساء).وفي عام 1991، أنتخب من قبل زملائه رسامي الصحف، لرئاسة جمعية الكاريكاتير في نقابة الصحفيين العراقيين.

وبعد عام 2003، بدأت رسوماته تنشر بشكل يومي.وظل مؤيد نعمة، يتواصل دون كلل أو ملل مع ابداعه الكثيف والمستمر في فن الكاريكاتير، ورسوم الاطفال، وما بين تدريسه ورئاسته لقسم الخزف في معهد الفنون والحرف الشعبية، والنشر لصالح عدة صحف محلية يومية بعد الاحتلال عام 2003، لغاية توقف نبض قلبه دون إرادته يوم 27/11/2005.


مشاهدات 65
أضيف 2025/11/30 - 3:04 PM
آخر تحديث 2025/12/01 - 8:24 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 275 الشهر 275 الكلي 12784180
الوقت الآن
الإثنين 2025/12/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير