الوالد يتورّع عن التصرف بما أودعه ابنُه عنده
حسين الصدر
-1-
في عام 1970 طبعتُ أول كتاب لي في مطبعة الآداب بالنجف الأشرف وكان اسمه :
( في قضايا الزواج والأسرة )
-2-
وقد قدّمت نسخة مجلدة منه الى سيدي الوالد المرحوم العلاّمة السيد محمد هادي الصدر .
وكنت يومها أسكن النجف الاشرف حيث أواصل الدرس والبحث في الحوزة العلمية في النجف الأشرف .
وأقضي يومي الخميس والجمعة في بغداد حيث تعطل الدروس في هذين اليومين .
-3 –
وقد أودعت عدة نسخ من الكتاب عند السيد الوالد وقلت له :
هذه أمانة عندكم
-4-
وحين جئت الى بغداد قال لي السيد الوالد لقد أهديتُ النسخة التي اعطيتنيها لصديقي الشيخ احمد الذي زارنا قادما من كربلاء ، فاعطني نسخة أخرى بدلا عنها
قلت :
هناك عدة نسخ من الكتاب وهي تحت يدكم ، فلماذا لم تقدموا له نسخة منها ؟
قال :
انك قد قلتَ لي :
انها أمانةٌ عندك
-5-
انّ الولد وما ملك لأبيه ، ولكن السيد الوالد – رحمه الله تعالى – أبى إلاّ انْ يكون « الأمين « الذي لا يتصرف حتى بما هو ملك لولده حفاظاً على الأمانة ، وهذا درس أخلاقي مهم للغاية .
نسأله تعالى ان نكون وايّاكم من الأمناء على ديننا والقيم المقدسة كلها .