تأنيث المذكر وتذكير المؤنث
علي اليساري
في العربية الفاظ دالة بذاتها على مؤنث دون الحاجة الى علامة من علامات التأنيث الثلاثة مثل ( حامل ومرضع وحائض ) فلا يقال ( حاملة ومرضعة وحائضة )
لاننا لم نر يوما رجلا حاملا او مرضعا او حائضا والعياذ بالله العزيز الجليل !
لكن اللافت ان ( مرضع) وردت في القرآن الكريم مؤنثةً بالتاء
(يوم ترونها تذهل كل <مرضعةٍ > عما ارضعت وتضع كل ذات حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) مما جعل المفسرين يقعون في حيص بيص ويتبارون في التأويل ليجدوا مخرجاً ينفذون منه الى علةٍ اوجبت وضع تاء المؤنث في ( مرضعة )! اما الفعل( تمخض) فقد استعارته وسائل الاعلام المختلفة للدلالة على الولادة وما يرافقها من تقلصات في الرحم وصراخ وحشرجة روح ونزيف قبل ان ينزلق الوليد المنتظر !!
فيقال: تمخض الاجتماع عن تفاهمات حول مصير البلاد والعباد
او تمخضت ( القمة ) عن قرارات ستبقى حبراً على وريقات
ومع ذلك ولان الجبل ( مذكر ) لفظاً وليس له مؤنث من جنسه فهو مضطر لان يتمخض ويضع نفسه بين يدي القابلة المأذونة
لنرى ولادة معجزة كبرى
ولكن الذي نخشاه ويلقي الروع في قلوب الخلق بعد طول انتظار ان:
يتمخض الجبل فيلدَ فأراً