الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الطبعة الثانية .. نبض الصحافة الحقيقي

بواسطة azzaman

الطبعة الثانية .. نبض الصحافة الحقيقي

زيد الحلي

 

لم يكن صباح  يوم الخميس ، يوم عادياً بالنسبة لقرّاء الصحافة الورقية، ولا بالنسبة لمن خبر دهاليز المهنة وأروقتها منذ عقود. فعودة جريدة الزمان إلى إصدار طبعة ثانية ، أعادت إلينا شعوراً قديماً افتقدناه منذ العام 2003؛ شعور الصحفي الذي يترقب خبراً عاجلاً، ونافذةً ورقية ثانية تهبُّ منها ريح المتابعة الحية..

إن (الطبعة الثانية) ليست مجرد نسخة إضافية من الجريدة، بل هي فلسفة مهنية كاملة، تؤكد أن الصحافة الورقية ما زالت قادرة على التنفس في زمن السرعة، وأن هناك عقلاً تحريرياً يتابع، يرصد، ويحرص على أن يبقى القارئ في صلب الحدث.

قبل عقدين وأكثر، كانت الطبعة الثانية في الصحف العراقية والعربية علامةً على حياة الخبر واشتداد الحراك السياسي والأمني والثقافي. بل كانت إحدى سمات الزمن الصحفي الجميل، يوم كان الصحفيون يبيتون في مطابع الصحف، وهدير المكائن  لا يهدأ، استعداداً لأي خبر قد يفرض طبعة جديدة. ومع دخول وسائل التواصل وهيمنتها على تداول المعلومة اللحظية، تراجع هذا العرف، حتى غاب تماماً عن الصحافة العراقية.

لكن اليوم، تفاجئنا جريدة الزمان، بقرارها الجريء الذي يعيد لهذا العرف المجيد روحَه.

إن إصدار طبعة ثانية في هذا التوقيت، لا يعني ملاحقة خبر عاجل فحسب، بل يعني: أن (الزمان) ما زالت تمتلك روح المتابعة الحية

روح الصحافة التي لا تكتفي بـ»واجب النشر»، بل تسعى لالتقاط المتغيرات فور وقوعها..

و أن هيئة التحرير تعمل بعقل صحفي يقظ ؛ فقرار كهذا يحتاج إلى فريق يملك حسّاً أخبارياً مرتفعاً، وقراءة للمشهد، واستعداداً للعمل خارج المألوف.. 

أن الصحافة الورقية ما تزال قادرة على التفاعل، فالطبعة الثانية تعني أن الجريدة ليست وثيقة صامتة، بل كائن حي يتنفس مع لحظات  الوطن ..

أنها دعوة صامتة لإحياء قيم مهنية نشتاق إليها..

قيم السهر، والمطابع، والتحرير الدؤوب، واللحاق بالقارئ قبل أن يذهب إلى منصات أخرى.. 

هذه الخطوة تستحق التثمين العالي من الوسط الصحفي، فهي ليست عودة لتقليد مهني فحسب، بل هي إعلان عن هوية: هوية صحيفة تؤمن بأن الخبر لا يموت، وأن القارئ يستحق أن يرى تطورات يومه مطبوعة بأمانة ودقة ومسؤولية...

تحية كبيرة إلى رئاسة تحرير الزمان، وإلى هيئة التحرير التي أعادت إلى مهنة الصحافة لمسة من ذلك الزمن الذي تعلمنا فيه أن الجريدة ليست (ورقا)، بل ضميراً يومياً للناس، ومرآة نزيهة للأحداث..

ومباركٌ لنا ، نحن أبناء المهنة ، أن نجد من يعيد إشعال هذا المصباح الذي ظنناه انطفأ إلى الأبد

 

 

 


مشاهدات 63
الكاتب زيد الحلي
أضيف 2025/11/15 - 1:19 AM
آخر تحديث 2025/11/15 - 2:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 103 الشهر 10409 الكلي 12571912
الوقت الآن
السبت 2025/11/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير