ميسي لبس البشت ورونالدو سعودي .. نحن أين ؟

نصير الزيدي

تبقى الشهرة وتسليط الأضواء على الأحداث عاملاً مهمًا في الوصول إلى الأهداف وتنفيذ البرامج المخططة، فيما يبقى التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى هو العصب الأساس لأي نجاح، أو ما نُسميه عندنا بـ»الخطة الخمسية».

لقد نجحت دولة قطر في تنظيم عشرات البطولات الآسيوية والعالمية، وكان ذروة نجاحها تنظيم كأس العالم 2022، الحدث الرياضي الأبرز في التاريخ الحديث. وقد شاهدنا جميعًا روعة الختام حين تُوّج المنتخب الأرجنتيني باللقب بعد نهائي مثير أمام فرنسا، وارتدى ليونيل ميسي البشت القطري لحظة التتويج، في مشهد رمزي عبّر عن إرث قطر وهويتها الثقافية من خلال أسطورة كروية عالمية.

أما المملكة العربية السعودية، فقد حظيت بشرف تنظيم كأس العالم 2034، بعد أن رسخت مكانتها الرياضية من خلال دوري روشن الذي أصبح ضمن أفضل ثمانية دوريات في العالم، وجمع نخبة نجوم الكرة يتقدمهم كريستيانو رونالدو الذي أعلن في احتفالية خاصة أنه «سعودي»، في إشارة رمزية إلى مدى اندماجه بالمشروع الرياضي السعودي الطموح.

ويبقى السؤال: أين نحن من كل هذا؟

العراق، الرقم الصعب في آسيا والعرب خلال ثمانينيات القرن الماضي، بات اليوم بعيدًا جدًا عن دائرة الأضواء، بعد أن غاب التخطيط وغابت الخطط الخمسية. وأصبحنا نبحث عن فرصة ملحق رابع أو خامس كما يبحث طلاب السادس الإعدادي عن «دور ثالث»!

الأسباب معروفة ومشخّصة منذ زمن: ضعف دوري النخبة، إهمال الفئات العمرية، ابتعاد الكفاءات الحقيقية عن الساحة الرياضية، وترك المجال لمن لا يملكون الرؤية الرياضية ولا روح التطوير.

إنها دعوة صريحة من منبر جريدة الزمان الرياضي إلى جميع المعنيين، للوقوف صفًا واحدًا من أجل استعادة أمجاد الثمانينيات، كي نرى يومًا ما ميسي ورونالدو معًا في بغداد.