حول مراحل صدور الدستور العراقي

قاسم المعمار

من جدل علم النفس استجلاء ملامح البشر الظاهرية كي تكون موضوع مدخل الى ولوج الذات ومكنوناتها العضوية والتي تنعكس سلبياً أو ايجابياً على ملامح صاحبها ويا لها من روعة حينما تأتي الايجابية الفسلجية متناسقة منسجمة مؤثرة في فاعليتها لدى متلقيها، سماعاً أو قراءة أو مشاهدة، كما هي المعروفة اليوم بالسمعية والمقروءة والمرئية، وهذا فيه بل جامعاً للاحاسيس والمشاعر التبادلية اتجاه المبعوث من اللاقي نحو المتلقي بروحية طيبة بعيداً عن الثرثرة والتطرف والتهميش والاملائية الفارغة بل العكس قوة التعبير والاقناع واحترام الرأي الاخر حتى وان كانت هناك تناقضات لا سمح الله بل الصدقية والمصدر الموثوف بالتاريخ والاسم والحدث وهذا يرسم لنا الصورة المؤطرة لكثير من حياة وجزئيات مجتمعنا العراقي خاصة في العصر الحديث. هذا فعلا ما وجدته كمتابع وصحفي منذ بداية السبعينات ولازلت احترم اساتذتي وزملائي واصدقائي واخذ عنهم كل شيء استفيد منه في دعم وتطوير خبرتي الاعلامية. وهذا اليوم ما اجده وبفخر واعتزاز في المتابعات التوثيقية المتنوعة لسرديات استاذنا الفاضل حسن الياسري الذي اغنانا معرفة دقيقة لحيثيات المواضيع المطروحة في جريدتنا (الزمان) فهي كثيرة ومتواصلة ومنها على سبيل المثال ما كتبه حول تشريعات الاحوال المدنية في العراق حيث تأتي اليوم اطلالة الاستاذ حسن الياسري الموسومة بـ (العراق بين عهدين مائة عام على صدور الدستور العراقي بمقارنة).

 أول وثيقة دستورية مدنية في الدولة العراقية وفي ظل ظروف سياسية وتاريخية مغايرة تماماً لتلك التي احاطت بدستور (2005)م وذلك بأجراء مقارنات تحليلة بالتركيز على خمسة محاور أوجدها تتعلق اولهما: شكل الحكم.

ثانيهما: الدستورية لكلا المرحلتين المذكورتين أنفاً.

حقوق وحريات

ثالثهماً: الادارة والفدرالية.

رابعهما والخامسة: تتعلقان بالحقوق والحريات واستقلالية القضاء.

هذا العرض المسهب الموثق نستشف منه الغروقات الكبيرة ما بين التشريع والتنفيذ لما ورد في بنود الدستوريين ومديات التطبيق في الاخفاق والنجاح والفسحة الديمقراطية لعملية البناء الجديد، في الشورى ومنح الصلاحيات التشريعية والتنفيذية والقضائية في الدستور لعام 2005م.في حقيقة الامر أكون طامعاً بأن القادم من لدن هذا الرجل المعطاء المزيد من هكذا دراسات صحفية يغدق بها للمتلقين المتابعين لمسيرة تاريخ عراقنا الحبيب منذ مجيء الاسرة الهاشمية بداية العشرينات بتتويج فيصل الاول ملكاً على العراق ومسارات النهضة المدنية والعسكرية والحضارية التي شهدها عراقنا لتلك المرحلة البداية النشوء تأسيساً.