الإعلام شريك بالفوز والخسارة
هشام السلمان
تعتمد البلدان الراقية والمتقدمة على الاعلام بشكل اساسي في الترويج وتسليط الاضواء على فعالياتها ونشاطاتها , ليست الرياضية فحسب وانما في شتى الاهتمامات الاخرى الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفنية , وتلك نظرة متقدمة للاعلام اجدها تختلف من بلد لاخر وفقا للانظمة السياسية المتواجدة في كل بلد . ولكن على العموم , يفترض ان تكون الرياضة حتى في اعلامها بعيدة عن التسييس , اذا ما اردنا اعلاما ناضجا واعيا ويعرف ماذا يريد والى اين يصل. للاسف الاعلام في اغلب البلاد العربية تحكمه ضغوطات الحكومة وتُسير اتجاهاته رغبات واهواء المتنفذين والمقربين من اصحاب القرار الحكومي , ولهذا نجد هناك تخلف كبير في اعلام العرب مقارنة بما وصلت اليه عملية صناعة الاعلام في اوربا وامريكا , ولا اقصد هنا ان ذلك التخلف سببه التقدم التقني او الفوارق الفنية والايدي العاملة في الاعلام من الفنيين الماهرين , وانما المقصود النظرة القاصرة للاعلام التي تعيشها بعض بلدان العرب وعدم الاعتراف باهمية الاعلام عند الانتكاسات والخسارات التي تتعرض لها الرياضة العربية او المحلية. للاسف في بلدان عربية تنفق الملايين , بل المليارات من الدنانير (حسب القيمة النقدية للدينار في كل بلد ) على مشاركات اسيوية او عربية او حتى اقليمية ولايحصدون منها سوى فوز هنا او هناك وربما وسام فضي او برونزي ويبقى الوسام الذهبي حلم لاتطاله ساعات اليقظة , ومع كل هذا يظهر لك في - غفلة - من يتغنى بما جلبته المشاركة - المليارية - ويصف ما تحقق بالانجاز ويطالب الاعلام بالاضواء , وينسى ان الاعلام شريك اساسي في الانجاز الحقيقي وليس المزيف وعندما تصل الحالة الى استفحال (ثقافة غنى المشاركات وفقر الانجازات ) , وهنا يكون الاعلام شريك ايجابي في البحث عن الاسباب والمسببات التي ادت الى الانتكاسات للوقوف على حقيقة ما يحدث من هدر في الاموال وشحة في الانجاز وهذا طبعا مالا يرضاه المسوول الرياضي لانه يدخل في خانة الكشف عن المستور ألستم معي؟