الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العلاف يمتلك أوسع مكتبة شخصية في العراق

بواسطة azzaman

العلاف يمتلك أوسع مكتبة شخصية في العراق

قرن على نشوء ثروة ثقافية تحفل بالآف العناوين  يمتلكها أكاديمي متمرس

 

الموصل - سامر الياس سعيد

قبل بضعة اسابيع وخلال تجوالي بين مواقع  التواصل الاجتماعي (الفيس بوك ) لفتتني صورة نشرها الدكتور ابراهيم العلاف وهو يعتلي درجا للبحث عن كتاب في مكتبته العامرة  الامر الذي دفعني للاستئذان من العلاف للحديث عن مكتبته التي لطالما تحدث عنها في موقعه التواصلي واسهب بابراز عوالمها من الكتب  التي تحتويها  فابرز لي العلاف في اجاباته بان مكتبته اليوم  تحتل ثلاثة غرف في داره في حي النور في مدينة الموصل – العراق  .

خزانات كتب

ومكتبتي عمرها اكثر من ثمانين سنة ، وهو عمري وأقول انها تعود في بذرتها الأولى الى السنة 1925 وهي سنة ولادة والدي واهتمامه بالقراءة وبالتجويد وبالقرآن الكريم وكتب الادب والثقافة وهكذا . وتعرضت المكتبة للانتقال في اكثر من منطقة من مناطق مدينة الموصل فكان  انتقال سكني الأول في محلة رأس الكور ثم في محلة الامام إبراهيم ، ثم في محلة شهر سوق ، ثم في حي الاندلس وأخيرا في حي النور . طبعا لدي خزانات للكتب عمرها 50 سنة واعتز بها واحتفظ وما أزال .كما ان لدي خزانة للكتب في المكتبة المركزية العامة التابعة لمحافظة نينوى وهي خاصة بي ارفدها بين الحين والأخر بالكتب وهي (خزانة إبراهيم العلاف) .

 وبشأن الكتاب الأول الذي يمثل نواة المكتبة استطرد العلاف بالقول انه ورثها عن والده رحمة الله عليه خليل احمد الحامد العلاف ، حيث كانت مكتبة متواضعة فيها قرابة 100 كتاب وكان من ابرز ما عثر عليه العلاف بمكتبة والده  مؤلفات الأستاذ مصطفى صادق الرافعي الكاتب المصري الكبير 1880-1937 وخاصة كتابه (وحي القلم) ويقع في ثلاثة أجزاء وهو بالأصل  مقالات أدبية كان يكتبها في مجلة (الرسالة) للأستاذ احمد حسن الزيات .

كما وجد في مكتبة الوالد –والحديث للدكتور العلاف - كتاب الأستاذ احمد امين (ضحى الإسلام) بثلاثة أجزاء ، وأيضا وجدت كتاب (تاريخ الموصل) للمؤرخ والكاتب والروائي المطران سليمان الصائغ ويقع في ثلاثة أجزاء. وهذه الكتب موجودة في مكتبتي واعتز بها وافتخر فهي واحدة مما أسهمت في تكويني الثقافي عبر السنوات الثمانين الماضية.

وعن عدد الكتب التي تضمها المكتبة اجاب العلاف  بكونه  لم يجري  إحصائية للكتب ، ولكنه استدرك بالقول  انها تحتل ثلاثة غرف في داري واعتقد انها تتجاوز ال 10 آلآف كتاب .في مكتبتي أيضا قرابة 500 أطروحة ورسالة فضلا عن المجلات فلدي اعداد من مجلات عراقية وعربية اكاديمية وثقافية منها مجلة (الهلال)  المصرية ، ومجلة ( آفاق عربية ) ، ومجلة (الثقافة الجديدة) العراقية ومجلة (العربي) الكويتية ومجلة ( بين النهرين) الموصلية –البغدادية . فضلا عن عدد كبير من المجلات الاكاديمية العراقية والعربية منها مجلة(الأستاذ) ومجلة (التربية والعلم) ومجلة ( آداب الرافدين) .

وبشأن فرز الكتب غالبا ما يتم الفرز حسب الحجم ، وحسب الموضوع فلدي جناح لكتب المذكرات ، وجناح لكتب تاريخ العراق المعاصر ، وجناح لكتب فلسطين وجناح لكتب الأردن وسوريا والخليج العربي والاستشراق والادب والدين والفنون والكتب التي تتناول الكورد والقضية الكردية  وكتب فلسفة التاريخ وكتب الفلسفة والصحافة والاقتصاد والفنون والامثال والشعر والرواية والنقد وهكذا .

هيئة تدريسية

وبشان الوقت الذي يقضيه العلاف في مكتبته  قال ا نا الان أستاذ متمرس أي متقاعد بعد خدمة 50 سنة في المدارس والجامعة ولقب أستاذ متمرس يمنح بعد التقاعد لمن يحمل مرتبة الاستاذية (البروفيسورية) ولكن له نشاط علمي اكاديمي بعد الاستاذية ويتمتع بالحقوق والامتيازات ذاتها التي يتمتع بها عضو الهيئة التدريسية في الجامعة. معنى هذا انا اتفرغ وقد لا اغالي ان قلت انني اقضي ساعات طوال في مكتبتي وفي مكتبي في داري المتواضع اقرأ واكتب واعمل على تغذية صفحتي الفيسبوكية ، ومدونتي مدونة الدكتور إبراهيم العلاف وموقعي الفرعي في (الحوار المتمدن ) ويتابعني كثيرون .

وبشأن المنهج ؛ منهج القراءة انا اقرأ واكتب ..طبعا انا لا اكتب الا اعتمادا على ما اقرأ ، ويوميا وضمن بريدي اليومي تصلني كتب ومؤلفات مهداة من مؤلفيها وكلها اكتب عنها ، عروضا ومراجعات واعتبر هذا نوع من الالتزام الأخلاقي فلا يمكن ان يصلني كتاب الا واكتب عنه عرضا او مراجعة  ما عدا ما اراه غير جدير بالكتابة عنه وهذه الحالة قليلة جدا .انا امارس النقد الثقافي وارى ان هذا النقد مهم لأنه أولا يشجع الكتاب ، وثانيا يضيف نوعا من المعرفة للقراء ولطلبة الدراسات العليا وللمهتمين .

ومن مفردات منهجي في القراءة انني اسجل ملاحظات على الكتب في اجندة خاصة اكتب بالقلم ، ولا اغادره ملاحظات حول المؤلف وامتلك اليوم مئات الاجندات او الدفاتر التي ادون فيها ملاحظاتي عن المؤلف او عن الكتاب او عن من كتب في هذا الموضوع من قبل

وبشان سؤالي حول ما تمتلكه المكتبة من كتب نادرة وثمينة اجاب العلاف والله انا لا اعرف ذلك على وجه الدقة ، والسبب ان ما هو نادر عندي ليس نادرا عندك .لدي كتب اعدها نادرة مثلا كل ما كتب عن مدينتي الحبيبة الموصل.

 

 اعده نادرا فكتاب تاريخ الموصل لسليمان الصائغ المطبوع في مصر منذ العشرينات اعده نادرا ، ومؤلفات استاذنا سعيد الديوه جي اعدها نادرة وهكذا . لدي كتب نادرة عن الفلك والفلسفة ومنهجية التاريخ وموسوعة (قصة الحضارة) لديورانت ب(59) مجلدا ومؤلفات الأستاذ عبد الرزاق الحسني ومؤلفات الأستاذ عباس العزاوي فضلا عن كتاب (تاريخ الإسلام ) لحسن إبراهيم حسن وما يتعلق بالوزارات العراقية وعشائر العراق والصحافة العراقية والمصرية والسورية وهكذا .طبعا لدي كتب باللغة الإنكليزية لمعظم من كتب في تاريخ العراق المعاصر من الأجانب .

وحول الكتب التي يوليها اهتماما اوسع قال العلاف  بكونه ينطلق في هذا من دوائر ، وهي دائرة التاريخ المحلي ..اهتم بكتب الموصل والمدن العراقية والعربية فضلا عن الالوية والمحافظات والقرى والنواحي . ثم الدائرة الثانية العراق والدائرة الثالثة الوطن العربي ، والدائرة الرابعة الدول المجاورة والدائرة الخامسة العالم وطبعا هذا على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية .اهتم بكتب التاريخ العثماني وبكتب الصراع العثماني الفارسي  وبكتب تاريخ العراق المعاصر ولدي 70 كتابا مؤلفا وأول كتاب الفته وأصدرته سنة 1982 كان عن (نشأة الصحافة العربية في الموصل ) وآخر كتاب 2025 بعنوان ( تاريخ العراق المعاصر..عرض عام ) .

وحول الكتب الغريبة التي تحمل مضامين ودلالات غير مطروقة افصح العلاف  بان مثل تلك الكتب كثيرة هي الكتب التي تتناول مواضيع غريبة منها مثلا كتب عن الاغتيالات السياسية ، وكتب عن السحر وكتب عن الاحلام وكتب عن الطوابع وكتب عن النقود ، وكتب عن الدسائس في التاريخ  وكتب عن الانقلابات وعن العنف وعن الطائفية والصراع الطائفي . لدي من الكتب كل ما له علاقة بتاريخنا وتاريخ غيرنا ودائما اعود الى هذه الكتب فثمة عوامل غريبة تكمن وراء احداث التاريخ وهناك كتب تتناول ما اهمله المؤرخون وانا مهتم بالتاريخ واعرف فوائده واضراره ولي في كل هذا مقالات .

كتبت عن الاقصاء والاجتثاث والفصل والطرد واسقاط الجنسية والرشوة والفساد في تاريخ العراق المعاصر وعبر فتراته وعهوده والقصد هو ان نتعظ ونعتبر ولكن كما يقول الفيلسوف والمؤرخ الألماني هيغل :» ان الدرس الذي نتعلمه من التاريخ هو ان لا نتعلم ابدا « .

ويصف اقسى ايام المكتبة  التي مرت به بالاشارة  الى  سيطرة عناصر داعش على مدينتي الموصل الحبيبة 2014-2017  كتبت والتزمت بشعار (بيتك قبرك) وبقيت ارزح لكني ابتعدت   عن هذه العناصر وكان السبب كما تعرف ذلك زوجتي الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي ، وهي مؤرخة متخصصة بالتاريخ العباسي هو انني لو خرجت لاستولوا على داري واحرقوا مكتبتي بمعنى انهم احرقوا روحي وتاريخي وهذا ما لم اكن اقبله ابدا وقد تحدثت عن هذا عندما  ذهبت ووجدت المكتبة المركزية لجامعة الموصل محروقة فحيثما تحرق الكتب يحرق الانسان كما يقولون .

ويتيح العلاف  المكتبة امام الباحثين وطلبة الدراسات العليا من خلال نظام يعتمده في رفد تلك النخبة بالكتب والمصادر التي يحتاجونها  فيقول  أشرفتُ على عدد كبير من طلبة الدراسات العليا وانجزنا رسائل واطروحات متميزة والحمد لله وطلبتي اليوم يتبوأون مواقع الوزارة وعمادة الكليات  وأساتذة في الجامعات والمدارس وانا ما زلت اقدم الاستشارات لمن يطلبها من الباحثين وطلبة الدراسات العليا والمهتمين بوسائل عديدة في العراق وخارجه واصور لهم بعض الكتب وبعض الصفحات وانصح واوجه وكثيرا من مقالاتي تحولت الى رسائل واطروحات واقدم لكثيرين منهم ما لدي من الكتب والمصادر واتفاجأ احيانا بغياب بعض الكتب واتذكر انها عند فلان واطلب منه اعادتها فيعتذر  ويقول انه مجنون ان اعادها ، فأضحك وأقول له  ومجنون من  يعير كتابا ونضحك وينتهي الامر عند هذا .تصور احتجت الى كتاب فطلبت من الأخ الذي اخذه مني ان يصور لي نسخة منه . ودائما اردد ان زكاة العلم نشره ، واطلب من الجميع ان يقرأوا فمن لا يقرأ يتعفن .


مشاهدات 53
أضيف 2025/10/19 - 2:49 PM
آخر تحديث 2025/10/20 - 2:11 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 75 الشهر 13088 الكلي 12152943
الوقت الآن
الإثنين 2025/10/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير