السلوك والسباق الانتخابي
جواد العطار
حققت الانتخابات التشريعية الماضية عام 2021 نجاحا كبيرا اعترفت به كل القوى المشاركة الخاسرة قبل الرابحة ، ونالت ثقة ودعم المجتمع الدولي والمنظمة الاممية ، وهذا ما نرجوه للانتخابات المقبلة مع بدأ انطلاق الحملات والسباق الانتخابي في العراق.
ولعل اكثر ما كان يميز الانتخابات الماضية هو ( مدونة السلوك الانتخابي ) التي وقعتها المفوضية العليا للانتخابات انذاك بحضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وممثلي مختلف القوى السياسية ، والتي تضمنت: القواعد التي تؤطر العملية الانتخابية والواجب الالتزام بها من قبل الأحزاب السياسية العراقية خلال العملية الانتخابية ، ومن أجل الحفاظ على سلامتها ونزاهتها وإجرائها بشكل سليم ، حيث أكدت المدونة على تجنب الصراعات وزيادة الدعم الجماهيري للممارسة الانتخابية ، وحماية المرشحين وتكافؤ الفرص؛ وهو الاهم. واحترام الدستور واللوائح القانونية وايجاد بيئة انتخابية آمنة ومستقرة ، ومنع الظواهر السلبية كتوظيف المال السياسي وترهيب الناخبين والتلاعب بالبطاقات الانتخابية ، مع الالتزام بقبول نتائج الانتخابات النهائية مهما كانت على ان تعلن النتائج الاولية باسرع وقت... وهو ما جرى بالضبط وانتج انتخابات ناجحة بكافة المقاييس رغم قلة نسب المشاركة الجماهيرية فيها.
واليوم ، نحن بحاجة ماسة الى الالتزام بهذه المدونة والسير على نهجها وتفعيل بنودها من المرشحين والقوى السياسية قبل المفوضية ، والاخيرة تتحمل مسؤولية المراقبة والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة طيلة الحملات الانتخابية دون تعسف او ظلم لمرشح ، مع الالتزام باعلان النتائج الاولية بعد اغلاق صناديق الاقتراع بشفافية وخلال 24 ساعة... وقد يكون هذا الالتزام فرصة كبيرة لإجراء انتخابات نزيهة لا يلوثها اي شائب او طعن في مصداقيتها والقانون الانتخابي ومدونة السلوك والدستور هو الحكم والفيصل في صحة كل اجراء.