بغداد تكرّم عبد الواحد لؤلؤة
مؤتمر المأمون يوصي بحفظ إرث مدرسة الترجمة
بغداد - عبد اللطيف الموسوي
خرج مؤتمر الترجمة العلمي السابع الذي أقامته دار المأمون للترجمة والنشر بعدد من التوصيات المهمة جاء في مقدمتها ضرورة تكثيف اشتغال الترجمة على بغداد لحفظ الإرث التاريخي العميق لمدرسة بغداد للترجمة.وتضمن البيان الختامي للمؤتمر، الذي عقد تحت شعار (بغداد وجهة العالم) مجموعة من توصيات المؤتمر من بينها تكثيف اشتغال الترجمة على بغداد لحفظ الإرث التاريخي العميق لمدرسة بغداد للترجمة، وضرورة الانتباه للوجه الخفي للصراع بشأن تراث العراق، مما يتطلب صياغة مشروع علم آثار سيادي ونهضة ثقافية وطنية، وتبني المقاربات العملية والنظرية والدراسات الحديثة في الترجمة وتأثيرات التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لإحداث تحول نوعي في أداء مؤسسات الترجمة الحكومية من خلال تعميق البحوث الخاصة بالحوكمة الرقمية، والسعي لتعلم المصطلحات الجديدة وتكوين حصيلة لغوية جيدة. وعقد مؤتمر هذا العام - دورة المترجم والأكاديمي الكبير عبد الواحد لؤلؤة،تقديرًا لمسيرته الثرية في الترجمة والنقد الأدبي، وحضره وكيلا وزارة الثقافة والسياحة والاثار قاسم طاهر السوداني وفاضل محمد البدراني والمستشار الثقافي لرئيس مجلس الوزراء، المدير العام لدائرة الشؤون الثقافية العامة عارف الساعدي ونخبة من الأكاديميين والباحثين والمترجمين والمهتمين بالشأن الثقافي. وجاء عقد المؤتمر الذي أشرفت عليه المدير العام لدار المأمون إشراق عبد العادل، بالتزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني العراقي وأقيم في قاعة شهرزاد بمقر هيئة السياحة التابعة لوزارة الثقافة. وأكد البدراني في كلمة افتتح فيها أعمال المؤتمر أهمية الترجمة في مدّ جسور التواصل بين الثقافات، مشيدًا بما تبذله دار المأمون من جهود لدعم حركة الترجمة وتعزيز الفكر الإنساني واستذكارها رموز الترجمة لديمومة العطاء العلمي والفكري المتنوع. بدورها رحبت عبد العادل في كلمتها بالحضور، مشيرة إلى أن انعقاد المؤتمر الذي جاء أيضًا احتفاء باليوم العالمي للترجمة، يؤكد الهوية التاريخية والمعاصرة لبغداد بكل ما تنطوي عليه من موروث فكري ومعرفي وثقافي.وأضافت أن “احتفاءنا بشخصية عبد الواحد لؤلؤة يؤكد التزامنا بالتواصل مع المترجمين كافة ونتاجاتهم التي تجسّر علاقاتنا مع ثقافات العالم الآخرى والوصول بنا إلى الرسالة الإنسانية الأسمى في الترجمة”، مستعرضة مسيرة الدار في السنوات الأخيرة واستمرار إصداراتها المتنوعة والرصينة شكلاً ومضموناً من الكتب والدوريات بلغات مختلفة . وألقى الكاتب ماجد السامرائي كلمة استذكارية أشاد فيها بعطاء لؤلؤة وإسهاماته المتميزة في ميدان الترجمة والأدب، مشيرًا إلى إرثه المعرفي والإنساني الذي أثرى المكتبة العربية والعالمية ترجمة وتأليفًا في مجالات شتى، إلى جانب مسيرته الأكاديمية الرصينة. ودعا السامرائي دار المأمون ودار الشؤون الثقافية لإعادة طبع نتاجات لؤلؤة عرفانا بجميله وتكريمًا له. وتخلل المؤتمر عرض فيلم وثائقي تناول أبرز محطات مسيرة لؤلؤة وإنجازاته الأكاديمية والإبداعية، مسلطًا الضوء على جهوده في إثراء الحركة الثقافية والترجمية في العراق والعالم العربي.ولؤلؤة (المولود في الموصل 1931 ) مترجم وناقد وأكاديمي عراقي يقيم في انكلترا منذ سنوات عديدة حيث مارس التدريس في جامعة كامبردج. يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية، وصدرت له الكثير من المؤلفات والترجمات، من أبرزها ترجمة أجزاء من (موسوعة المصطلح النقدي)، وترجمة كتاب (الإتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث) للدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي. وحصل على جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة عام 2009 وتضمن المؤتمر جلستين علميتين شارك فيها باحثون عراقيون وعرب وأجانب وأدار الجلسة الأولى التي كان محورها (بغداد والترجمة والسياحة) سعد الحسني، فيما كان محور الجلسة الثانية ( علم الترجمة والتطورات الحديثة) وأدارتها هناء خليف. وفي ختام المؤتمر كرمت دار المأمون أعضاء اللجنة العلمية بدرع المأمون وشهادات تقديرية تثمينا لجهودهم في مراجعة البحوث وإقرارها كما منحت الباحثين وأعضاء اللجنة التحضيرية شهادات تقديرية.