معرض بغداد الدولي للكتاب

أحمد كاظم نصيف

جميل جداً أن يحافظ بلد حضارة وادي الرافدين على إقامة المعارض والمهرجانات والمناسبات الثقافية، بيد أن هذه التظاهرات التي تستقطب ضيوفاً كثر من جنسيات مختلفة، وهي بالضرورة تعكس نمط  الثقافة العراقية السائدة الآن، وتؤدي رسالة حضارية، عليها أن تثّبت النهج الحديث وما وصل إليه العراق من تقدم فكري يرسخ مبدأ إن الجدوى من إقامة هذا المعرض يؤكد على أن العراق الآن يستبق غيره من البلدان في نشر الوعي الحضاري والفكري الجديد. ما حدثت هو على ما يبدو ظاهرة سلبية تفشت واستفحلت، وإن الاساءة لهذا البلد باتت تلفت الانتباه، وهي ما يشبه الخزي والعار حدّ اللعنة، فعند مشاهداتنا لدور العرض العربية المشاركة في المعرض، لاحظنا الاناقة والكياسة والاحترام، مقابل هذا من بعض (تأكيد على بعض) دور النشر العراقية التي لا نعرف منْ المسؤول عن مشاركتها في هذا المحفل الدولي، ومنْ منحها صفة (دار نشر) قدمت ووثقت صوراً عن التراث العراقي الأصيل للأكلات الشعبية (دولمة – برياني) وربما (باميا وتشريب) وهي تستعرض ضيوفها في معرض بغداد الدولي للكتاب! هل هذا المعرض يخص الكتاب، أم هو دعاية لتراث المأكولات العراقية؟ ربما هي دعاية أو دعوة أو خطاب للمسؤولين العراقيين الذين يعهد إليهم إقامة المعارض والمهرجانات والمناسبات التي بحمد الله كثرت وتشعبت وانشطرت، وهي تطل علينا بوقت مناسب أو بدونه، فهذا وذاك يقيم مهرجاناً لمدينة، ومؤتمراً للمثقفين ويدعو إليه أديبات جداً.

أ ليس لهؤلاء ومن على شاكلتهم من عقوبة رادعة تمنعهم من الاساءة للعراق وثقافته وتراثه وتاريخه وللذوق العام؟

أم يتحول معرض بغداد الدولي للكتاب إلى معرض (الدولمة العراقية) ولا يهون البرياني؟ أو مدننا الجميلة إلى مرتع لمن عاثوا فساداً في وقت غابر!