بين الإتحاد والنقابة

لطيف القصاب

في أواخر أيام العلامة علي الوردي، وعندما بلغ (العُضال) الذي توفي فيه أقصى شراسته زاره وفدٌ من إتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين(المقر العام)، فما كان منه رحمه الله إلا أن استقبلهم ببيت شعر شهير لجعفر الحلي يقول فيه :

أتتْ وحياضُ الموت بيني وبينها... وجادت بوصلٍ حيث لا ينفعُ الوصلُ!

وفي هذا البيت كما لا يخفى على لبيب أو (أديب) خزّان أسى يموج بعتاب مرير؛ ذلك أن الإتحاد كما هو المستفاد من سيرته العطرة أكبر من أن يكون مدافعا عن حقوق المنتسبين إليه، أو مواسيًا، او عائدًا فحسب كما هو الحال في العمل النقابي بوجه عام!

إن من حقّ إتحاد الجواهري (المؤسَّس) عام 1959 بإرادة (جمهورية) أن يغدو  (مؤسسة) موازية أو شبيهةً بالمجلس الأعلى للرعاية والفنون، أو المجلس الأعلى للثقافة في جمهورية مصر العربية، فيدافع عن أعضائه، والمنتمين إليه بمقدار دفاعه عن وجه الوطن، وقسمات الأدب والفكر فيه، وأن يكون له حضورٌ يتعدى الرمزيّة و( الأتكيت) بملاحظة أنّه إتحاد للأدباء كما هو إتحاد للكتّاب أيضًا! وفي ذلك (هنا) إشارة لما أروم بيانه بهذا الصدد، وثمة مناسبة (هناك) لتكملة الإشارة بتمام العبارة...

قبل أيام من هذا التاريخ احتفى (إتحادنا) بعلّامة العراق مهدي المخزومي رحمه الله، لكن الذي جرى في ساحة الأندلس يرقى لكي يوصف بمجزرة لغوية على حدّ تعبير بعض الحاضرين من الأدباء الأكاديميين، ولو كان المخزومي المحتفى به حيًّا لكان له موقف تاريخي من ذلك الغثاء...

 وقبل يومين كتبتُ منشورًا على صفحتي الشخصية بـ (الفيس بوك) هو عبارة عن مناشدة لـ (رئاسة الإتحاد) بمنع (الأديب) الذي لا يجيد العربية من اعتلاء منصّة الإتحاد حفظًا لحرمة المكان على غرار ما فعله رئيس فرع النجف ( فارس حرام) قبل أعوام! وهو الأمر الذي لم يؤازرني عليه ألبتة أي (عضو) في الإتحاد ( المقر العام) على الرغم من أن كثيرًا منهم أصدقاء لي كما أظن في العالمين الواقعي والافتراضي...

بالمناسبة كتبتُ كلمة (الإتحاد) بإثبات همزة (الوصل)؛ لأن القاعدة اللغوية تقضي بتمييز (المختلف)، وعليه فلا تُحذف همزةُ الوصل من أسماء (الأعلام) مثل:

يوم الإثنين، ومؤسسة (الإتحاد)...