الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نبوءة حسن أبو الدهين ... ابن العزيزة اشترى وابن البايرة ضل

بواسطة azzaman

نبوءة حسن أبو الدهين ... ابن العزيزة اشترى وابن البايرة ضل

أحمد جاسم ألزبيدي

 

مدينتا الجميلة المحاويل التي يعشقها كل من زارها لطيبة وكرم أهلها لايفرقهم مذهب او عقيدة ، مسالمين تزدحدم مقاهيا كل عصر وتسمع نغمات زار الطاولي وايقاع الدمينو ورتابة ايقاعات الجايجي بنعلبكيات واستكانات الشاي التي يجيدونها بمهارة عالية كي تطرب الجالسين اما حديثي اليوم ليس عن المقاهي او طيبة اهل المحاويل بل عن شخصية اعتبرها فذة في تسويق بضاعتها الا وهو علي أبو الدهين حين كان يتجول في حالراتنا ويصيح بصوت عال :

ابن العزيزة اشترى وابن البايرة ضل -

هذه الإشارة وهذا الشعار يربك نساء المحلة او الحي وتتسارع بعض النساء لشراء الدهين لاولادهن وتختفي بعض النساء وراء أبواب الدار خشية ان تراهن الاخريات وتستعيبها  وهكذا كان يزور مدينتنا بين فترة وأخرى وبعض النساء تزعل على زوجها لانه لم يترك لها مبلغا لشراء الدهين لابنها وتخشى ان تلقب بالبايرة الموضوع هل صحت نبوءة حسن أبو الدهين في عراقنا بحيث يختار ابن العزيزة الغبي ويتمتع بالدهين ويعين سفيرا وابن المسكينة البايره يستبعد من السفارات فقط لانه ابن البايره

ابن العزيزة اشترى… وابن البايرة ضل !

المحاويل، مدينتنا الجميلة، التي يعرفها كل من زارها بطيبة أهلها وكرمهم، لم تكن تعرف التفرقة لا في مذهب ولا في عرق او عقيدة. مقاهيها كانت تعج عصرًا بأصوات الزهّاد واللاعبين: زار الطاولة، صدى أحجار الدومينو، ورتابة صوت "الجايجي" وهو يوزع الاستكانات على الجالسين وكأنه قائد أوركسترا محلية.

لكن حديثي اليوم ليس عن المقاهي ولا عن شاي المحاويل المعتق الذي يليق بمقام الوزراء لو ذاقوه، بل عن شخصية ظلّت علامة مسجلة في شوارعنا: حسن أبو الدهين. كان يتجول في الحارات مرددًا شعاره الذي أرّق نساء المحلة:

!" - "أبن العزيزة اشترى… وابن البايره ضل

صوته لم يكن مجرد دعاية لبيع "الدهين"، بل كان مثل إنذار اجتماعي:

فكانت الكلمة تهزّ قلوب النساء أكثر من موعظة خطيب الجمعة. من تشتري "الدهين" لولدها تُرفع رأسًا، ومن لم تستطع تغلق بابها خشيت أن يوسم ابنها بـ" ابن  البايره ".

من شعار الدهين إلى شعار الدولة

واليوم، يا سادة، يبدو أن نبوءة حسن أبو الدهين تحققت على مستوى العراق كله! صار "ابن العزيزة" هو صاحب المنصب، السفير، الوزير، وحتى النائب الذي لا يعرف موقع محافظة البصرة على الخريطة. بينما "ابن البايرة" مهما كان نابغًا أو نظيف اليد، يظلّ واقفًا خلف الباب ينتظر فرصة لن تأتي.

ابن العزيزة: يحصل على منصب مدير عام، لأنه فقط ابن أخ الوزير، حتى لو لم يقرأ في حياته إلا قائمة مطعم.

ابن العزيزة: يقود مشروعًا استراتيجيًا، بينما مشروعه الوحيد في حياته كان "جمع الطوابع".

أما ابن البايرة؟ فيُقال له: "أصبر… نصيبك بالدنيا قليل، يمكن يجيك بالآخرة أفضل !".

فالفساد ينام قرير العين ما دام ابن العزيزة فوق القانون، والمجرم يخرج من المحكمة بابتسامة عريضة لأن والده "حاميها". أما الفقير، فيكفي أن يسرق باكيت كلينكس ليدخل السجن، بينما غيره يسرق النفط والوزارات ولا أحد يجرؤ أن يسأله: "من أين لك هذا؟ "

 

ابن العزيزة سفير… وابن البايرة طابور بطالة!

اليوم، يبدو أن العراق كله يعيش تحت شعار علي أبو الدهين. فالبلد لا يُدار بالقوانين ولا بالكفاءات، بل بأصل الزوجة: إن كنت ابن العزيزة فأمامك الأبواب مفتوحة، وإن كنت ابن البايرة فابقَ خلف الطابور، فالفرص ليست لك.

 

لأبن العزيزة… VIPبطاقة  

يُعين سفيرًا وهو لا يفرق بين باريس وبرطلة.

تُفتح له البنوك كأنها حصالة بيتية.

يدخل مجلس النواب وكأنه في نزهة عائلية.

ابن البايرة… "ضل"!

يحمل الشهادات العليا ويبيع الشاي على الرصيف.

يقدّم طلب وظيفة فيُقال له: "المكان محجوز".

يترشح لمناصب فيُقصى لأنه "ما عنده ظهر".

ابن البايرة في عراق اليوم لا يعاقَب على ضعفه، بل على نسبه. يُحكم عليه بالحرمان منذ لحظة الولادة، لا لأنه فاشل، بل لأنه لم يُولد من "العزيزة".

قانون الوراثة السياسية

صار الفساد يتعامل مع البلد كما يتعامل الأب مع ميراث البيت: الطابق العلوي للابن المدلل (ابن العزيزة)، والباقي للريح. أمّا أولاد الزوجة الثانية، فمصيرهم إما الهجرة أو البطالة، وإلا لقبهم التاريخ بـ"ظلّوا وراء الباب ".

ويبقى الشعار أبن العزيزة اشترى وأبن البايره ضل


مشاهدات 36
الكاتب أحمد جاسم ألزبيدي
أضيف 2025/09/13 - 2:24 PM
آخر تحديث 2025/09/14 - 3:58 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 106 الشهر 9425 الكلي 11927298
الوقت الآن
الأحد 2025/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير