الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا لانولي المثقفين والمفكرين الاهمية؟


لماذا لانولي المثقفين والمفكرين الاهمية؟

 

شاكر كريم عبد

 

الغرب يولي العلماء والادباء وذوي الاختصارات النادرة أهمية بالغة لانه يدرك اهميتهم ويعي النفع الذي يدر من خلال وجودهم على مجتمعاتهم ولذلك يوفر لهم فرص كبيرة ومتنوعه

في عالمنا يجدون العكس تماما ورغم ذلك فلا يعجز أن ينفع هؤلاء العلماء بلدانهم بالحد الادنى.

للاسف الشديد تعيش الامة اليوم مرحلة حرجة من تاريخها وهي على مفترق طرق فإما تكون أو لاتكون

نتيجة انشغالنا الزائد بالدنيا و مغرياتها

ودائما تعتمد الأمم في نهضتها وتقدمها على النخب الواعية من العلماء والمثقفين والمفكرين وغيرهم من أبنائها وما يقومون به من ادوار وواجبات وخدمات جليلة ونافعة من اجل مجتمعاتهم، يبحثون عن الطريق الموصل إلى عودة الأمة ومكانتها إلى السيادة والريادة وإنقاذها من واقع الذل والهوان والمثقف هو واحد من أفراد المجتمع لكنه ممتلئ بالطموحات والآمال لتقدم وطنه لما يملكه من نظرة ثاقبة في تحليل الأمور والأحداث وتوقع نتائجها المستقبلية أحيانا. معتمدا في ذلك على ما تراكم لديه من تجارب وأحداث ومعرفة، إضافة إلى قدرته على البحث والاطلاع وما يحمله لوطنه وللناس من محبة واحترام. والمثقف الواعي لايقوم بأي عمل فيه إضرار بالشعب أو الوطن أو الدين. ولهذا أدركت الأمم دور المثقف الواعي والصادق الانتماء في حياة المجتمع، فازدهرت المجتمعات والأمم بناء على اهتمامها ورعايتها لمثقفيها. ومنهم من اضطهد المثقفين والمفكرين والعلماء ولم يستفد من خبراتهم وقدراتهم على إبراز مالديهم من آراء وأفكار وتجارب نافعة بل قتل من قتل منهم وهجر من هجر وأقصي من أقصي.

والمثقف الواعي و الصادق هو من يحرص على ان يجعل ولاؤه دائما لوطنه ولشعبه وان يشجع على ان يكون امن وطنه وحريته مكفولة له ولجميع أفراد المجتمع وان لايبث الفرقة والخلافات والضغينة بين أبناء المجتمع وإنما يبث روح المحبة والأخوة والتسامح بين الجميع لأنه يعرف أكثر من غيره ان هكذا روح ايجابية تجعل الأوطان أكثر أمنا واستقرارا وتقدما وازدهارا. وهو الذي يدرك ان وطنه مستهدف من الإرهاب وأصحاب الفتن وان يكون في مستوى المسؤولية وان يواجه الإشاعات والفتن وان يشخص الأخطاء التي يمارسها الآخرين لأنه قادر على كتابة ومناقشة الأمور العامة والخاصة التي من شانها تؤدي إلى رفعة وعلو الوطن وان لايسخر ثقافته وعلومه وأفكاره في خدمة أعداء الوطن والشعب. نحن اليوم بأمس الحاجة للمثقف الملتزم، صاحب الضمير الحي، العقلاني.

فالحرية العلمية التي يلقاها العقل العربي المهاجر في بلد المهجر تشجعه على البقاء ونسيان وطنه وأمته فقد أصدر الكونغرس الأميركي تشريعاً في عام 2000 يحمل اسم (موارد تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين والزعامة التجارية) يهدف إلى المساعدة على تمتع الولايات المتحدة بالتفوق التكنولوجي بواسطة منح أفضلية للأجانب حاملي الشهادات العليا في الرياضيات والعلوم والهندسة والتكنولوجيا. وكان حصاد هذا التشريع أن ازدادت بطاقات الإقامة للخريجين الأجانب في مجالات التكنولوجيا المتطورة من 90 ألفا في العام إلى 210 آلاف

علما ان اغلب العلماء والعقول التي أشار إليها تشريع الكونغرس الأمريكي هم من العرب فمتى تدرك بلداننا العربية أهمية المحافظة على عقول أبنائها وحماية أدمغتهم من النزيف، وتستثمر رؤوس أموالها البشرية في عمليات التنمية لصالح أمتهم وأوطانهم؟!


مشاهدات 52
الكاتب شاكر كريم عبد
أضيف 2025/12/08 - 1:29 AM
آخر تحديث 2025/12/08 - 2:37 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 106 الشهر 5436 الكلي 12789341
الوقت الآن
الإثنين 2025/12/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير