المياه من الوفرة الى الندرة
محمد بهجت ثامر
عرف العراق بوفرة مياهه منذ القدم حتى سمي بلاد ما بين النهرين اذ يخترق نهرا دجلة والفرات العراق من الشمال إلى الجنوب، وهذان النهران يمثلان هوية هذه الرقعة الجغرافية عبر التاريخ فهما الشريان الرئيسي لأرض السواد وكان لهما الدور الأساس في نشأة أول المراكز الحضارية في العالم، على يد السومريين والأكديين والآشوريين والبابليين ومن بين ما قدّمته حضارة بلاد ما بين النهرين، اختراع السومريين أنظمة الري والتي اسهمت بزيارة الأراضي الزراعية مما ساعدت في بناء الحضارة الأولى في بلاد الرافدين ، لكن للأسف هذان النهران مهددان بالزوال عام 2040 اذ نشير التقارير الأممية الى انخفاض مناسيبهما الى ادنى مستوى منذ عقود بسب التغيرات المناخية ، يمكن تعريف ندرة المياه على أنها عدم وجود كمية كافية من المياه، أو عدم القدرة على الوصول إلى إمدادات المياه الآمنة لأغراض استخدامها للاستخدام البشري ، الزراعة ، الصناعة وشتى أنواع الاستخدامات الاخرى .ازمة الندرة في العراق يمكن تشخيصها بثلاث أسباب رئيسة تاثره بالتغيرات المناخية اذ يعد واحد من خمسة دول الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية حسب تقارير الأمم المتحدة ،وسياسات دول المنبع والتي احكمت الطوق تدريجياً على نهري دجلة والفرات عبر سلسة من السدود نفذت على مراحل منذ تسعينيات القرن الماضي وأخيراً عدم وجود إدارة مائية رشيدة لذلك لابد من الاستخدام الأمثل للمياه في شتى القطاعات وترسيخ ثقافة الترشيد فعمر المورد المائي مهما طال قصير، و يُفترض أن يُستغل في صناعة مستقبلٍ آمن، بدلاً من حاضرٍ باذخ ومن ثم صعوبة توفير الغذاء للاجيال القادمة.