جفاف بحر النجف خطر جديد يهدد التنوع الإحيائي
مواطنون لـ (الزمان): العراق يحتاج إلى تدخل الخبراء لمعالجة ملف المياه
بغداد - ابتهال العربي
النجف - سعدون الجابري
وصف مواطنون الوضع المائي بالازمة الكبيرة والمقلقة٬ مؤكدين دخول العراق مرحلة ندرة المياه. ودعا مواطنون من بغداد عبر (الزمان) امس الى (فسح المجال امام الخبراء في المياه والبيئة للمشاركة في مواجهة الازمة٬ ومعالجة خطر الجفاف الذي يضرب بالمدن العراقية٬ لاسيما المناطق الجنوبية)٬ وأوضحوا انه (مناسيب نهري دجلة والفرات تشهد انخفاضاً٬ بالتزامن مع تفاقم جراء غياب التخطيط٬ وإيجاد حلول جذرية للمشكلة)٬ مشددين على (ضرورة اتخاذ حلول فورية تتماشى مع حجم الازمة٬ عبر إنشاء روابط مائية بين دجلة والفرات، وضخ المياه للأماكن الزراعية والأراضي، فضلاً عن تغذية مياه الأنهار لتعزيز المخزون المائي)٬ وعبروا امس عن (اسفهم لهذا الوضع الذي وصفوه بالقاسي والمؤلم).
لافتين الى (عدم جدية الجهات الحكومية المسؤولة عن هذا الملف).
تيار كهربائي
على صعيد متصل٬ افتتح محافظ الأنبار٬ محمد نوري الدليمي٬ مشروعا لإيصال المياه الى اهالي الرطبة. مشروعاً خدمياً مهماً يهدف لإيصال المياه إلى الرطبة، والذي يخدم 65 الف نسمة من أهالي القضاء. وذكر بيان للمكتب الاعلامي لمحافظ الانبار٬ تلقته (الزمان) امس ان (المشروع يتضمن تأهيل محطات الدفع، وصيانة الأنبوب الناقل، وإيصال التيار الكهربائي إلى المحطات التابعة لمديرية ماء الصحراء الغربية، كما شمل المشروع تجهيز المواد اللازمة لتأهيل الشبكات المائية الخاصة بمركز ماء قضاء الرطبة، وضخ المياه إلى القضاء)٬ واكد الدليمي خلال كلمة في الافتتاح، ان (دخول المشروع إلى الخدمة هو خطوة جديدة في طريق توفير الخدمات الأساسية)٬ لافتاً الى (مواصلة الدعم وتعزيز المشاريع الخدمية التي تضمن إيصال الماء الى الاهالي). الى ذلك٬ وصف وزير الموارد المائية٬ عون ذياب٬ انخفاض مناسيب المياه في بحر النجف٬ بالظاهرة الطبيعية٬ مرجحاً اياها إلى قلة تساقط الأمطار وعدم ورود السيول. واوضح بيان امس ان (انخفاض مناسيب المياه في بحر النجف يعد ظاهرة طبيعية٬ تعود إلى قلة تساقط الأمطار٬ عدم ورود السيول او فائض من مياه الري والبزل، وغلق الآبار المتدفقة ذاتيا٬ والسيطرة عليها للحفاظ على المياه الجوفية من الاستنزاف)٬
ولفت البيان الى (رفض الوزارة منح بحر النجف كفرصة استثمارية لأي غرض غير زراعي)٬ مؤكداً ان (البحر هو منخفض طبيعي يعتمد امتلاؤه على الأمطار والسيول)٬
وأضاف ان (الوزارة اتخذت عدة إجراءات لضمان التوزيع العادل للمياه٬ بما يتناسب مع الحدود الدنيا المطلوبة لتأمين الجريان البيئي لنهري دجلة والفرات، فضلاً عن إيصال المياه الى محطات الإسالة كونها من ضمن الأولويات).
من جهتها دعت مديرية بيئة النجف٬ إلى عقد جلسة طارئة، بحضور ممثلي الدوائر ذات العلاقة، لمناقشة ملف جفاف بحر النجف٬ والأضرار الناجمة عنه على البيئة والتنوع الإحيائي في المنطقة. وأوصى تقرير من بيئة المحافظة٬ (باتخاذ إجراءات للحفاظ على البحر واستدامته، منها اللجوء إلى الاستمطار الصناعي لإنعاش المنطقة، وتوفير قوة أمنية لحماية أراضي البحر من المتجاوزين، فضلاً عن ترشيد استهلاك المياه باستخدام طرق الري الحديثة لضمان المحافظة على الواردات المائية)٬
انخفاض واردات
وقال مدير بيئة النجف٬ جمال عبد زيد شلاگة٬ في تصريح امس ان (المديرية أرسلت فريقاً مختصاً إلى المنطقة للكشف عن أسباب الجفاف، ورفع تقرير الى إدارة النجف ووزارة البيئة)٬
مرجحاً تزايد الجفاف الى (يأتي انخفاض الواردات المائية الواصلة إلى بحر النجف من الأنهر المغذية له، ومنها أبو جذوع والغازي والبديرية ومبزل النجف الجنوبي٬ وإغلاق أكثر من ثلاثين بئراً تدفقية تغذي المسطح المائي، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة مع قلة الأمطار بفعل التغيرات المناخية)٬
وبين شلاگة ان (نسبة الجفاف في المنطقة بلغت نحو 75 بالمئة من مساحته الإجمالية البالغة 40 ألف دونم، أي نحو 30 ألف دونم، رغم ان البحر يعدُّ من أبرز المسطحات المائية في المحافظة وموئلاً طبيعياً للطيور المهاجرة في فصلي الشتاء والربيع، كما يحتوي على ثروة سمكية ونباتات طبيعية نادرة معرَّضة للزوال في حال استمرار الجفاف).